صفحة الكاتب : د . هشام الهاشمي

الجهاديون وعلاقتهم بالمخابرات الإقليمية
د . هشام الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

1- بدأت العلاقة بين التنظيمات الجهادية العراقية، والمخابرات الإقليمية منذ سنة 1987 حين اعلن تاسيس "الحركة الأسلامية" في كردستان العراق، وحين استقطبت هذه الحركة اسلاميين ايرانيين واتراكا، مما دعا هذه الحركة لتبديل اسمها من «الحركة الاسلامية في كردستان العراق» الى حركة «الوحدة الاسلامية» بعد ان انضمت اليها «حركة النهضة الاسلامية» وهذه الاخيرة كانت حديثة النشأة. تمركزت الحركة في مناطق حلبجة وطويلة وبيارة قرب الحدود الايرانية، وفي عام 1993 وقع قتال دموي بين الحركة الاسلامية و«الاتحاد الوطني الكردستاني» بعد ان حاولت الحركة بسط نفوذها على الاقليم والناس... ومنذ عام 1988 ولغاية 1993 كان دعم الإيراني للحركة سريا، ولكن في احداث المعارك ضد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، اصبح الدعم علني وظاهرا للجميع، وكان تنسيق الدعم يتم مع الملا علي عبدالعزيز اخو امير حركة النهضة...

2- في سنة 1995 تشكلت جماعة الاصلاح سرا من داخل صفوف الحركة الاسلامية وكان اميرهم الملا كريكار.. اسمه الحقيقي نجم الدين فرج، وله صلات كبيرة مع الجانب الإيراني لا ينكرها المدون لتاريخ هذه الحركات.. وقد اعتمد في تاسيس جماعة الإصلاح على الاموال والمساعدات الإيرانية..وفي سنة 2001 انضمت مجموعة " المركز الاسلامي و جماعة التوحيد الاسلامي " التي كان يتزعمهما ابوعبيدالله الشافعي، الشهير ب آسو هوليري..واسمه الحقيقي اسعد محمد، حيث شكلوا جماعة "جند الاسلام" ثم في نفس السنة تم تغيير الأسم الى جماعة " انصار الاسلام" بقيادة فاتح كريكار؛ وهي جماعة جهادية ذات منهج مركب من الفكر "آلتكفيري الجهادي والمنهج آلإخواني القطبي" معظم قياداتها من الذين قاتلوا في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي او من الذين تدربوا في معسكرات القاعدة وطالبان..وجماعة انصار الاسلام كانت تتنقل من خلال ايران الى كافة أنحاء العالم وخاصة باكستان وأفغانستان ومن خلال مطاراتها الى السعودية والخليج العربي وأوربا..وأصبحت معسكرات جماعة الأنصار مأوى أمن ومعسكر للتدريب العسكري والتعليم الشرعي.. وابرز ضيوف تلك المعسكرات ابو مصعب الزرقاوي والقيادات التكفيرية من فلسطينين العراق امثال عبدالناصر الجايب وقيس الفلسطيني وابو اشرف محمد يوسف ومحمد صالح وغيرهم كثير..

فضلا عن وجود الجناح العربي بقيادة الشيخ سعدون القاضي وعضوية الدكتور محمود المشهداني الذي كان يمثل حلقة الارتباط بمخابرات صدام حسين!!.

3- في عام 1997انشقت عن الحركة مجموعة اطلقت على نفسها اسم تنظيم «حماس ـ الاسلامي في كردستان العراق» وزعيمها يدعى الملا عمر بازياني.

وهذه الجماعة اكثر الجماعة الاسلامية لها علاقة بإيران ومعظم أفرادها ممن عاشوا وتزوجوا في ايران وفي عام 2003 أسس عمر بازياني مع سعد فوزي الجميلي وحسن ازيرج ومحمد نوري العبادي، جماعة جديدة عرفت باسم" ملة ابراهيم" وكان قدومهم من إيران.. وهذه الجماعة الجديدة تعتبر النواة الاولى لتأسيس كتائب التوحيد والجهاد التي تزعمها الزرقاوي في نهاية عام 2003، ومنهج الزرقاوي واضح في عدم استهدافه الأهداف الإيرانية وقصة القنصل الإيراني الذي خطفه الجيش الاسلامي في منطقة شمال بابل تشهد كيف سلمه الزرقاوي الى السفارة الايرانية مقابل وعود إيرانية بإطلاق سراح عائلة بن لادن، لكن في النهاية لم تتحقق تلك الوعود!!

4- وبالرغم من محاولة التنظيمات الجهادية العراقية نفي هذه الحقائق أو التشكيك فيها، بهدف أبعاد الأنظار عن حجم الاستفادات المتبادلة بينهما.

في المقابل، تعد ايران ملاذا آمنا لقادة التنظيمات الجهاد وعناصرها بشكل سري واحيانا علني، في عام 2005 لجأ الزرقاوي الى العلاج في احدى مستشفيات ايران وايضاً المدعو محارب الجبوري احد اهم قيادات القاعدة في العراق !

5- هناك تنظيمات جهادية سلفية وأخرى إخوانية وبعثية لها علاقات وثيقة مع المخابرات السعودية والقطرية والأردنية والتركية، وأشهر هذا التنظيمات؛ كتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي في العراق وجيش المجاهدين وحماس العراق وجامع وجيش الراشدين وجيش رجال الطريقة النقشبندية... وهذه العلاقة الثنائية علاقة تحكم في الخطط والبرامج والاعلام وحتى الأهداف والرؤى، مثّل قرار تشكيل جبهة الجهاد والتغيير او جبهة الجهاد والإصلاح او قرار تاسيس المجلس السياسي للمقاومة العراقية او قرار الدخول في مشروع الصحوات.. بالمقابل توفير الاقامات والمأوى الامن لقيادات تلك الفصائل وعوائلهم وبعض التسهيلات المالية والإعلامية...

6-سعي اجهزة المخابرات الإقليمية المتعاقبة إلى تدعيم علاقاتها مع التنظيمات الجهادية العراقية إنما يأتي في إطار توظيفها لتحصيل مصالحها وتحقيق توازنها وتصفية حساباتها مع دول المنطقة وقادتها على ارض العراق. فالمراقب لتوجهات اجهزة المخابرات حيال العراق يجد دعمًا مستمرًا لبعض التنظيمات الجهادية وعلى رأسها الجيش الاسلامي في العراق وفصائل تخويل الضاري، بما يفسر في ضوء حرصها على الوجود المستمر في ملفات العراق. 

7- في الوقت الحالي لا شي يدل على وجود نية لدى اجهزة المخابرات الإقليمية بحصار التنظيمات الجهادية في العراق عدا تنظيم داعش، ومنعها من الإقامة والتنقل على أراضيها..او اعتبارها تنظيمات إرهابية ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . هشام الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/25



كتابة تعليق لموضوع : الجهاديون وعلاقتهم بالمخابرات الإقليمية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net