صفحة الكاتب : علي الغراوي

دراما النازحون على مسرح النواب
علي الغراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  غريبةٌ هي جلسة النواب الأمس تحت السقف البرلماني؛ لما تضمنته من مشاهد درامية نذرف عليها الدمع، وسرعان ما يتلبدنا الحزن في  بداياتها، ربما لم نشهد جلسةِ برلمان كهذه، في إثارة العواطف،  فالقصص التي تناولها النواب، مُحزنة فعلاً.

مسألة النازحون، إحدى المتناولات الأساسية في الجلسة، والتي لم تدخل جانب الإنحياز، والتطرف في الرؤى، بالعكس؛ الجميع كانت أراءهم، ومداخلاتهم، متشابهة الى حدٍ ما،  في إدانة الأعمال الإجرامية للدواعش، والوقوف بجانب النازحون، ومساعدتهم في معيشتهم، للرفع عن كاهلهم أعباء الحياة القاسية، كما أنها  لا تخلو من الدراما، فهنالك بكاء للنائبة" فيان" طيلة الجلسة، حتى  بحَ صوتها من البكاء والصراخ، وتضامن النائب" محمود المشهداني" مع دموعها وصراخها، وآذان تستمع بِتمعن لما يقال بين أروقة البرلمان من آراء، وحلول. 

تضمنت الجلسة، حلول ناجعة وضعها النواب، كان من بينها: حضور من تقع على عاتقهم إدارة الملف الأمني الى البرلمان  للإستجواب، ووضع النقاط على الحروف، وكذلك تخصيص جزء من رواتب النواب لمساعدة العوائل النازحة من بطش داعش، وضرورة التحريض الدولي ضد جرائم عصابات داعش،  وأعمال الإبادة، والتهجير التي تمارسه بحق الأبرياء العُزل. 

مضت دورتين على مجلس النواب، ربما لم نشهد كهذه الجلسة، و كهذا التوحد في الأراء؛  فكم جميلاً لو شهدنا في الأيام المُقبلة جلسات كهذه، تتوحد بها الكلمة، وتتخذ فيها السُبل الكفيلة، وتكون بدايتِها خير، وختامها مِسك! كم جميلاً لو يتوافق الكتل في تشريع القوانيين المُعطلة دون سجالات عقيمة، ومشادات قد يدفع فاتورتها العراقيين! 

قد يتفق الكثير من المراقبين، على أن الكثير من النواب، قد حاول إبراز عضلاته، وفتل شواربه، على أنه المميز بين النواب بمداخلاته، وآراءه، إلا أن هذه لا يمنع في تعريف الجمهور بهويته، وثبوت قدرته في القيادة، والحنكة السياسية التي يتمتع بها.

بدايات الدورة الجديدة للنواب، كانت موفقة الى حدٍ ما، بإختيار  رئيس جمهورية، ورئيس برلمان، ووضع حلول ناجعة للخروج من عنق زجاجة الأزمات، فهل سيجتاز عقبة إختيار رئيس وزراء، أم نعيش هذه المرة بِدراما تبكينا بدل الدموع دماً؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/07



كتابة تعليق لموضوع : دراما النازحون على مسرح النواب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net