صفحة الكاتب : د . حامد العطية

ما لم يتعلمه سمير جعجع من سيرة النبي يوسف
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    ليس هنالك ما هو أثمن الحرية، ولا يشعر أحد بقيمتها مثل السجين، ينتظر يوم إطلاق سراحه بفارغ الصبر، ويعد الأيام والساعات المتبقية من سجنه، وما أثقل السجن على نفس البريء.
    سجن النبي يوسف عليه السلام بضع سنين، ومن دون جريرة اقترفها، ثم أتى أمر الإفراج، ومن أعلى سلطة في مصر، لكن النبي رفض الخروج من السجن، وكما تخبرنا بذلك الآية الكريمة التالية:
 
[وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ] (سورة يوسف:50)
    رفض النبي يوسف عفو الملك والخروج من السجن، لأنه عفو من دون براءة، وطلب منه التحقيق في التهمة التي أدخلته السجن، فكان له ما أراد، وتأكدت للملك والناس براءة ساحته من التهمة الباطلة التي قذفته بها امرأة العزيز.
  وتبين الآية التالية من نفس السورة صدور الأمر الثاني بإطلاق سراح النبي من السجن بعد البراءة، وثبوت حفظه للأمانة، وبالتالي جدارته بتولي أرفع منصب في مصر:
[وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ] (سورة يوسف:54)
     بالمقابل ترشح بالأمس القريب النائب اللبناني سمير جعجع لمنصب رئاسة لبنان، وهو مدان بتهم خطيرة وسجين سابق أطلق سراحه بعفو، وعلى النقيض من النبي يوسف خرج من السجن ولم يطالب بإعادة محاكمته، وهو في سلوكه هذا مخالف تماماً لسيرة النبي العظيم يوسف عليه السلام.
    سمير جعجع غير ملزم بإتباع سيرة النبي يوسف كما وردت تفاصيلها في كتاب المسلمين المقدس، لكن ذلك واجب على كل المسلمين، وكل أنبياء الله قدوة للمسلمين، وعليهم الاهتداء بسيرهم الموصوفة في كتاب الله، وبالتالي فإن كل من صوت أو سيصوت لسمير جعجع من نواب المسلمين في المجلس النيابي اللبناني مخالف لهذا المبدأ الإسلامي، وهو مبدأ إنساني وعقلاني أيضاً يتفق معه كل صاحب ضمير يؤمن بالعدل.
( للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
18 أيار 2014م

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/18



كتابة تعليق لموضوع : ما لم يتعلمه سمير جعجع من سيرة النبي يوسف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net