صفحة الكاتب : صالح المحنه

التسقيط بين الإسلاميين ..مذهبٌ سياسي يتعبّدُ به الجهلة والمنافقون
صالح المحنه
في زمن ماقبل سقوط النظام البعثي كانت (المعارضة الإسلامية الشيعية) والتي تتكون من فصيلين رئيسيين هما حزب الدعوة والمجلس الأعلى ..كانا بقدر معارضتهما الى نظام صدام حسين يستبطن أحدهما للآخر عداوة ربما تفوق عداوتهما للنظام البعثي ..وكانت أسلحتهم التسقيط والتشوية والتنكيل ببعضهم البعض الآخر! ماكنّا نعلمُ الأسباب الحقيقية والخفيّة وراء تلك الخلافات إلاّ مايسرّبه بعضهم ضد البعض الآخر مِنْ إدعاءات وقصص ليتلقفها أتباعهم الذين كانوا يتعبّدون بها ولا يشكّكون بصدق ناقلها ليواصلوا أولئك المغفلون الشتم والتسقيط ضد الطرف الآخر بغير علم  ! وقد شغل هذا الأمر الكثيرين من أتباع الطرفين وبدأوا يخضون صراعات لاناقة لهم فيها ولاجمل ! زادت في الفرقة بينهم وخرّبت الكثير من العلاقات حتى الأسرية منها ، بسبب هذا الجمود الفكري والتحجّر العقلي ، ولم يوحّدهم لامذهبهم ولاعدوهم المشترك الذي فتك بهم جميعاً ! بعد سقوط النظام البعثي على أيدي القوى الخارجية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ..كان أملنا أن يتوحّد الأخوان خصوصا أن الشعب في الداخل كان ينظر لهما بمنظار آخر ليس بما هم عليه ، ويعتقد بصلاحيتهما وإستحقاقهما للحكم ، من خلال الشعارات والتضحيات الجسيمة التي ذهبت تحت عناوينهم الإسلامية ، وفعلاً كانت البداية فيها شيءٌ من الأمل أن يتصالحا ويتركا سياسة التسقيط والإفتراء ، لأن الأمر أصبح واقعاً وليس كما كان معارضة مخيمات في دول مجاورة ، الأمرُ خطيرٌ جداً ومستقبل شعب بأيديهم ، وأرواحه ودماءه وأرضه مرهونةٌ بأداءهم ومواقفهم السياسية ، فلايحتمل الخلافات ..المسؤولية جسيمة وعظيمة ..كان الشعب في منأى عن خلافاتهم عندما كانوا في المعارضة...ولكن عندما تولوا زمام أمور الدولة اصبحت خلافاتهم تضغط على كاهل الشعب..لذا سارت الأمور في البداية على شيء من التوافق وبدعم وإسناد من المرجعية الدينية التي كانت تدرك هوّة الخلاف بينهما، ولكن ماأن إبتعدت المرجعية الدينية عنهم وتمسّكوا بالمناصب حتى عادت ثورة التسقيط مرّة أخرى وبدأت تتسرّب الى الأتباع الذين يحصلون على بعض الفتات الذي لايزيد على ماتحصل عليه الذبابة ، هؤلاء ماأن يصلهم خبرٌ كاذب كان او صادق حتى نشروه كأسرع من البرق ليوغلوا في الإساءة من الطرف الآخر ويشاركوا في الهدم ، وهم يدركون ويعلمون علم اليقين إننا نُذبح يومياً بسبب خلافاتهم وتكالبهم على مكتسبات مادية ضيقة ، مع كل مناسبة إنتخابية أو غيرانتخابية .. تحدث إنتفاضة تسقيطية بينهما ، مع أن الجميع ملك مالم يحلم به وسكنوا في مالم يتخيلوه ! إمتلئت جيوبهم وبنوكَهم من اموال مشروعة وغير مشروعة ..ولازالوا يعانون من أزمة إخلاقية تعصف بهم وبأتباعهم الذين يسيرون خلفهم ويحملون مشاعل الفتنة ويشيعون الكراهية بينهم! وهم في غفلة من امرهم ويظنون أنهم سينجون من عدوهم او تحميهم حصونهم ! عدوهم هذه المرة أكثر حقدا وقذارة ممن سبقه ، وعلى إستعداد ان يفعل بهم مالم يفعله صاحب المقابر الجماعية من قبلهم ،لذا نقول لهم جميعا إتركوا خلافاتكم وإرحمونا يرحمكم الله.. لعل الشعب يرحمكم يوما ما ..إذا ماهوت عروشكم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/12



كتابة تعليق لموضوع : التسقيط بين الإسلاميين ..مذهبٌ سياسي يتعبّدُ به الجهلة والمنافقون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net