صفحة الكاتب : مهدي المولى

تحرير العقل!!
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الديمقراطية تقتضي تحرير العقل من قبضة العصور , وإخراجه من صندوق الأوهام والأضاليل الذي لا يرى في داخله المعتم إلا الأشياء مقلوبة عندما تتخلل من ثقب فيه.
 
الديمقراطية تدعونا لتحطيم صناديق رؤانا وتصوراتنا وتتطلب خروجا حرا من هذا القمقم الذي تعفنت فيه الأجيال واستنقعت آليات نظرتها وإقترابها من الحياة.
 
إن ما يحصل في واقعنا الربيعي الأليم , أن البشر قد أحدث ثقبا صغيرا في صندوق إقامته الجبرية , فتواردت إليه صور الحياة بالمقلوب , فاضطرب وارتعب وتفاعل بأساليب مدمرة للذات والموضوع.
 
أي أنه إزداد ضلالا وبهتانا على ما عنده من الرؤى المعتقة والتصورات المتخمّرة في حفر عميقة دهماء.
 
وهذا التفاعل جعل الذات البشرية ومحيطها , في حالة هذيانية وتخريفية حققت المزيد من التداعيات  المريرة. 
فالديمقراطية لا يمكن حشرها في صندوق , والحياة لا يمكن رؤيتها بالتحديق في صندوق مظلم مثقوب.
 
إنها تتطلب تحطيم الجدران والتفاعل مع الضوء وإستنشاق هواء الحرية المطلقة.
 
فلا يحق لنا أن نردد كلمة ديمقراطية ونحن أسرى صناديق عزلتنا ومخاوفنا , وما ترسخ في رؤوسنا ونفوسنا وأرواحنا من إنحرافات وتخريفات , وتصورات ومعتقدات وتفسيرات وتأويلات وتبريرات.
 
وهذا ما يوضح إقتراباتنا المخجلة من الحياة لأننا لا نمت بصلة إليها , وإنما نتوهم ذلك وحسب , وفقا لتصوراتنا المغلقة , فنتصرف ونقرر حتى لنبدو أمام الآخرين , وكأننا غرباء أو من أصحاب كهوف العتمة والنسيان , وقد جئنا إليهم نشتري بنقودنا طعاما نسد به رمق جوعنا الحضاري وبؤسنا الإنساني.
 
فيكتشفون أن نقودنا لا تصلح لهذا الزمان , وأننا في حيرة من الأمر , فلا نصدق أننا قد كنا في كهوفنا نائمين.
وفي صناديقنا معتقلين.
 
وقد يسأل الواحد منا عن معنى الصندوق , ومن الواضح أن العرب جميعا قد وُضِعوا في صناديق مظلمة على مدى القرن العشرين.
 
هذه الصناديق سميت أوطانا ودولا ولها حكام.
وداخلها هناك صناديق أصغر حجما إنحشر فيها الملايين من الأجيال وتسمموا بأنواع الأفكار والرؤى والمعتقدات , وعندما داهمتهم نيران الديمقراطية , إحترقت الصناديق , وكأنهم إحترقوا فيها!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/04



كتابة تعليق لموضوع : تحرير العقل!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net