صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

السيدة زينب (ع) والمشهد التوحيدي
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
 
والصلاة والسلام على أول الخلائق بديعاً وأكملهم نوراً محمد وعلى آله الأكملين الأطهرين .
 
المناسبة لمّا افتتحت الحديث عن العقيلة زينب عليها السلام وأثرنا بعض النتف أحسست أن النتفة لم تكتمل ، فتتمة لما تقدّم ، نكتة عميقة جداً في كلامها سلام الله عليها ، نحاول أن نكمل هذه الفائدة بهذا البيان ، نواصل الحديث عنها :
 
حيث سُئلت سلام الله عليها من قبل اللعين ابن زياد ابن مرجانة : ( كيف رأيتِ صنع الله في أخيك ؟ قالت : ما رأيت إلا جميلاً ) .
 
ويا له من كلام جميل بجمال عقلي ، مع أنّها قبل هذا الكلام في مجلس ابن زياد أو في خطبتها في الكوفة كم كانت تقرع وتندد من فعل الظالمين بأشدّ تقريع واستنكار .
 
الجهة الحساسة ـ يا أخوان ـ في هذا المبحث نكمله حيث وقع في شراك مبحث معقّد صعب دقيق مغلق مبهم ، بصراحة كبّار حتّى العرفاء إلى يومنا هذا ، وحتّى من الخاصّة ـ بصراحة ـ ، أًصلاً أحد القضايا المهمّة جداً واقعة كربلاء ، وقتل سيّد الشهداء سلام الله عليه ، ولا أريد أن أذكر الاسم ، فعوفوني عن ذكر الأسماء ، وليس دأبي ذكر الأسماء بقدر دأبي ذكر الأفكار وموازنة البحوث والمطالب .
 
جملة كبار من أهل المعنى والمعرفة وقعوا في هذه البلبلة ، طبعاً مَنْ تقدّم من غير الخاصّة بالمعنى الأعم ـ على أيّ حال ـ ابن عربي : أنّ في المشهد ـ مشهد الشهادة لسيّد الشهداء ـ هل هناك فرح وسرور أو هناك حزن وغمّ ؟ هل هو ـ هكذا يعبّر البعض ـ يوم ميلاد ـ ميلاد النور ميلاد ظفر سيّد الشهداء سلام الله عليه ـ فبهجة وسرور أو حزن وغمّ ؟ هل هذه بركات أو هي نقمات ؟
 
لغط عرفاني علمي معرفي وفلسفي شديد إلى يومنا هذا
واختلط الأمر على كثيرين ، بينما في جوابها عليها السلام جعلت حدا فاصلاً دقيقاً بين الجهة الجماليّة وهي منسوبة إلى فعل الله ، وبين الجهة الشرّانية الظلمانيّة المنفورة الممقوتة وهي منسوبة إلى فعل الأشرار والظالمين .
 
ووازنت سلام الله عليها بين ذي الجنبتين ، جنبة جمالية قضاء الله وقدره في تمام الأبعاد وتمام التقادير ، وكل ما يفعله الله جميل ، لكن في منطقها أن عموميّة جماليّة ما يقضي الله به من قضاء وقدر لا يعني في حال من الأحوال عدم سوءة وسوء وقباحة وقبح ما يفعله الظالمون والأشرار .
 
فلا هذه الصفحة تدخل على تلك الصفحة ، وتلك الصفحة تدخل على هذه الصفحة .
 
ربّما ذكرت لكم ، أنّ أحد الأمور الشائكة على العرفاء أن يتخلّصوا منها ( هي قضيّة الجبر والتفويض ) ، هذه بصراحة حتّى الكبار منهم ، حتى من جملة الخاصّة ، نجاتهم من قضيّة الجبر والتفويض صعب جدّاً عليهم ، لذلك هذا الأمر ليس بالسهل ، عقيلة حيدرة تأتي وتقول لتضع هذا الميزان العظيم ببيان ـ كما في منطق زين العابدين هكذا ، ولكن نستطيع أن نقول بيان العقيلة كان فيه من القالب العمومي أكثر من البيان الذي بيّنه السجّاد سلام الله عليه .
 
أنّ وجود هاتين النسبتين : نسبة الحدث إلى الله ـ يعني أن الأمور ليست مفوّضة إلى البشر ، نعم هذا الحدث الذي لازال زلزالاً في التاريخ وفي الأمّة الإسلامية ولازال ولازال محكّاً وميزاناً ونقطة اصطفاف ، هذا فيه صفحة ونسبة جمالية منسوبة إلى الله بديعة عظيمة ، ظفر وسرور وبهجة ( ما رأيت إلاّ جميلا ) ، فالإنسان عندما يرى الجميل يسترّ ويبهج ويستقرّ ويطمئن ، هذا صحيح .
مع ذلك تقول هي عليه السلام : هذه الصفحة لا تغيّب صفحة أخرى ، يجب التبرّي منها ، صفحة شنآن وقباحة وسوءة وسوء ما قام به الظالمون والعتاة والجورة .
كل الماكرين والجائرين لا يفعلون إلاّ وفي تقدير الله وتدبيره يصبّ في غايات عظيمة عند الله ، ( ما رأيت إلا جميلا ) ماذا تعني ؟ يعني أن الغاية الإلهيّة والهدف الإلهي لم يزعزع الظالمون منها قيد شعرة ، لم يستطيعوا أن يحبطوا المشروع الإلهي قيد شعرة ، ( إنّ الله بالغ أمره ) ( إن الله جعل لكل شيء قدره ) .
 
فكون الهدف الإلهي لم ينخرم ، ولم يتزلزل هي التولّي ( صفحة التولّي ) أي قضاء الله وقدره ، وهذا لا يعني عدم التبرّي من فعل الظالمين .
 
الخطأ عند النهج العرفاني المعهود الآن في المدارس العرفانيّة أنه لم ينخرم من الغرض الإلهي شيء ، لماذا نحن نجزع ونتبرّم من فعل الظالمين ، فهذا التساؤل غريب ، لماذا هذا التبرّي من فعل الظالمين ؟ لماذا يعترضون هذا الاعتراض ؟ يقولون كأنّ هذا الاعتراض على قضاء الله وقدره ؟
 
لاحظوا هذا الخلط الموجود عندهم ، ففي منطقهم أن إدانة الظالمين ينسحب على الجزع ـ يعني التبرّم ، فالتبرّم يعني الجزع وهو ما نجزع من فعل الظالمين ، نبكي على الحسين نجزع على سيّد الشهداء ، هم في منطقهم يعني أننا نجزع على ـ مقادير الله تعالى ، مع أنّ مقادير الله جميلة ، فكأنّما اعتراض على الله ـ هكذا هم يتخيّلون ـ
 
طبعاً في هذا المنطق[1] : فإنّ الجزع والبكاء على سيّد الشهداء أو على استشهاد أمير المؤمنين ، أو على مصائب أهل البيت ، أو على ما فعله شمر بن ذي الجوشن ، أو على عمر بن سعد ، أو يزيد بن معاوية ، أو يوم حرق باب فاطمة أو.. أو.. هذا اعتراض على مقادير الله .
طبعاً هذا المنطق في هذه الفكرة ، فيها مغالطات إلى ما شاء الله ، لأنّه عندما يدين مَنْ يدين ، يقول : عندك إدانة يعني ؟ أتدين ؟ ولماذا تديننا ـ أليس عندك العاملين بالسوء ضمن مقادير الله ، فنحن ضمن مقادير الله ـ ؟
 
هل التفتم إلى النقض أو لا ؟ يقول : لا تداين أحداً ؟ لا تستنكر على أحد بمنطق أن كل ذلك بمقادير الله ؟
وهذا هو الجبر ـ طبعاً ـ ، لاحظوا المسألة التي نقّحتها العقيلة ، وأفصحت عنها ، مسألة تزلزت فيها الكبار ـ كبار العارفين والباحثين ـ فليست مقولة العقيلة مقولة سهلة ، مقولة غائرة في العلم جداً ، نقول لهذا القائل عندما تقول : لماذا تدين مَنْ اتى بالسوء ؟ أو لست تقول : كلّ من يأتي بالسوء لا يُدان ؟ فلماذا أنت تديننا ؟
هو يقول : لا تلعن ، لا تتبرء ، لا تكره ، ثقافة الكراهيّة مُدانة ، أو لست أنت تقول : مَنْ ياتي بالقبائح لا يُدان ، فنحن نأتي بقبائح فمن ضمن مقادير الله ؟ فباؤك تجرّ هنا ولا تجرّ هناك ؟ بأيّ منطق ؟
 
هل التفتم ـ الدجل الديالكتيكي التضادّي المتناقض ـ عجيبة يعني ؟ فإذا وصلت إلى شمر بن ذي الجوشن ، وعمر بن سعد ، ويزيد بن معاوية ، وأصحاب السقيفة ، وفرعون ونمرود ، خطأ الإدانة ، فثقافة الكراهية خطأ .
ولكن إذا وصلت إلينا نحن نكره أولئك ، لا ، بل يجب أن نُدان ونُحاسب ، عجيب ! تناقض
لاحظوا أنهم حتّى في موازينهم ـ التي يدّعون أنّها عرفانيّة ـ تناقض واضح . هذا نقض أول
ونقض ثاني ـ وجواب ثاني ـ : أوليس القرآن يعلّمنا على طول التاريخ إدانة فرعون وإبليس ونمرود والقتلة لأصحاب الأخدود ، وقابيل ، لماذا يعلّم القرآن على ثقافة الكراهيّة ؟
 
فالقرآن ـ أيضاً ـ فيه صفحتان :
(1) صفحة جمالية فعل الله .
(2) وصفحة التبرّم والنفرة والإدانة والكراهيّة لأصحاب السوء والأشرار .
صفحتان نراهما في القرآن : صفحة جمالية ، وصفحة جلالية ـ جلال الله ـ ، جنّة وجهنّم ـ كلتا الصفحتين موجودتان ـ ، فكيف أنتم تريدون صفحة واحدة في بسيطة الوجود ، فكلتا الصفحتين موجودتان ؟
ثالثاً ـ أيضاً كنقطة ثالثة ـ : هم لم يميّزون في هذه المقولة بأنّ ما هو فعل الله ـ الذي ركّز عليه بيان العقيلة وركّز عليه بيان زين العابدين ـ شيء ، وفعل العباد شيء آخر ، هذه المعضلة التي هم إلى الآن لم يستوعبوها ، ما هو فعل الله ؟
 
فعل الله هو حتّى في أحداث الظالمين موجود ، ولكنّه جميل ، هو يسير ضمن الخطّة والبرمجة والتخطيط والجدولة والمسيرة الإلهيّة ، طبعاً وهذا نقبله ، فلا يحدث حدث في الكون إلاّ ويقيّضه الله للهدف العظيم الإلهي ـ وهذا شيء طبيعي ـ ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) وهذا شيء طبيعي .
 
ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن ليس للظالمين فعل ، وسوء ، فالخلط بين هاتين الورقتين ـ فلسفياً وكلاميّاً وعرفانيّاً ـ تكون الطامّة الكبرى هنا ، ثم تداعيات هذا الأمر فيما بعد ، فإذا كنّا نمتدح فعل الظالمين ، وانفلات ـ بالله عليكم ـ هل سنؤمن بالدين ؟ يوم الدين ماذا ؟ الدين هو المساءلة والمحاسبة .
هم يرومون إلى ما يرومون إليه هذه المقولة ستؤدي إلى إنكار أن هناك حساب ويوم حساب ، وأن هناك ميزان ، فمعناه أنه لا يوجد ميزان ، فلا ميزان ولا حسابَ ولا ديّان يوم الدين ، فمُدان ومدين ومُدان له لا وجود لهم في البين ، بينما هي سلام الله عليها لاحظوا كيف تربط المسلمين والمؤمنين وتربط أكبر حدث في عالم الإسلام تربطه بيوم الدين ( ما رأيت ـ فعل الله ـ إلاّ جميلا ) فعل أولئك : تقرّع بهم ، أتعلمون أي كبد لرسول الله فريتم ؟ أو عجبتم .. ثم تنزل عليهم نزولاً هادراً ، طبعاً ، نفس هذان الوجهان لزينب هاتان الصفحتان يعني إقامة يوم الدين وهذا يعني ميزان يوم الدين ، هذا معنى ( لا جبر ) لذلك تداينهم ، ( ولا تفويض ) يعني ليس لدينا منطق إِياس ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ( ما رأيت إلاّ جميلا ) ، هذا حينئذٍ يجعل قلب زينب بين الخوف والرجاء ، وبين التبرّي من فعل الظالمين ، وبين الرجاء لأمل الله .
 
العجيب في مدرسة أهل البيت والقرآن أن لا يرتقي عارف في أحد الزيارات الجامعة التي أوردها الشيخ عباس القمي رحمة الله عليه ـ وهي غير الزيارة الجامعة المعروفة ـ أنّ سبب رقي أهل البيت ـ يعني النبي وآله ـ إلى فوقية فوق الملائكة المقرّبين وفوق الأنبياء المرسلين ، وفوق .. وفوق كل مقرّب ومصطفى سببه ( أن الله روّض قلوب أهل البيت بخوف ورجاء ) ، بدرجة عظيمة من كل من الخوف والرجاء ، تلك الدرجة ليست في قلب أيّ أحد .
هذه هي الموازنة بين ( الجلال والجمال ) ، وبين ( لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين ) هذه كلّها تتنزّل ـ طبعاً كما سيأتي في أبحاث المعارف اللاحقة ، وستأتي كلها مفصّلاً كاملة كيف الارتباط بين بعضها البعض ، بين الجمال الإلهي وبين الجنّة والتولّي وبين الجلال الإلهي والقهر والجهنّم والتبرّي ، كل هذه تنزّلات ستأتي إن شاء الله ، تنزّلات عقلية منطقيّة مع بعضها البعض ـ هذا الذي يوجب طيران الإنسان إلى المعالي ، أمّا أن تخبط فعل الله بفعل البشر ، وفعل البشر بفعل الله ، ونخبط الشر بالخير والخير بالشرّ ، وهلم جرّا ، هذا كفر بأسماء الله ، وإنْ كنّا نحن لسنا بصدد التكفير ، بل أقصد كفر علمي ، وليس كفراً فقهيّاً ، فهذا جحود وجهل بمقامات الأسماء الإلهيّة ، يعني أعرف بعض الأسماء الإلهيّة ولا أعرف البعض الآخر ، كما أن الله رحيم ودود و.. وأيضاً الله جبّار وشديد العقاب وسريع الحساب ، وإلاّ لكانت هذه الأسماء كاذبة ، أعوذ بالله ، فهذه الأسماء حقيقة ، وتداعياتها كلّها حقيقة .
 
إذاً : لا يكون ـ في منطق العقيلة ومنطق زين العابدين ـ الموحدُ موحّداً حتى يؤمن بجميع هذه الأسماء ولوازمها وتداعياتها ، ولا يخلط بين دولة ودولة أخرى ، دولة أسماء معيّنة ودولة أسماء أخرى ، وسيأتي بحثها في بحث الأسماء والصفات .
 
بالنسبة لفعل الله ( ما رأيت إلا جميلا ) وبالنسبة لفعل البشر : انظر إلى تقريعاتها كم هو تقريع شديد ، أبكت كل عدو وصديق .
 
اتفاقاً : فلسفتها بيّناها سابقاً ، فالجزع على الكُمّلِ انجذاب إلى الكمّلين ، فكما في قول أمير المؤمنين سلام الله عليه ـ وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وآله ـ : ( الجزع كلّه مكروه إلا عليك ) لِمَ ؟ لأنّ الجزع هو عبارة عن الانجذاب إلى النبي ، فالجزع على الحسين هو انجذاب إلى الحسين وجماليته ونوره ، أمّا أنا أخسر سيّد الشهداء ولا أجزع يعني عدم الانجذاب إلى نور الحسين وقدوة الحسين وأنموذجية الحسين وأمثولة الحسين .
أنتم ـ الآن ـ في منطق البشر ، منظمة الأمم المتحدة سيرة عقلائية عصرية ، ـ بالله عليكم ـ احصوا بيانات منظمة الأمم المتحدة ، هل بيانات الإدانة أكثر أو بيانات التضامن التي تصدر من الأمم أكثر ؟ صدّقوني بيانات الإدانة أكثر بأضعاف بيانات التضامن ؟
 
واضح ، فالتبرّي مهم ، وهو هذا التفسير الآخر : تصفية ثم تحلية ، فلا بُدّ من تصفية الكدورات وهذا المنطق منطق قرآني ، وهو يرجع إلى عدم الجبر ومرّ بنا : العرفاء ـ ولا أقول كلّهم بل أقول أكثرهم إنْ لم أقل جلّهم ـ لم يستطيعوا ـ وحقّهم ألاّ يستطيعوا ونعذرهم لأنّهم ليسوا معصومين ـ أن ينجوا من مسألة الجبر .
 
ركنان هم لم يستطيعوا أن ينجوا منه :
الأول : كيف يصوّرون هناك موجود غير الله في حين أنّه فقير إلى الله ( مسألة الوحدة الشخصيّة ) فلم يستطيعوا أن ينجوا منها بصراحة ، كما بيّنها الوحي القرآني والوحي المعصومي .
مسألة أخرى عويصة وقعوا فيها هي ( الجبر في الأفعال ) .
لذلك هذا الجواب وهذه المقولة من العقيلة ـ يا أخوان ـ أجيال من العلماء أتوا بعد العقيلة إلى يومنا هذا ولم يستطيعوا أن يهضموا هذا المنطق عند العقيلة .
صفحتان لا تشتبكان ( ما رأيت إلا جميلا ) في حين أنها تقرع الظالمين في فعلهم وفي واقعة واحدة ، ترى منظران لها عليها السلام ، وليس منظر واحد .
هم يرون بعين واحدة ، ولا يرون بعينين .
هذا سرّ عظيم معرفي في جواب العقيلة ، يزنه مَنْ رأى كبّار من الفحول توحّلوا .
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
 
_________________
[1] ـ سأل أحد الطلبة : قليل منهم هكذا يتصوّرون ؟
فقال سماحة الشيخ : أنا أقول كلّهم ، بل لا أقول كلّهم بل كثير منهم ، ونحن لسنا في صدد الأشخاص ، بل نحن في صدد الفكرة ، فمقاضاة الأشخاص ليس من دأبنا وليس من دأب البحث العلمي ، فالبحث العلمي يقاضي الأفكار ولا يقاضي الأشخاص ، فالأشخاص بحث آخر ، وكلٌّ بحسب تشخيصه ، فالكلام في مقاضاة الأفكار .
فهم هكذا ـ أقصد الفكرة هذه على أي حال ـ وإلاّ فكتبهم واستعراض مداركهم بالتفصيل ، ولكن ليس من دأبي التعرّض إلى الأشخاص وهذا ليس دأباً علميّاً ، بل يصير الدأب ـ على كل ـ شخصاني ، وهذا غير صحيح .
مع أنّ من بينهم أسماء كبيرة ، وموجودة وأدري بها بالمصدر والصفحة ، ولكن هذا غير مفيد .
ـ وسأله طالب آخر : مَنْ هم هؤلاء ؟
فقال سماحة الشيخ : إذن : سنصير عواماً ـ مع المعذرة ـ لأنّ الباحث العلمي الميزان عنده الفكرة العلميّة وليس الميزان عنده الأشخاص ( أنظر إلى ما قيل ولا تنظر إلى مَنْ قال ) نعم إذا كانوا معصومين ، فالميزان في شخص المعصوم ، أمّا في غير المعصوم الميزان على الفكرة ، صحيحة أو خطأ طبق الكتاب والسنة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/19



كتابة تعليق لموضوع : السيدة زينب (ع) والمشهد التوحيدي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net