وقفه مع السيد محمد حسين فضل الله ( 3 )
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابواحمد الكعبي

ذكر السيد محمد حسين فضل الله في كتابه الزهراء القدوة قوله (وهناك بعض الحوادث التي تعرّضت لها ممّا لم تتأكد لنا بشكل قاطع وجازم، كما في مسألة حرق الدار فعلاً، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين ولذا فقد أثرنا بعض الاستفهامات كما أثارها بعض علمائنا السابقين رضوان الله عليهم، كالشيخ المفيد )
نقول :
إن ديدن بل دين هذا الرجل هو التدليس، وهو بهذا يخدع العوام والسذج، فإن شيخنا المفيد (رضوان الله تعالى عليه) لم ينكر أصل وجود المحسن (عليه السلام) ولا إسقاطه، بل ولم يشكك في ذلك، وإنما أشار في كتابه (الإرشاد) إلى ذلك ناسبا إياه إلى ”طائفة من الشيعة“ فاستغل هذا الصبي الضال عبارته هذه ليبني عليها أنه يشكك في أصل الإسقاط ووجود المحسن عليه السلام! مع أنه يعلم أن المفيد لم ينكر ولم يشكك وأنه على العكس من ذلك يثبت وجود المحسن وإسقاطه بروايته ذلك في كتابه الآخر (الاختصاص)!
أما العبارة التي في الإرشاد فهي: ”وفي الشيعة من يذكر أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبي صلى الله عليه وآله ولدا ذكرا كان سمّاه رسول الله عليه السلام وهو حمل محسنا، فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين عليه السلام ثمانية وعشرون، والله أعلم“. (الإرشاد ج1 ص355).
فهل ترى في هذا النص إنكارا أو تشكيكا؟! أم غاية ما فيه أن المفيد نسب القول بوجود المحسن وإسقاطه إلى ”طائفة من الشيعة“ دون أن يخصّ تلك النسبة إلى نفسه ودون أن يقرّ صراحة بأنه من تلك الطائفة، وما ذلك إلا تورية اقتضتها الظروف التي كان يعيشها المفيد في عصره، والمحن التي تعرّض لها في أواخر حياته الشريفة، أي حين تأليفه لكتاب الإرشاد.
أما في كتبه الحديثية التي هي أكثر اعتبارا فإنه يصرّح بالأمر، فقد روى في الاختصاص عن الصادق عليه السلام: ”.. فرفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها..“. (الاختصاص ص185).
إني الآن إذا قلت لكم: ”إن في الشيعة من يذكر عمر بن الخطاب بالكفر والطغيان، والله أعلم“. فهل تفهم من عبارتي أنني أشكك في الأمر أم غاية ما تفهمه من عبارتي أنني أنسب هذا القول إلى غيري مُظهرا نفسي بمظهر الناقل فحسب؟ فهكذا صنع المفيد، أظهر نفسه بمظهر الناقل، وأوكل للمخاطَب الفهم.
على أن الظاهر من عبارته (رضوان الله تعالى عليه) في الإرشاد أن ”الطائفة من الشيعة“ التي يقصدها هي الإمامية، لعموم إطلاق (الشيعة) آنذاك عليهم وعلى الإسماعيلية والزيدية وغيرهما. وعلى كل حال فإنه لم ينكر ولم يشكك ولم ”يطرح بعض علامات الاستفهام“ كما زعم هذا الصبي الضال! بل سكت في الإرشاد واكتفى بالنقل فحسب لحكمة خاصة فرضتها ظروفه الشخصية آنذاك، ولا أدل على أنه من تلك الطائفة التي تذكر وجود المحسن (عليه السلام) وإسقاطه بفعل الهجمة العمرية المتوحشة، ذكره ذلك وروايته له في كتابه الاختصاص، فهو إذن من تلك الطائفة بعينها، فكيف يُقال بعد هذا أنه أنكر أو شكّك أو طرح علامات استفهام حول هذه الحادثة؟!
وفقكم الله لخير الدنيا والآخرة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat