أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أول الخلائق بديعاً وأكملهم نوراً محمد وعلى آله الأكملين الأطهرين .
المناسبة لمّا افتتحت الحديث عن العقيلة زينب عليها السلام وأثرنا بعض النتف أحسست أن النتفة لم تكتمل ، فتتمة لما تقدّم ، نكتة عميقة جداً في كلامها سلام الله عليها ، نحاول أن نكمل هذه الفائدة بهذا البيان ، نواصل الحديث عنها :
حيث سُئلت سلام الله عليها من قبل اللعين ابن زياد ابن مرجانة : ( كيف رأيتِ صنع الله في أخيك ؟ قالت : ما رأيت إلا جميلاً ) .
ويا له من كلام جميل بجمال عقلي ، مع أنّها قبل هذا الكلام في مجلس ابن زياد أو في خطبتها في الكوفة كم كانت تقرع وتندد من فعل الظالمين بأشدّ تقريع واستنكار .
الجهة الحساسة ـ يا أخوان ـ في هذا المبحث نكمله حيث وقع في شراك مبحث معقّد صعب دقيق مغلق مبهم ، بصراحة كبّار حتّى العرفاء إلى يومنا هذا ، وحتّى من الخاصّة ـ بصراحة ـ ، أًصلاً أحد القضايا المهمّة جداً واقعة كربلاء ، وقتل سيّد الشهداء سلام الله عليه ، ولا أريد أن أذكر الاسم ، فعوفوني عن ذكر الأسماء ، وليس دأبي ذكر الأسماء بقدر دأبي ذكر الأفكار وموازنة البحوث والمطالب .
جملة كبار من أهل المعنى والمعرفة وقعوا في هذه البلبلة ، طبعاً مَنْ تقدّم من غير الخاصّة بالمعنى الأعم ـ على أيّ حال ـ ابن عربي : أنّ في المشهد ـ مشهد الشهادة لسيّد الشهداء ـ هل هناك فرح وسرور أو هناك حزن وغمّ ؟ هل هو ـ هكذا يعبّر البعض ـ يوم ميلاد ـ ميلاد النور ميلاد ظفر سيّد الشهداء سلام الله عليه ـ فبهجة وسرور أو حزن وغمّ ؟ هل هذه بركات أو هي نقمات ؟
لغط عرفاني علمي معرفي وفلسفي شديد إلى يومنا هذا
واختلط الأمر على كثيرين ، بينما في جوابها عليها السلام جعلت حدا فاصلاً دقيقاً بين الجهة الجماليّة وهي منسوبة إلى فعل الله ، وبين الجهة الشرّانية الظلمانيّة المنفورة الممقوتة وهي منسوبة إلى فعل الأشرار والظالمين .
ووازنت سلام الله عليها بين ذي الجنبتين ، جنبة جمالية قضاء الله وقدره في تمام الأبعاد وتمام التقادير ، وكل ما يفعله الله جميل ، لكن في منطقها أن عموميّة جماليّة ما يقضي الله به من قضاء وقدر لا يعني في حال من الأحوال عدم سوءة وسوء وقباحة وقبح ما يفعله الظالمون والأشرار .
فلا هذه الصفحة تدخل على تلك الصفحة ، وتلك الصفحة تدخل على هذه الصفحة .
ربّما ذكرت لكم ، أنّ أحد الأمور الشائكة على العرفاء أن يتخلّصوا منها ( هي قضيّة الجبر والتفويض ) ، هذه بصراحة حتّى الكبار منهم ، حتى من جملة الخاصّة ، نجاتهم من قضيّة الجبر والتفويض صعب جدّاً عليهم ، لذلك هذا الأمر ليس بالسهل ، عقيلة حيدرة تأتي وتقول لتضع هذا الميزان العظيم ببيان ـ كما في منطق زين العابدين هكذا ، ولكن نستطيع أن نقول بيان العقيلة كان فيه من القالب العمومي أكثر من البيان الذي بيّنه السجّاد سلام الله عليه .
أنّ وجود هاتين النسبتين : نسبة الحدث إلى الله ـ يعني أن الأمور ليست مفوّضة إلى البشر ، نعم هذا الحدث الذي لازال زلزالاً في التاريخ وفي الأمّة الإسلامية ولازال ولازال محكّاً وميزاناً ونقطة اصطفاف ، هذا فيه صفحة ونسبة جمالية منسوبة إلى الله بديعة عظيمة ، ظفر وسرور وبهجة ( ما رأيت إلاّ جميلا ) ، فالإنسان عندما يرى الجميل يسترّ ويبهج ويستقرّ ويطمئن ، هذا صحيح .
مع ذلك تقول هي عليه السلام : هذه الصفحة لا تغيّب صفحة أخرى ، يجب التبرّي منها ، صفحة شنآن وقباحة وسوءة وسوء ما قام به الظالمون والعتاة والجورة .
كل الماكرين والجائرين لا يفعلون إلاّ وفي تقدير الله وتدبيره يصبّ في غايات عظيمة عند الله ، ( ما رأيت إلا جميلا ) ماذا تعني ؟ يعني أن الغاية الإلهيّة والهدف الإلهي لم يزعزع الظالمون منها قيد شعرة ، لم يستطيعوا أن يحبطوا المشروع الإلهي قيد شعرة ، ( إنّ الله بالغ أمره ) ( إن الله جعل لكل شيء قدره ) .
فكون الهدف الإلهي لم ينخرم ، ولم يتزلزل هي التولّي ( صفحة التولّي ) أي قضاء الله وقدره ، وهذا لا يعني عدم التبرّي من فعل الظالمين .
الخطأ عند النهج العرفاني المعهود الآن في المدارس العرفانيّة أنه لم ينخرم من الغرض الإلهي شيء ، لماذا نحن نجزع ونتبرّم من فعل الظالمين ، فهذا التساؤل غريب ، لماذا هذا التبرّي من فعل الظالمين ؟ لماذا يعترضون هذا الاعتراض ؟ يقولون كأنّ هذا الاعتراض على قضاء الله وقدره ؟
لاحظوا هذا الخلط الموجود عندهم ، ففي منطقهم أن إدانة الظالمين ينسحب على الجزع ـ يعني التبرّم ، فالتبرّم يعني الجزع وهو ما نجزع من فعل الظالمين ، نبكي على الحسين نجزع على سيّد الشهداء ، هم في منطقهم يعني أننا نجزع على ـ مقادير الله تعالى ، مع أنّ مقادير الله جميلة ، فكأنّما اعتراض على الله ـ هكذا هم يتخيّلون ـ
طبعاً في هذا المنطق[1] : فإنّ الجزع والبكاء على سيّد الشهداء أو على استشهاد أمير المؤمنين ، أو على مصائب أهل البيت ، أو على ما فعله شمر بن ذي الجوشن ، أو على عمر بن سعد ، أو يزيد بن معاوية ، أو يوم حرق باب فاطمة أو.. أو.. هذا اعتراض على مقادير الله .
طبعاً هذا المنطق في هذه الفكرة ، فيها مغالطات إلى ما شاء الله ، لأنّه عندما يدين مَنْ يدين ، يقول : عندك إدانة يعني ؟ أتدين ؟ ولماذا تديننا ـ أليس عندك العاملين بالسوء ضمن مقادير الله ، فنحن ضمن مقادير الله ـ ؟
هل التفتم إلى النقض أو لا ؟ يقول : لا تداين أحداً ؟ لا تستنكر على أحد بمنطق أن كل ذلك بمقادير الله ؟
وهذا هو الجبر ـ طبعاً ـ ، لاحظوا المسألة التي نقّحتها العقيلة ، وأفصحت عنها ، مسألة تزلزت فيها الكبار ـ كبار العارفين والباحثين ـ فليست مقولة العقيلة مقولة سهلة ، مقولة غائرة في العلم جداً ، نقول لهذا القائل عندما تقول : لماذا تدين مَنْ اتى بالسوء ؟ أو لست تقول : كلّ من يأتي بالسوء لا يُدان ؟ فلماذا أنت تديننا ؟
هو يقول : لا تلعن ، لا تتبرء ، لا تكره ، ثقافة الكراهيّة مُدانة ، أو لست أنت تقول : مَنْ ياتي بالقبائح لا يُدان ، فنحن نأتي بقبائح فمن ضمن مقادير الله ؟ فباؤك تجرّ هنا ولا تجرّ هناك ؟ بأيّ منطق ؟
هل التفتم ـ الدجل الديالكتيكي التضادّي المتناقض ـ عجيبة يعني ؟ فإذا وصلت إلى شمر بن ذي الجوشن ، وعمر بن سعد ، ويزيد بن معاوية ، وأصحاب السقيفة ، وفرعون ونمرود ، خطأ الإدانة ، فثقافة الكراهية خطأ .
ولكن إذا وصلت إلينا نحن نكره أولئك ، لا ، بل يجب أن نُدان ونُحاسب ، عجيب ! تناقض
لاحظوا أنهم حتّى في موازينهم ـ التي يدّعون أنّها عرفانيّة ـ تناقض واضح . هذا نقض أول
ونقض ثاني ـ وجواب ثاني ـ : أوليس القرآن يعلّمنا على طول التاريخ إدانة فرعون وإبليس ونمرود والقتلة لأصحاب الأخدود ، وقابيل ، لماذا يعلّم القرآن على ثقافة الكراهيّة ؟
فالقرآن ـ أيضاً ـ فيه صفحتان :
(1) صفحة جمالية فعل الله .
(2) وصفحة التبرّم والنفرة والإدانة والكراهيّة لأصحاب السوء والأشرار .
صفحتان نراهما في القرآن : صفحة جمالية ، وصفحة جلالية ـ جلال الله ـ ، جنّة وجهنّم ـ كلتا الصفحتين موجودتان ـ ، فكيف أنتم تريدون صفحة واحدة في بسيطة الوجود ، فكلتا الصفحتين موجودتان ؟
ثالثاً ـ أيضاً كنقطة ثالثة ـ : هم لم يميّزون في هذه المقولة بأنّ ما هو فعل الله ـ الذي ركّز عليه بيان العقيلة وركّز عليه بيان زين العابدين ـ شيء ، وفعل العباد شيء آخر ، هذه المعضلة التي هم إلى الآن لم يستوعبوها ، ما هو فعل الله ؟
فعل الله هو حتّى في أحداث الظالمين موجود ، ولكنّه جميل ، هو يسير ضمن الخطّة والبرمجة والتخطيط والجدولة والمسيرة الإلهيّة ، طبعاً وهذا نقبله ، فلا يحدث حدث في الكون إلاّ ويقيّضه الله للهدف العظيم الإلهي ـ وهذا شيء طبيعي ـ ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) وهذا شيء طبيعي .
ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن ليس للظالمين فعل ، وسوء ، فالخلط بين هاتين الورقتين ـ فلسفياً وكلاميّاً وعرفانيّاً ـ تكون الطامّة الكبرى هنا ، ثم تداعيات هذا الأمر فيما بعد ، فإذا كنّا نمتدح فعل الظالمين ، وانفلات ـ بالله عليكم ـ هل سنؤمن بالدين ؟ يوم الدين ماذا ؟ الدين هو المساءلة والمحاسبة .
هم يرومون إلى ما يرومون إليه هذه المقولة ستؤدي إلى إنكار أن هناك حساب ويوم حساب ، وأن هناك ميزان ، فمعناه أنه لا يوجد ميزان ، فلا ميزان ولا حسابَ ولا ديّان يوم الدين ، فمُدان ومدين ومُدان له لا وجود لهم في البين ، بينما هي سلام الله عليها لاحظوا كيف تربط المسلمين والمؤمنين وتربط أكبر حدث في عالم الإسلام تربطه بيوم الدين ( ما رأيت ـ فعل الله ـ إلاّ جميلا ) فعل أولئك : تقرّع بهم ، أتعلمون أي كبد لرسول الله فريتم ؟ أو عجبتم .. ثم تنزل عليهم نزولاً هادراً ، طبعاً ، نفس هذان الوجهان لزينب هاتان الصفحتان يعني إقامة يوم الدين وهذا يعني ميزان يوم الدين ، هذا معنى ( لا جبر ) لذلك تداينهم ، ( ولا تفويض ) يعني ليس لدينا منطق إِياس ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ( ما رأيت إلاّ جميلا ) ، هذا حينئذٍ يجعل قلب زينب بين الخوف والرجاء ، وبين التبرّي من فعل الظالمين ، وبين الرجاء لأمل الله .
العجيب في مدرسة أهل البيت والقرآن أن لا يرتقي عارف في أحد الزيارات الجامعة التي أوردها الشيخ عباس القمي رحمة الله عليه ـ وهي غير الزيارة الجامعة المعروفة ـ أنّ سبب رقي أهل البيت ـ يعني النبي وآله ـ إلى فوقية فوق الملائكة المقرّبين وفوق الأنبياء المرسلين ، وفوق .. وفوق كل مقرّب ومصطفى سببه ( أن الله روّض قلوب أهل البيت بخوف ورجاء ) ، بدرجة عظيمة من كل من الخوف والرجاء ، تلك الدرجة ليست في قلب أيّ أحد .
هذه هي الموازنة بين ( الجلال والجمال ) ، وبين ( لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين ) هذه كلّها تتنزّل ـ طبعاً كما سيأتي في أبحاث المعارف اللاحقة ، وستأتي كلها مفصّلاً كاملة كيف الارتباط بين بعضها البعض ، بين الجمال الإلهي وبين الجنّة والتولّي وبين الجلال الإلهي والقهر والجهنّم والتبرّي ، كل هذه تنزّلات ستأتي إن شاء الله ، تنزّلات عقلية منطقيّة مع بعضها البعض ـ هذا الذي يوجب طيران الإنسان إلى المعالي ، أمّا أن تخبط فعل الله بفعل البشر ، وفعل البشر بفعل الله ، ونخبط الشر بالخير والخير بالشرّ ، وهلم جرّا ، هذا كفر بأسماء الله ، وإنْ كنّا نحن لسنا بصدد التكفير ، بل أقصد كفر علمي ، وليس كفراً فقهيّاً ، فهذا جحود وجهل بمقامات الأسماء الإلهيّة ، يعني أعرف بعض الأسماء الإلهيّة ولا أعرف البعض الآخر ، كما أن الله رحيم ودود و.. وأيضاً الله جبّار وشديد العقاب وسريع الحساب ، وإلاّ لكانت هذه الأسماء كاذبة ، أعوذ بالله ، فهذه الأسماء حقيقة ، وتداعياتها كلّها حقيقة .
إذاً : لا يكون ـ في منطق العقيلة ومنطق زين العابدين ـ الموحدُ موحّداً حتى يؤمن بجميع هذه الأسماء ولوازمها وتداعياتها ، ولا يخلط بين دولة ودولة أخرى ، دولة أسماء معيّنة ودولة أسماء أخرى ، وسيأتي بحثها في بحث الأسماء والصفات .
بالنسبة لفعل الله ( ما رأيت إلا جميلا ) وبالنسبة لفعل البشر : انظر إلى تقريعاتها كم هو تقريع شديد ، أبكت كل عدو وصديق .
اتفاقاً : فلسفتها بيّناها سابقاً ، فالجزع على الكُمّلِ انجذاب إلى الكمّلين ، فكما في قول أمير المؤمنين سلام الله عليه ـ وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وآله ـ : ( الجزع كلّه مكروه إلا عليك ) لِمَ ؟ لأنّ الجزع هو عبارة عن الانجذاب إلى النبي ، فالجزع على الحسين هو انجذاب إلى الحسين وجماليته ونوره ، أمّا أنا أخسر سيّد الشهداء ولا أجزع يعني عدم الانجذاب إلى نور الحسين وقدوة الحسين وأنموذجية الحسين وأمثولة الحسين .
أنتم ـ الآن ـ في منطق البشر ، منظمة الأمم المتحدة سيرة عقلائية عصرية ، ـ بالله عليكم ـ احصوا بيانات منظمة الأمم المتحدة ، هل بيانات الإدانة أكثر أو بيانات التضامن التي تصدر من الأمم أكثر ؟ صدّقوني بيانات الإدانة أكثر بأضعاف بيانات التضامن ؟
واضح ، فالتبرّي مهم ، وهو هذا التفسير الآخر : تصفية ثم تحلية ، فلا بُدّ من تصفية الكدورات وهذا المنطق منطق قرآني ، وهو يرجع إلى عدم الجبر ومرّ بنا : العرفاء ـ ولا أقول كلّهم بل أقول أكثرهم إنْ لم أقل جلّهم ـ لم يستطيعوا ـ وحقّهم ألاّ يستطيعوا ونعذرهم لأنّهم ليسوا معصومين ـ أن ينجوا من مسألة الجبر .
ركنان هم لم يستطيعوا أن ينجوا منه :
الأول : كيف يصوّرون هناك موجود غير الله في حين أنّه فقير إلى الله ( مسألة الوحدة الشخصيّة ) فلم يستطيعوا أن ينجوا منها بصراحة ، كما بيّنها الوحي القرآني والوحي المعصومي .
مسألة أخرى عويصة وقعوا فيها هي ( الجبر في الأفعال ) .
لذلك هذا الجواب وهذه المقولة من العقيلة ـ يا أخوان ـ أجيال من العلماء أتوا بعد العقيلة إلى يومنا هذا ولم يستطيعوا أن يهضموا هذا المنطق عند العقيلة .
صفحتان لا تشتبكان ( ما رأيت إلا جميلا ) في حين أنها تقرع الظالمين في فعلهم وفي واقعة واحدة ، ترى منظران لها عليها السلام ، وليس منظر واحد .
هم يرون بعين واحدة ، ولا يرون بعينين .
هذا سرّ عظيم معرفي في جواب العقيلة ، يزنه مَنْ رأى كبّار من الفحول توحّلوا .
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
_________________
[1] ـ سأل أحد الطلبة : قليل منهم هكذا يتصوّرون ؟
فقال سماحة الشيخ : أنا أقول كلّهم ، بل لا أقول كلّهم بل كثير منهم ، ونحن لسنا في صدد الأشخاص ، بل نحن في صدد الفكرة ، فمقاضاة الأشخاص ليس من دأبنا وليس من دأب البحث العلمي ، فالبحث العلمي يقاضي الأفكار ولا يقاضي الأشخاص ، فالأشخاص بحث آخر ، وكلٌّ بحسب تشخيصه ، فالكلام في مقاضاة الأفكار .
فهم هكذا ـ أقصد الفكرة هذه على أي حال ـ وإلاّ فكتبهم واستعراض مداركهم بالتفصيل ، ولكن ليس من دأبي التعرّض إلى الأشخاص وهذا ليس دأباً علميّاً ، بل يصير الدأب ـ على كل ـ شخصاني ، وهذا غير صحيح .
مع أنّ من بينهم أسماء كبيرة ، وموجودة وأدري بها بالمصدر والصفحة ، ولكن هذا غير مفيد .
ـ وسأله طالب آخر : مَنْ هم هؤلاء ؟
فقال سماحة الشيخ : إذن : سنصير عواماً ـ مع المعذرة ـ لأنّ الباحث العلمي الميزان عنده الفكرة العلميّة وليس الميزان عنده الأشخاص ( أنظر إلى ما قيل ولا تنظر إلى مَنْ قال ) نعم إذا كانوا معصومين ، فالميزان في شخص المعصوم ، أمّا في غير المعصوم الميزان على الفكرة ، صحيحة أو خطأ طبق الكتاب والسنة .