أتقو الله يا متاجرين في الدين!!!!
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيد صباح بهباني

بسم الله الرحمن الرحيم
(خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات/ 13.
(وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم) الحجرات/13.
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) البقرة / 256
(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) الكافرون /6
( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ ) البقرة/197.
إذن، طبيعة التكليف واحدة للذكر والأنثى، وهي الانسجام مع الفطرة الإنسانية التي أودعنا الله إياها والتزود للآخرة بالعمل الإنساني السليم (على أصل التقوى).. أما اختلاف الجنس بين الخلق (الذكر والأنثى) وتميّز أو اختصاص كل منهما ببعض حيثيات التكليف الشرعي وفروعه لا يعني تفاضل بينهما أبداً، إذ ثبت قطعياً واحدية النشأة والخلق، وأن لا كرامة لأحد على آخَر ــ ذكراً كان أم أنثى ــ إلا بالتقوى والعمل الصالح المفضي لخدمة الناس والإنسانية. وتبيَّن أيضاً أن اختلاف التفاصيل (في العبادة والتكليف) إنما يعود لطبيعة كل منهما وبأنه لا ذنب ولا جرم لِمَن كانت طبيعته وتكليفه على نحو يخالف شريكه.. ويُلاحظ ذاك الاختلاف في الجنس الواحد، إذ لكل شخص قدرته وطاقته وعقله وإدراكه.. وإنما الأعمال بالنيات، والعمل بالطاعات ..لا توجد فوارق !!وهن يجب أن نقر ونعترف
أن لكل داء دواء إلا الفتنة الطائفية، ألا يوجد يا عقلاء المسلمين دواء للفتن والخلاف والاختلاف المذهبي والفكري؟. الفائدة من طرح التساؤلات تحريك الذهن للتفكير والتأمل في الأحداث للوصول إلى الحقيقة، وبالذات في الفتن والخلافات التي تشكل خطرا على الجميع، وأني أدعو الجميع للتفكير وعدم مصادرة حق التعبير والرأي المختلف مهما كان، إذ يجب علينا الإيمان بحرية الرأي والرأي الآخر، ومن هذا الباب اطرح التساؤلات التالية :
لماذا يحاول بعض المتشددين والمتطرفين والتكفيريين في هذه المرحلة الزمنية والحساسة في تاريخ الأمة إثارة الخلافات والنعات الطائفية، وفرض رأي واحد والقضاء على التعددية في الأمة المشتتة؟ ولماذا يتم تهديد وتخوين المخالف في الرأي والمذهب؟ وهل صحيح أن مجرد النقاش حول الأمور الخلافية المس كوت عنها هي إثارة للفتنة وتزيد من فجوة الخلافات في الأمة؟ أليس الخلاف موجود منذ مئات السنين ومن حق كل طائفة التعبير عن رأيها؟ إلى متى يبقى السكوت عما في التاريخ؟ وهل ما يحدث حاليا في الأمة من فتن وإساءات ومحاولات لإسقاط الآخر يرضي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
إن الدين الإسلامي واضح وبين، والمسلمون متفقون على الشهادتين، والكتاب، والقبلة، وكذلك الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها إذ كل مسلم يؤديها بطريقته، وحتما هناك خلافات وأهمها الإمامة والخلافة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد اتفق وأمن المسلمون على الخلاف والاختلاف بوجود مسلمون شيعة ومسلمون سنة وغيرهما منذ وفاة الحبيب محمد(صلى الله عليه وآله وسلم ) وعاشوا وتعايشوا تحت راية الإسلام ومحبة الأوطان، فالاختلاف والتعددية أمر طبيعي في كل أمة نتيجة العديد من العوامل .
ولكن من المؤسف أن يتراجع مستوى الإيمان بالاختلاف والتعددية الفكرية والدينية إلى هذا المستوى الذي نراه حاليا، رغم أن العالم أصبح كالقرية بفضل طفرة تقنية الاتصال ومنها الإنترنت والفضائيات، وأصبح الوصول إلى المعلومة الصحيحة والتعبير عن الرأي الحر متاحا، وكان من المفترض أن تساهم هذه التقنية في رفع مستوى الوعي والثقافة وتقريب الفكر والتعرف على حقيقة الآخر من مصادره بدون تدخل أو وسيط، والانشغال بالمطالبة بالديمقراطية والحقوق الوطنية واحترام حقوق الإنسان، والرأي والرأي الآخر، واحترام التعددية الدينية والمذهبية والفكرية، لبناء دول حضارية قانونية تحكم من خلال دستور واضح يعبر عن إرادة الشعب في ظل العدالة والمساواة .
ينبغي على جميع المسلمين من كافة المذاهب عدم التعاطي مع الفتنة، والعمل على وأدها وقطع الطريق على من يعمل لإشعالها، بالوعي ورفض العنف والإكراه، والاعتراف بالتعددية الدينية والسياسية والاختلاف كواقع، واحترام معتقد وفكر ورأي الآخر، إذ لكل طائفة إسلامية - مسلمة شيعية ومسلمة سنية . ويداً بيد للتعاون على حبه والتآخي بما أمرنا بعباد الله كونوا أخوانا ولنبي أوطاننا ونكون وحدتنا ونقضي على كل المتاجرين بالدين والطائفية ؛وللعلم أن كل هؤلاء الذي يتاجرون بالدين هم خسروا الدنيا وفي الآخرة عذاب أليم والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat