صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

العُراقُقراطية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



نتحدث عن مصطلحات كثيرة ونروج لها , ولا نعرف مدى عمليتها وتفاعلها الناجح مع التربة التي  نبذرها فيها.

ومنها "تكنوفراط" , ديموقراط" وهي في واقع تفترسه مصطلحات "أناقراط" و "دينوقراط" و "فئويوقراط" , و"تحزبوقراط" وغيرها  من المسميات التي يسعد بها الشيطان الرجيم , لأنها تساعده على غواية حشودٍ من الخلق المغرر بهم.

ديمو: شعب
قراط: قوة أو حكم.
فالديمقراطية حكم الشعب أو إمتلاكه القوة , مباشرة أو بصيغ غير مباشرة.

ترى كيف يحكم الشعب؟

لكي تحكم لابد من وجود معايير وضوابط وثوابت , ومكان محدد المعالم , وبشر ينتمي للمكان الذي يريد أن يحكمه , بمعنى أن يبتكر الصيغة أو النظام الذي يحقق مصالحه.

فالمعنى الجوهري لإمتلاك القوة أو السلطة أو الحكم , هو تحقيق مصلحة أهل المكان , ومن غير هذه الغاية الأساسية , لا يمكن الكلام عن أية صفة متصلة بكلمة "قراط  أو قراطية".

وفي أي وطن لا بد لقاطنيه أن يؤسسوا له وجودا نفسيا وفكريا ومصيريا في وعيهم ولا وعيهم , لكي تتحقق الآليات السلوكية المتوافقة مع رؤيتهم الجمعية , الساعية لتأكيد طاقتها ومنهج صيرورتها اللازمة للتواصل والتقدم والبقاء.

وفي بلدٍ كالعراق لا يمكن التحدث عن مصطلحات قائمة في ديارٍ أخرى , ترسَخ في أعماقها وبوضوح متكرر عبر الأجيال , معنى المكان وقيمته وقدسيته وعليائه على كل الصفات التي تتصف بها , فالوطن أولا وأولا , وكل شيئ آخر يأتي ثالثا وما دون.

وهذا يعني أن علينا أن نؤكد قوة العراق أولا في نفوسنا وتلابيب أدمغتنا ودياجير أعماقنا , قبل التحدث عن حالات بحاجة لأسس قوية تقوم عليها ليسمق بنيانها.

وعليه فأن المطلوب هو العمل الجاد المجتهد الراجح , الهادف إلى توضيح قيمة إدراك معاني وضرورات تجسيد مفردات "عراقُقراط" في السلوك , وأن يؤمن الجميع بضرورة ووجوب تحقيق "قوة العراق" , أي أن "يحكمنا العراق"!!

وبدون فهم آليات أن "يحكمنا العراق" , فلن يتغير الحال إلى الأحسن.

فعندما يحكمنا العراق نتهذب ونتثقف وطنيا وأخلاقيا , ونرتقي إلى مستويات الساسة الغيارى المخلصين الساعين بخطوات واثقة نحو مستقبل أفضل.

أما إذا تواصلنا في قطيعتنا للعراق , فلا يعني شيئا , إن غاب مَن غاب أو حضر مَن حضر , فالعلة الكبرى في تغييب المكان وإقتلاعه من الوعي الجمعي , وهذا يؤسس لمصطلح "ضياعُقراط" و "فسادقراط" و "هوانُقراط".

 فلنتعوذ من "شرورقراط" ونرفع رايات "عُراققراط"!!

د- صادق السامرائي





 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/06



كتابة تعليق لموضوع : العُراقُقراطية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net