صفحة الكاتب : د . حسين ابو سعود

التركمان ومرحلة ما قبل الانتخابات
د . حسين ابو سعود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان المتتبع المنصف للشأن العراقي يستطيع ان يجزم بان المكون التركماني هو اكثر المكونات العراقية تضررا ولا سيما بسبب   جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها يوميا حيث سقط عشرات الضحايا وتسجل القضية بدم بارد ضد مجهولين ولم تبق منطقة تركمانية واحدة لم يطالها يد الإرهاب بدءا من كركوك ومرورا بتلعفر وطوز خورماتو وداقوق وامرلي وتازة خورماتو وبشير،هي مجازر ترتكب في وضح النهار ضد شعب اعزل اختار لنفسه ان يكون مسالما يؤمن بالفكر والقلم ولا يؤمن بالخنجر والطعن من اجل الحصول على حقوقه وان كانت مشروعة.
نعم لقد قدم التركمان كوكبة كبيرة من الشهداء وهم من خيرة الشباب من اجل تقدم هذا الوطن وسعادة أبنائه، ويستطيع التركمان ان يفتخروا علنا بأنهم ضد النفس الطائفي والقومي والمناطقي كونهم يفتخرون بدينهم الإسلام ووطنهم العراق لكي يبقى هذا الكيان موحدا متماسكا.
وكان موقف المجتمع الدولي مما يحدث في المناطق التركمانية ، هو موقف ضعيف يصل الى الصفر واعجب من ان مقتل اعلامي واحد في بغداد يثير ضجة كبرى حيث تخرج المسيرات والمظاهرات تنديدا بحادثة القتل والمطالبة باعتقال الجاني وتقديمه الى المحاكمة وهذا امر جيد ومهم للغاية بان يكون لدى طبقات الشعب الوعي المطلوب بما يجري على الساحة، لقد اعجبت بهذه الضجة ولكني تعجبت كثيرا وقلت اين هذه الأصوات من المجازر التي تعرض لها الشعب التركماني على مدى السنوات الماضية بعد مرحلة السقوط ، ولماذا لم يتفاعل معهم شرائح المجتمع، وأين تركيا وأين ايران  وأين جامعة الدول العربية وأين منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ؟
اذن يجب على الشعب التركماني ان يعي جيدا بانه لن يحصل على أي جواب لهذه النداءات، ولذا يترتب عليه ان يتصدى بنفسه لبناء مستقبله وعلى التركمان سنة وشيعة ان ينتبهوا لهذه الحقيقة ويولوا هذه المرحلة الحرجة أهمية كبرى لان من خلالها قد تتقرر مصير امة بأكملها عن طريق الانتخابات، وعليهم اخذ الحيطة والحذر والتأني في الادلاء بالصوت الثمين للمرشح الذي يستحق ان يمثل الشعب في البرلمان.
لقد عرف الشارع التركماني الكثير من الشخصيات التركمانية التي عملت بإخلاص وتفان منقطع النظير وفي احلك الظروف ضراوة وخطورة، لخدمة المكون التركماني ومن هؤلاء الأستاذ عباس البياتي ومعالي وزير الشباب المهندس جاسم محمد جعفر ، وفيما يخص الأستاذ البياتي فانه شخصية غنية عن التعريف لما له من اسهامات في الدفاع عن قضايا التركمان في البرلمان وخارجه  وانه يستحق بجدارة ان يمنحه أهالي بغداد بكافة مكوناتها ثقتهم بانتخابه للدورة القادمة ، فلقد اثبت جدارة عظيمة  في أداء مهامه  وتفانيه في خدمة الشعب بغض النظر عن الانتماء الطائفي والقومي.
واما وزير الشباب والرياضة فكان الصوت الأقوى للتركمان داخل مجلس الوزراء وخارجه وهو فضلا  عن خدماته الكبرى في خدمة الشباب كفئة مهمة في المجتمع وفي النهوض بالرياضة العراقية الى اعلى مستوى ، وتشهد على ذلك منجزاته العظيمة في بناء الملاعب الضخمة في مختلف مناطق العراق في وقت كان طبقة الشباب يعانون الإهمال وعدم الاهتمام، واما خدماته للشعب التركماني عامة والمنكوبين منهم وذوي الشهداء فقد كان لهم السند القوي والمدافع الحقيقي حيث حصل لهم على حقوق وامتيازات كثيرة كتعويض لهم عن فقدان اعزتهم في العمليات الإرهابية الظالمة. ولا اظن بان مقالا متواضعا مثل هذا يكفي لتعداد منجزات وعطاءات السيد الوزير على الصعيدين الوطني والقومي، ولكنه تذكير للتركمان بان يختاروا من خدمهم وسهر على مصالحهم طوال الأربع سنوات الماضية.
وهذا لا يعني بان نتناسى المرشحين الجدد، أمثال الدكتور عباس التازه لي المرشح عن كركوك الذي يحمل خبرات اكاديمية واسعة وله تاريخ مشهود على جميع الأصعدة كناشط أحب العراق كوطن دون ان يتنازل عن تركمانيته وحبه لقومه وأهله وهو الان عاقد العزم على مواصلة المسيرة الجهادية لغاية تحقيق اماني الشعب التركماني في الحياة الحرة الكريمة.
على ان هناك زعماء تركمان اخرين خدموا القضية التركمانية بكل اخلاص يستحقون الاجلال والتقدير.
وأكرر بان على الشعب التركماني ان يعي جيدا أهمية هذه المرحلة ويتوجه نحو صناديق الاقتراع وانتخاب الأفضل من اجل حياة أفضل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين ابو سعود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/10



كتابة تعليق لموضوع : التركمان ومرحلة ما قبل الانتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net