في ذكرى استشهاد العلوية الفاضلة ( بنت الهدى )
يحكى في سالف القدم ..
أي وفي ليلة زوال الصنم :
- من أنه ،
وفي تلك الليلة العسراء ،
وبينما كان الفجار..
يأوون لمخابئهم ،
ويغيب اللصوص والعسس
طفت فجأة ..
هالة بين ثريات النجم،
وراحت ترتل ما تيسرا لها ..
من تباريح ساعات المحن :
- (الصبر مفتاح الفرج ) !
وعندما كانت تستكين وتستريح
أسفل ما جف من شجرة العمر
كانت تولي قبلتها ،
صوب صحن جدها حيدرا ..
ثم ما فتئت ،
ألا أن تصرخ وتستغيث:
- ( الظليمة .. الظليمة يا جداه ) *1
وبغتة..
ولما انبلج الخيط الأول
من فجر ذلك اليوم المبين ..
كانت هناك ثمة أصوات تتعالى،
تشق زفيرا أوارا الليل..
كشهيق ترزّح من حولها وتقول :
- ( يوم الظالم على المظلوم اشد) *2
فالحمد لله :
للكاظمين الغيظ في الصدور !
سبحان الله :
على صبرهم الطويل ،
والذي كان دوما للمظلومين مفتاح الفرج !
- الله.. الله يا للشعب الصبور،
والذي لم يركع يوما
لعبادة الجبت والوثن ..
فبشر الصابرين
الذين كانوا يتلون في دعواتهم :
- ( نصرا من الله وفتح قريب )
لحظتها كانت تمسح دموعها تارة،
وفي أخرى بدعواتها لله تستنير :
- الحمد لله ليمام السلام ..
الذي عاد بعد ضنى ،
وطول هجرته..
رغم طول تلكم المسافات،
رغم العطش وعصي الكلأ
- سبحان لله للوئام
الذي بسط سطوته ،
كحجارة من سجيل ..
أضحت تلسع نواميس الطواغيت ،
وتفتت مهاوي الجحور
- الحمد لله لأواصر المحبة والألفة
التي رافقته طيلة رحلته
رغم نجيع دم النحر والذبح..
وهول الجثث الطافحة
- يا لطيب رائحة الأنفاس المنبعثة..
من لهث طوابير الملايين الزاحفة ،
صوب كربلاء والنجف
كالمسك أمست فوق الهوادج تخور
فالكل على علم ويقين..
من أن ثارات جداي
حيدر والحسين
كموقدة نار حامية غدت..
تزلزل بالرؤوس العفنة ،
كعصف مأكول أذلت السفاحين
ومخرت مخابئهم في أواخر ذلك الليل
******************************
تنويه: 1/ من أقوال العلوية الشهيدة ( بنت الهدى ) ( رض )
2/ من أقوال الشهيد السعيد السيد ( محمد باقر الصدر ) ( قدس)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat