نساء البترول والموت
منظمة بنت الرافدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مثل أي حرب ممكن ان تقع في أي مكان نتيجة لأي سبب.

كانت الحرب قدر نساء العراق منذ قرون عديدة، وهن من دفعن ضريبتها على اختلاف مفاصل الحياة.

واليوم، تواجه المرأة العراقية وتحديدا النساء في الموصل من التركمان والشبك والمسيح تحديا حقيقيا، فإن أخطأهن الموت والاغتصاب، فالنزوح والتشرد والاغتراب مصيرهن!

مئات الآلاف من النساء والاطفال يعيشون الان في اوضاع صعبة بعد ان تم تهجيرهن وعوائلهن من مدنهن وقراهن، يفترشن الان ارض التشرد والضياع، بلا مأوى، بلا ملبس، بلا مستقبل.. وهناك العديد منهن قد فقدن ذويهن ومصادر أمنهن من الازواج والاباء والاخوة والابناء، العشرات من النساء الحوامل وضعن اطفالهن في الطريق، وفي شاحنات النقل وفي هياكل مهدمة، او دفن مواليدهن على طريق النزوح!!

نساء كبيرات في السن، عجزن عن الخروج من البيوت فتم احتجازهن من قبل المسلحين الذين يمثلون  الصورة العسكرية لداعش.

النازحون القادمون يتحدثون عن مسلحين بالاضافة الى داعش، ساهموا في صنع مأساة أهالي الموصل.

بين شفاه النساء اللواتي لا يجدن  التحدث بالعربية، حكايا للرعب والموت لم تكتمل فصولها بعد، وتحت أهداب عيونهن رقدت الأحلام في رمسها الاخير.

قوافل الوجع مازالت قادمة من هناك، تسير بصمت، يزين صمتها القلق والخوف!

مدن غريبة، اناس غرباء، حكومة غير مبالية، رحمة الناس من ترعاهم وتعطيهم الامل بوجود الخير على هذه الارض.

تراحم الناس، اكثر من رائع، يلهمنا القوة والصبر على التحمل ومواجهة التحديات، الغيرة العراقية مازالت بخير، ولكن الوجع كبير والمأساة أكبر.

نحن بحاجة الى حلول واقعية وحقيقية، بحاجة الى تدخل لجهود دولية كبيرة والى اهتمام اكبر من قبل الحكومة  العراقية سواء المركزية او المحلية.

وبحاجة الى اعلام نزيه وحرّ قادر على ان يواكب جراح الجماهير ويلبي مطالبهم ويدافع عن حقوقهم.. فقد أثبت الاعلام العراقي اخفاقه في هذه القضية أيضا، ولم نرى له بصمة واضحة في هذا المجال، وخاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة ومعاناتها في هكذا ظروف.. 

الأزمة حقيقية وكبيرة، ربما تكون اكبر أزمة يمر بها العراق، وأكبر معاناة تمر بها المرأة العراقية وصغارها على مرّ قرون عديدة..

وأكبر ظلم تتعرض له المرأة العراقية، هو تجاهل المجتمع الدولي والانساني لمأساتها ومعاناتها، كما يحدث للنساء في غزة وسوريا وبقاع ما يسمى بـ (الوطن العربي). ارض البترول والموت.

الموضوع السابق العراق سينتصر .. لان الله سبحانه وتعالى لا يحب الظلم والغدر والخيانة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat