القصر الثقافي في ذي قار وصرخات المستضعفين
صفاء الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صفاء الموسوي

اصابني الذهول وانا اقرا خبر على موقع شبكة اخبار الناصرية بان مدينتي ذي قار ومن خلال حكومتها المحلية تعلن عن مشروع القصر الثقافي والذي تتجاوز كلفة انشائه الثلاثة مليارات دينار هذا الخبر اعلنه السيد نائب محافظ ذي قار حيدر بنيان المحترم احدى شخصيات المدينة ومن اعرف الناس باحتياجات مدينته وقد تحدث السيد النائب بما هو امر من ذلك حيث قال ان المشروع اعدت تصاميمه في عام 2008 اي في تلك الاعوام الغابرة والتي شهدت مدينتنا الحبيبة ثورة وانفجار بالمشاريع ولكن وللاسف من دون تخطيط دقيق ودارسة لجدوى تلك المشاريع وبالتالي فشل معظمها وقد تحدث السيد النائب في موقع اخر حيث قال ان \"محافظة ذي قار من أولى المحافظات في الاهتمام بمثقفيها\" وهذا مؤلم جدا - مع اعتذاري الشديد لمثقفي المدينة - اما كان من الافضل لهذه المدينة المنكوبة ان تكون الاولى بالاهتمام بطبقاتها المسحوقة والاهتمام باحيائها السكنية والتي لاتصلح ان تكون مقبرة في احدى الدول الغربية.
فهل انتهينا يا حكومة ذي قار المحلية من بناء كل المدارس الطينية والتي كنتم وما زلتم تصرحون بها في الاعلام وهل اوصلنا اخر انبوب ماء لاخر قرية من قرى المدينة المسحوقة والتي عانت من الاهمال المتعمد من نظام المقبور صدام اذهبوا الى قرية الشاطيء في ناحية الغراف واسمعوا معاناتهم للحصول على ماء الشرب لاتتعبوا انفسكم بالذهاب بعيدا اذهبوا الى مناطق خلف السريع لتواجهكم الزمر الارهابية - لا تتوهموا ليسوا بشر - انها زمر البعوض والحشرات القاطنة بسلام في مستنقعات تلك المناطق وتحت حماية حكومية انها وباختصار حمايتكم لهذه المحميات الطبيعية بعدم ازالتها وتحويل اموالها الى قصر ثقافي واما واقع الكهرباء في المدينة فهو لايحتاج الى تفصيل اكثر فبامكانكم استشارة اي انسان بسيط في الشارع ليكلمكم عن الكهرباء وسبل النهوض بها واحتياج البلد الى الميكا واط والتوربينات ومحولات الاوتو وقواطع الدورة وخطوط الضغط العالي وذلك لشدة ما عاناه هذا المواطن من هذا السرطان الصيفي والذي يصيب المدينة كل صيف كوباء جماعي حيث اصبح انساننا البسيط خبيرا بهذه الامور الفنية الهندسية لكثرة اطلاعه وسماعه وبحثة واما حكومتنا المحلية فقد وفرت اموالها لتبني لنا قصرا ثقافيا وحتى ولو سلمنا باهمية الثقافة الملحة في هذا الوقت فاين نحن عن القول الشائع\"اعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا مثقفا\" حيث قدم الخبز على المسرح ولاتزال عشوائيات المدينة تصرخ افواه الاطفال مستغيثة بالواحد القهار طالبةً خبزا لا مسرحا ورحم الله الشيخ احمد الوائلي حيث قال:- بغدادُ يَوْمُكِ لا يزالُ كأَمسِهِ صِوَرٌ على طَرَفَي نَقِيضٍ تُجْمَعُ
يَطغى النَّعِيمُ بِجانِبٍ وبجانبٍ
يَطْغَى الشَّقا فَمُرَفَّهٌ وَمُضَيَّعُ
في القَصْرِ أُغْنِيَةٌ على شَفَةِ الهَوَى والكُوُخِ دَمْعٌ في المَحَاِجِر يَلَذَعُ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat