صفحة الكاتب : صلاح نادر المندلاوي

الأنترنيت .. قلق للآباء وخطر يهدد أخلاقيات الأبناء
صلاح نادر المندلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الانفتاح الهائل على التقنية الحديثة ووسائل الاتصال المتطورة التي من بينها ومن اهمها الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) التي اتسعت في كل الاتجاهات بشكل مهول مثل انشاء مراكز ومقاه للأنترنت وشبكات النت اللاسلكي لا في الدوائر بل في المنازل اكثر وتعلم الصغار والكبار  آليات العمل والدخول الى هذه المنظومة السحرية أدى الى ارتفاع مؤشر تخوف العوائل على مستقبل أبنائهم من خطر التأثر بعادات وتقاليد غير مقبولة في مجتمعنا المحافظ ويتوقعون خطرا يهدد الكيان العائلي ، لما لهذه التقنية من تاثير كبير لأنه جعل من التواصل بين البشر أمراً في غاية السهولة. والسبب وراء ذلك ان واقع حال الشباب لا يبشر بالخير بسبب زيادة ساعات الجلوس امام اجهزة الكومبيوتر وما يحمله من مشاكل صحية وعزلة اجتماعية تؤدي بالنتيجة الى اضرار نفسية حسب المختصين النفسانيين . 
 
لذلك نسلط الضوء على جوانب من هذه المشكلة: 
 
مضار ومنافع
 
بداية كان لقاؤنا مع الدكتور سعد عبد الجليل التميمي متخصصاً بالعلوم النفسية الذي قال عن ذلك: التواصل الاجتماعي يجب ان يكون واقعياً وبعيداً عن عنصر التخفي الذي يحرر الافراد من الحاجة الى التظاهر والحرج ويجعلهم ينطلقون الى الانفتاح وصراحة اكبر وحرية مطلقة في تعدد العلاقات وخاصة في موقع «الفيسبوك» (( Facebook.com )) مشيرا الى انه ربما يتطور الامر الى نشوء علاقات حميمة للغاية عبر الدردشة. وعن خطورة النت على الاطفال قال: النت أداة تعليمية مهمة للأطفال للحصول على مهارات مهنية وعقلية بشرط اشراف الوالدين والاستخدام الأمثل مع وجود رقابة صارمة. واضاف التميمي قائلا: من الاعراض المرضية للاستخدام غير السليم للنت بينها : سرعة الغضب (العصبية) والهيجان الدائم وضعف الشهية وفقر الدم وازدياد ساعات النوم وهذا يتطلب مناقشة مضار الأنترنيت بعيداً عن الإسلوب الأمثل مع الاطفال ليتعرفوا عن السلبيات منذ الصغر.
 
الجانب الشرعي
 
الشيخ محمود علي الجابري قال عن رأي الشريعة الأسلامية في ذلك : من المهم ان يكون استخدام اجهزة الأنترنيت والموبايل بإشراف العوائل وتحديد مواعيد وقواعد ثابتة لساعات الاستخدام فالنصائح والارشادات مستمرة ومتواصلة لتوجيههم منذ الصغر لإنقاذهم من الضياع ومن الأجدر بالشباب التفرغ للعبادة والتسبيح بدلاً من صداقات الفيسبوك الهدامة احياناً، لأننا نعيش في مجتمع اسلامي محافظ مختلف عن واقع الدول الغربية ونحتاج الى تعزيز الثقافة الاجتماعية عن طريق تنظيم الندوات والمؤتمرات لشرائح المجتمع وخاصة طلاب الجامعات لأن بقاء الحبل على الغارب سيجعلهم ضعفاء في المستقبل ولا بد من تضافر الجهود لتعزيز شبابنا بالنصائح الاسلامية الرصينة.
 
التصفح والتجسس
 
عن كيفية التصفح الالكتروني على المواقع قال المهندس منذر خليل سلمان : عملية التصفح تعتمد بالدرجة الاساس على المستخدم لأنه يمتلك الحرية للتصفح في اي موقع من دون وجود رقابة من اي شخص، موضحا ان الفيروسات امر ليس صعباً امام الدخول الى الاجهزة لكن هنالك حالة اهم من ذلك هي التجسس على البريد الالكتروني او حسابات الفيسبوك الخاصة ويدمرون البيانات الشخصية وبمرور الأيام تزداد بالانتشار بسرعة فائقة وبعضها معقد لا يمكن معالجته الا عبر مكافحة عامة «الفرمتة» ومن اعراض التجسس والفايروسات توقف البرامج عن الاستجابة وحدوث تلكؤ واضح لسرعة التصفح ، كما ان بعض الفايروسات ترسل الى الحاسبات بصيغة رسائل بريدية بمعنى انها رسائل مزورة ترد الى الشخص كرسائل عاجلة عن طريق الاعلانات الالكترونية من خلال المواقع الوهمية. كذلك الحال بالنسبة الى غرف الدردشة التي هي ريقة للتعارف بين مختلف الناس فقد اصبح من الممكن اجراء محادثة فورية بين الناس اذ انها تنطوي على مخاطر ومشاكل كبيرة جداً لأن هوية الاشخاص مجهولة وهي  «اكاذيب» مزوقة بشكل جميل .
 
آراء المواطنين
 
المواطن حكمة صاحب البخاتي /صحفي قال: اشعر بالاحباط احياناً من مستقبل بعض شبابنا لأن الانترنت استعبد الإنسان العراقي وادمن بعض الشباب الجلوس امام اجهزة الحواسيب لتصفح المواقع المختلفة منها المهمة والبعض الآخر مخيبة للآمال ومحبطة للعوائل لأنه وللأسف بعض الشباب يستخدمون هذه التقنية بإسلوب غير حضاري ويسيؤون استخدامها ، ما دفع الاهالي الى التخوف المستمر على مستقبل ابنائهم لأنهم يقعون فريسة لمخاطر الانترنت ولا يهتمون بفوائده . الاعلامية بتول عبد الكريم قالت : بعض الشباب شوهوا صورة اي انسان يحمل جهاز «اللابتوب» في الشارع وبما انني طالبة ماجستير فإنني احمل حقيبتي التي اضع فيها جهاز اللابتوب الذي احتفظ بالابحاث والدراسات المتخصصة في ذاكرته الامر الذي يؤدي الى ان تلقى على مسامعي بقصد كلمات نابية من بعض الشباب لأنني احمل هذا الجهاز وكأنني احمل شيئاً خارجاً عن المالوف او على القانون او على الاعراف. أما الاديب احمد رسن فقد قال: الانترنت وسيلة اتصالية حديثة تفيد الانسان في المستويات العمرية والثقافية كافة شرط ان يكون الاستخدام بطريقة انتقائية بمعنى اكثر وضوحاً  ان يتم توجيه المتلقي الى الاستفادة من الجوانب الايجابية في الانترنيت وعدم اضاعة الوقت الثمين والجهد في الجلوس امام الشاشة في اشياء لا تضيف ولا تقدم شيئاً. المواطن  ماجد حسين رهك اكد اهمية الانترنت في الحياة العامة وبخاصة طلبة الجامعات لأن هذه التقنية تساعدهم في إكمال بحوثهم الدراسية وتفتح لهم آفاقاً جديدة للتواصل الاجتماعي على الصعيد الدولي وهي مهمة للشباب لأنهم في دور نمو فكري وذهني وهذا ما يحتاجونه في وقتنا الحاضر ويجب ان يكون استخدام التقنيات الحديثة بشكل سليم ومهذب. اما المواطن جواد كاظم / مدقق لغوي فقد اشار الى ان ليس خفياً على الناس اننا نعيش عصر التكنولوجيا ولا خلاف ، وان اي عمل له مساوئ ومحاسن وان تصفحنا الانترنيت يصلنا الى العالم الخارجي ويجعلنا مدركين لما حولنا وعارفين بما يحيط بنا. اما عن تصفح الشباب المراهق للأنترنت فأن مساوئه اكثر بكثير من محاسنه ولعل عدم خبرتهم وضآلة معرفتهم الحياتية احدى اهم اسباب المخاطر لما يحمل من نتائج سلبية وعواقب وخيمة خاصة وان الشاب يكون طائشاً في مثل هذه المرحلة العمرية لكن هذا لا ينفي فائدة الانترنت على العموم. واكد المواطن أن الانترنيت سلاح ذو حدين فقد تزهق نفسك بتصفحك الانترنيت وقد تتسامى بها وللمستخدم الخيار الاول والاخير ولكن للأسف اغلب شبابنا لا يعون اهمية الانترنيت ويستخدمونه بشكل خاطئ وكأن هذه التقنية الحديثة صنعت لأغراض معينة لا للتواصل الاجتماعي وطلب العلم ، وهنالك دراسة تسمى «الدراسة عن بعد « تتم عن طريق الانترنيت وهذا دليل على اهميته. وفي منتدى بغداد الثقافي قالت ندى سليمان شاكر: للأسف الشديد شبابنا يسيرون دائماً خارج القاعدة الامينة من ناحية استخدام الانترنيت وتصرفات اخرى مثل قصات الشعر والملابس المثيرة، واملي ان يقلد شبابنا ما هو ايجابي اكثر من اكتساب السلبيات. اما ابراهيم الزبيدي فكان له رأي مغاير للجميع حيث قال إنه لا يستخدم الانترنيت الا عند الضرورة القصوى ولا يمتلك حساباً في موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» لأنه يسمع عن اقاويل بعيدة عن الواقع العراقي من الناس حول مضار الانترنيت وفي نهاية جولتنا قالت المواطنة يسرى محمد احمد «موظفة مصرف»: الانترنيت وجهاز الحاسوب مهم جداً في الحياة وللأسف اغلب الشباب يستخدمون هذه التقنيات المتطورة بشكل سيىء ويبتعدون عن فوائدها التي من الممكن ان يحصلوا عليها لانهم ببساطة لا يريدون الاستفادة من هذه التقنية الحديثة وانما هدفهم التسلية فقط.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح نادر المندلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/12



كتابة تعليق لموضوع : الأنترنيت .. قلق للآباء وخطر يهدد أخلاقيات الأبناء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net