ملخصات التقارير التقييمية للعملية الانتخابية في العراق 2014 الملخص التقييمي (6) 24 نيسان 2014
شبكة شمس العراقية
شبكة شمس العراقية
تسييس مراقبة الانتخابات
تحتاج المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لإنجاح العملية الانتخابية الى رقابة جهات محايدة تراقب مراحل العملية وتصدر تقاريرها ورصدها لمجريات الأمور.
كانت المفوضية منذ تأسيسها تقدم الدعم والاسناد لشبكات المراقبة المحلية والدولية، من خلال تسهيل عملها وتدريب مراقبيها وتزويدهم بالباجات وإصدار التعليمات لمسؤولي المراكز والمحطات الانتخابية للتعاون معهم في أداء عملهم، بل كانت تستشير كبار المراقبين في الأمور المتعلقة بالإجراءات الانتخابية، وتتواصل معهم في يوم الاقتراع لحظة بلحظة لمعالجة ما يطرأ من مستجدات، وهذه العلاقة الطبيعية التي كانت تربط المفوضية بشبكات المراقبة أدت الى تطور عمل مفوضية الانتخابات والى تطور العملية الانتخابية بحد ذاتها، ونذكر بأن اهم ما يجب ان يميز عمل مجلس المفوضين في المفوضية هو الابتعاد عن التشنج وقبول الرأي الآخر واستقبال الملاحظات والرد عليها بمهنية وبأسلوب علمي مدعم بالوثائق.
إذا تكلمنا عن تجربة شبكة شمس فإنها ضمت الالاف من المراقبين المتطوعين، وأصدرت تقارير ناقدة تقييمية وتقويمية لعمل المفوضية، ورصدت الخروقات وحددت النواقص وأعلنت توصياتها، وبالرغم من كل ما ورد من نقد قاس في تقاريرها فان المفوضية كانت منذ البداية تعتبر شبكة شمس لبنة أساسية في العملية الانتخابية في العراق الجديد، وموضع ثقة في تقاريرها ورصدها، خصوصاً وأنها راقبت معظم العمليات الانتخابية بمراقبين متطوعين بدون دفع أجور او مكافآت لهم، بل شاع صيت الشبكة الى دول أخرى شاركت في مراقبة انتخاباتها.
في عهد المفوضية الحالي، شن مجلس المفوضين، بحجج مختلفة، حملة اقصاء لكثير من الشركاء في العملية، من شبكات مراقبة ومرشحين للانتخابات بل وحتى موظفين كبار في المفوضية، بالتنسيق مع جهات سياسية نافذة، مع عدم قيام السلطة القضائية بالدور المطلوب منها، كسلطة الفصل في المنازعات المعروضة أمامها.
اليوم، وخشية حدوث فراغ في جانب المراقبة، وبعد أن دأبت المفوضية على تضخيم كل شيء في عملها، ومنها عدد المراقبين، أعلن عن تشكيل جهات مراقبة جديدة، وإعادة احياء أخرى كانت في حالة (موت سريري)، مع دعوات لتجنيد الالاف من المراقبين، وعروض بتقديم مكافآت مالية، الى هنا يبدو الأمر طبيعياً، لكن المعلومات التي تسربت تشير الى تدخل حكومي وسياسي في تشكيل بعض هذه الجهات، من خلال تقديم الدعم المالي، مقابل ضمان ما يرد في تقاريرها في الانتخابات.
ان شبكة شمس اذ تدق ناقوس الخطر، يتعذر عليها حالياً الكشف عن كثير مما تملكه من معلومات حول الحملة الحالية المشبوهة لتشكيل جهات المراقبة ومن يقف وراءها، لسببين: الأول أنها ستتهم مجدداً من قبل المفوضية بمهاجمة (المشروع الوطني) والذي يبدو أنه العلامة المسجلة باسم المفوضية، والسبب الثاني أن الشبكة تسعى للحصول على وثائق أكثر تدعم هذه المعلومات، ومنها السعي لاستغلال تقارير المراقبين بعد ظهور النتائج بأن تكون تقارير إيجابية اذا فازت الجهة الفلانية وأن تكون سلبية اذا خسرت!
هذه دعوة مخلصة الى جميع الجهات الى عدم تسييس عملية مراقبة الانتخابات، حيث يمكن للكيانات السياسية حشد ما يريدون من وكلاء في محطات الاقتراع، ولا داعي لأن تقوم بتشكيل جهات مراقبة منحازة، مما يفسد العملية الانتخابية، ولنقف جميعاَ ضد المساعي الخبيثة لاستغلال صوت المراقب المستقل لأغراض سياسية وحزبية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat