صفحة الكاتب : د . حسين ابو سعود

التركمان وتحديات المرحلة
د . حسين ابو سعود


 لا يخفى بان التركمان هم ثالث قومية في العراق من حيث العدد ولهم تاريخ قديم وطويل في التهميش من قبل الحكومات التي تعاقبت على الحكم رغم وجود الكثير من الكفاءات السياسية والعلمية والفكرية والثقافية التي اثبتت وجودها في ساحات العمل  المختلفة على مدى سنوات طويلة، ومازال التركمان يعانون من التهميش الظالم من قبل جميع القوى السياسية في البلاد، ولعل السبب الرئيسي لذلك هو انقسام التركمان فيما بينهم وتوزعهم على الأحزاب الكبرى، وقد ادرك مثقفو التركمان ضرر ذلك التشرذم والانقسام وصار أصحاب الفكر منهم يدعون الى ضرورة الاستفادة من الأصوات التركمانية في الانتخابات القادمة من اجل انتخاب شخصيات تركمانية مخلصة واصيلة وليست مرتبطة بالدوائر الأجنبية ودول الجوار وادركوا أيضا حقيقة وجود مخططات لتهميش التركمان الى الابد واعتبارها اقلية صغيرة حالها حال الأقليات الأخرى وتم تقسيم البلاد الى ثلاث مجموعات كبيرة هي عرب سنة وعرب شيعة وكرد، علما بان التقسيم الطائفي المنبوذ يكاد يكون معدوما بين التركمان الذين تربط سنتهم بشيعتهم أواصر قوية من المصاهرة والتعايش وخير دليل على ذلك على الصعيد السياسي هو تشكيل قائمة اتحاد تركمان كركوك والذي يضم سياسيين من المذهبين مثل الدكتور عباس التازه لي والدكتور طورهان مفتي كأجراء عفوي طبيعي للتدليل على انه لا توجد حزازات بينهم ، ولعل هذا الشعور الجميل سيساهم هو الاخر في جعل التركمان يختارون لهم الأفضل ولاسيما الشخصيات التي تم التعرف عليهم عن قرب من خلال عطاءاتهم الكبيرة المميزة الفذة وعلى رأس هؤلاء معالي وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر الذي تشهد عليه  إنجازاته الضخمة التي حققها في مدة الأربع سنوات الأخيرة حيث ارتفع بمستوى الرياضة العراقية الى اسمى الدرجات وصار للعراق اسم لامع في مختلف الرياضات في جميع انحاء العالم. فالإخلاص يعمل المستحيل، وقد عمل الوزير المستحيل للارتقاء بالرياضة العراقية الى المكانة التي تستحقها بين الدول.
ومجيئ مثل هذه الشخصية الى البرلمان مرة أخرى كفيل بحفظ حقوق التركمان والسعي الى الى تحقيق اماني التركمان في الحياة الحرة الكريمة وضمان مستقبل أجيال التركمان.
اذن فالمرحلة هذه اعني بها مرحلة الانتخابات البرلمانية هي مرحلة مصيرية جدا واذا ذهبت هذه الفرصة فلن تعود ثانية واقولها للتاريخ والضمير بان فوز المهندس جاسم محمد جعفر هو مسئولية الجميع وليس التركمان فحسب،  لأنه عندما افنى سنوات من عمره في البذل والعطاء المتواصل لم يفعل ذلك من اجل التركمان وانما من اجل العراق ككل ووصوله الى البرلمان امانة في اعناق المخلصين من أبناء شعبنا عربا وكردا وتركمان واقليات خاصة أبناء دائرته الانتخابية لان الذي خدم العراق بالسر والعلن ليس كمن لم يخدم ولم يقدم شيئا.
ولعل اهم ما يميز الساسة التركمان وعلى راسهم المهندس جاسم محمد جعفر والأستاذ عباس البياتي هو اتصافهم بالإضافة الى المصداقية اتصافهم بخصال عديدة واضحة للعيان منها الشجاعة والجرأة والكرم والنزاهة والتدين، وهذه صفات بمجملها تجعل من المرشح رقما صعبا وعملة نادرة يجب التمسك به والالتفاف حوله قبل فوات الأوان وهناك مخططات كثيرة تحاك بالسر والعلن يُراد منها بعثرة الصوت التركماني واذابة هذا المكون الأصيل في الكيانات الكبيرة كما حدث في عهد صدام حسين عندما اجبر الكثير من التركمان على ترك قوميتهم وتغيير القابهم بغية القضاء على التركمان كقومية ثالثة واذابة خصائصهم الثقافية والفكرية في الكيان العربي، وقد شهد  الجميع بان ذلك المخطط قد فشل رغم وجود البعض من أصحاب النفوس الضعيفة التي رضخت لطلبات السلطات في حينها مقابل وجود أسماء جريئة رافضة قدمت  كوكبة من الشهداء على هذا الطريق ، طريق المجد والعطاء.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين ابو سعود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/17



كتابة تعليق لموضوع : التركمان وتحديات المرحلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net