صفحة الكاتب : ريم أبو الفضل

ماضٍ ...ونحن ماضون
ريم أبو الفضل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تقطن فى دارك ليالٍ فى شجون
فيهل عليك ضيفاً يحمل عطايا ومؤون
يتهلل وجهك وتهم لكرمه وتقوم
فتترك متع آسرتك وشهوات تهون
فياليت كل الضيوف مثله وياليتك فى طاعته تدوم
   
إنه خير الشهور..وأكرمها

كان كريماً معنا ..فحمل لنا العطايا والهدايا ، فهل كلنا تعاملنا معه على قدر عطاياه؟ أم تركنا هداياه فى غلافها ، ولم نفتح الكنز الثمين؟

كاشفنا رمضان أمام أنفسنا ،وأبطل حججًا واهية

فالأسرة التى تفرق شملها تعللا بأعباء العمل، أو الدراسة، أو اختلاف المواعيد تجمع شملها حول طاولة طعام اعتلاها غبار العام

وهذا كف عن نفث سموما تمثلت فى سيجارة، وذاك داوم على الصلاة فى المسجد، وآخر لم يكف عن تلاوة القرآن وترك سماع أغانى "الفيديو كليب" ،وتلك ارتدت حجابا وتخلت عن ملابسها المكشوفة

موائد الرحمن ملأت الشوارع، وبُسطت الأيدى للفقراء بلا تذمر، تسارع الناس لفعل الخيرات

والكل فعل عن رغبة وحب ، والجميع بداخله بذرة  الخيرالتى أنبتت شجرة مثمرة فى هذا الشهر الكريم

وغدا يرحل رمضان، ولكن هل سنظل نحن كما كنا ؟ أم تعاودنا حالة الفصام التى نرى فيها الصائم القائم شخصًا آخر بعد الثلاثين يوماً

وكأننا نقوم ببطولة فيلم " المتحولون"  فنتحول لصائمين طائعين طيلة الشهر وبعد انقضائه نعود إلى سابق ما كنا عليه ،ويمضى رمضان ونمضى نحن فى طريقنا العثر والعبرة من الشهر أن تخرج بفضيلة أو بطاعة تداوم عليها

فمن استطاع أن يكون كريمًا سخيًا في رمضان فليستمر في سخائه

لقد استطعت أن تقهر شهواتك، وتصوم النهار ، وتقيم الليل، وتعطى بحب، وتقدر وتعفو، فلتستمر.. ولا تنتظر رمضان القادم لتمحو فيه سيئات شهور العام فربما لا تدركه ، ورب رمضان هو رب كل الشهور يعفو ويغفر ويعطى ويمنح

ومن العجب أن نرى بعد رمضان أن يعود المسيء إلى سيئاته، والمذنب يقبل على الذنوب، وهو ينقض ما قد غزله طيلة الشهر

فنجد اللسان يقدح بعدما كان القلب يصفح، والنفس تكبح

فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان سوف يرحل، ومن كان يعبد رب رمضان فإن الله سبحان وتعالى باقٍ

 يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل

فاجعل يومك نهاره وليله رمضان 
فتربأ بنفسك من زللٍ ..وتمر بباب الريّان
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ريم أبو الفضل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/27



كتابة تعليق لموضوع : ماضٍ ...ونحن ماضون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net