تستبطن زيارة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم لمحافظة البصرة دلالات مهمة وعميقة من حيث التوقيت والبرنامج والقضايا المطروحة والمثارة.
ليس هناك حملات انتخابية حتى يمكن ان يقال ان رئيس المجلس الاعلى ذهب الى البصرة الفيحاء ليعبأ الجمهور ويحشده لصالح قائمته او كتلته الانتخابية.
وليس هناك في البصرة مايمكن ان يضيف الى رصيد المجلس الاعلى وحضوره السياسي في الحكومة ليحفز رئيسه على الذهاب اليها.
التقى سماحة السيد عمار الحكيم في البصرة الفيحاء بعوائل الشهداء والنخب النسوية والشبابية والرياضية والعشائرية والمسؤولين فيها من اعضاء مجلس المحافظة وغيرهم، فضلا عن عموم الناس.
لم ينتظر سماحة السيد ان يأتي الناس اليه حيث يقيم، بل هو ذهب اليهم حيث هم في بيوتهم ومواقع عملهم ونشاطهم.
وتحدث بكل وضوح وصراحة وشفافية كما هو معروف عنه، اذا شدد على اهمية ممارسة الحكومات المحلية لصلاحياتها التي تمكنها من الاضطلاع بمهامها بالشكل المطلوب في ذات الوقت الذي لابد فيه من تعزيز وتوسيع تلك الصلاحيات، وشدد على ضرورة مغادرة السياقات الروتينية القائمة والتي تعد في جانب كبير منها من مخلفات العهد البائد، وشدد كذلك وجوب معالجة الكثير من المشكلات التي تواجهها الفئات والشرائح المحرومة والمعدمة بصورة سريعة ولاتلحق المزيد من الضرر والاذى بها.
ان السيد عمار الحكيم في لقاءاته مع ابناء البصرة الفيحاء والاستماع اليهم عن كثب والتحدث اليهم ببساطة وبعيدا عن التكلف والتعقيد، انما عكس منهج تيار شهيد المحراب (قدس سره) في التعاطي مع مطاليب وطموحات وتطلعات ومشاكل وهموم الجماهير، ذلك المنهج الذي ارسى اسسه شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، وعززه عزيز العراق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سرهما الشريف)، واستمر واتسع وامتدت جذوره في الارض بفضل دماء الشهداء وتضحيات الناس الشرفاء والمؤمنين والخيرين من ابناء هذا الشعب المعطاء.
ان الرسالة التي اطلقها رئيس المجلس الاعلى مرة اخرى هي ان الاصلاح الحقيقي لاوضاع البلد انما يبدأ من الاصغاء لمطاليب الجمهور، والعمل الجاد والمخلص لتلبيتها والبحث عن مواضع الضعف والخلل ومكامن النقص والقصور والتقصير لتلافيها والتغلب عليها.
28-3-2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat