صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

حكاية عمو حسن
علي حسين الخباز


الناس يا سيدي تحكمهم النوايا وصفاء السريرة وحب اهل البيت عليهم السلام الصانع للمعجزات...
فها انا اليوم في رحابك اقص للناس حكايتي.. حكاية هذا الهوى الهاشمي المعطر بالمحبة والولاء.. يقولون أني مت في طفولتي يوما، واجتمعت النائحات في البيت يواسين أمي بوحيدتها.. خرج ابي باكيا الى فناء القرية، وهو يتجه صوب كربلاء، ويصيح: (يا ابا الشدات) انهض لأبنتي فهي بحاجة اليك.. (اريدها من شاربك يا ابن البدوية) وهي منذورة لوجه الله اليك.. وفجأة اذا ببكائي يحوّل البكاء الى زغاريد وصلوات فرحة يشهد لها الناس الى اليوم، وزفت التهاني بدل المواساة.. واصبحت اعرف في العشيرة كلها بـ(منذورة ابي الفضل) لا أحد يسميني باسم اب أو ام؛ اين ذهبت المنذورة، واين راحت المنذورة.. نعم سيدي يا ابا الفضل صارت طفولتي تقرن بعظمة هذا الوهج الهاشمي.. الى ان بلغت مبلغ النساء فتجرأ حينها من يطلب يدي من ابي كزوجة.. ابن عم لي سيء السمعة، قبيح الفعل.. اسمع اعتراضات امي: كيف تزوجون المبروكة المنذورة للعباس عليه السلام من هذا اللص قطاع الطرق.. ولا شيء عند ابي يقوله سوى احراج العشيرة، وضغط الاخوة وابناء العم..
فجأة وكأن العباس عليه السلام يصرخ فيّ: انتفضي... فانتفضت وقفت وسط المضيف لأصيح: من ذا الذي يتجرأ على العباس عليه السلام؟ انا المبروكة منذورة ابي الفضل، كيف لكم ان تتصرفوا فيما ليس لكم؟ هل اخذتم موافقة العباس؟ بأي حق تتصرفون دون علمه وموافقته؟ وانفضّ الجميع بحيرة من امرهم.. وران الصمت الذليل على رؤوسهم، والحاج (احمد الشيخ) يتوسل أخوته وأبناء عمومته واعدا أنه سيتصرف في الامر ويتكفل عملية اقناعي..
قال لي أبي: ان العباس استشهد قبل الف واربعمائة سنة.... لأول مرة اسمع ان العباس ميت يا أبي !!! نعم يا بنيتي بركاته بيننا، وانفاسه الطاهرة تشفع لنا.. أبتي خذني الى صحنه، وانا سأريك كيف سيستقبلني.. اين مكانه يا أبي لماذا لاتأخذونني اليه؟ هل تخافون ان ابقى عنده في بيته؟.. واذا كنتم تخافون فلماذا نذرتموني اليه؟ قال لي ابي حينها: يا بنيتي لايمكن لك ان تقابليه فهو... انظري لهذا الجبل انه هناك فهل ستشقينه لتقابليه!! أصبح البيت على صراخ: (هربت ابنة احمد الشيخ من دارها) واجتمع الناس حول البيت، واذا بالحاج (شمسي) يقول: على مهلكم رأيتها على الجبل هناك.. ركض ابي وامي والاقارب والجيران نحوي... ارتعبت حين رأيتهم يقدمون نحوي، وفي ايديهم اسلحتهم، ويعلو وجوهم غضب لايوصف.. وما ان نظروا إلي حتى شعرتهم يرتعبون خائفين: ماذا تفعلين هنا؟ جئت اليه الى العباس!!! هل غريبة ان ادخل اليه؟ سألني ابي وكادت دمعته ان تخنقه: وهل قابلتيه؟
نعم يا ابتي هو (زعلان) عليكم يقول: لا احد يحق له ان يتجاوزني، وقد زوجتك (حامد بن حسن النبهان) لقد خطبك مني فوافقت عليه لحسن اخلاقه وتدينه.. وهذا عقد الزواج موقع بشهادة ابي الفضل العباس عليه السلام... ضجّ الناس في حيرة ودهشة كل يسحب الورقة اليه وراحوا يتبركون بها ويبكون.... النساء حملنني الى الدار تبركا بعروستهم، وراح الرجال يباركون العريس الذي لايعلم عن القضية سوى انه سافر الى كربلاء وطلب عروسته من ضريحه المقدس.. تحولت القرية الى بشائر فلا اعمى الا تبرك بها متوسلا البصر والبصيرة، وانتشر امرنا بين الناس، فهبّت العشائر كلها والقرى المجاورة، وقرر الشيوخ ان يتبرعوا بتكاليف العرس.. وقال ابي: سيكون العرس في كربلاء.. وها انا سيدي جئت ازور مرقدك المبارك مع زوجي الذي اخترته لي... فسلام الله عليك يا سيدي ابا الفضل العباس.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/11



كتابة تعليق لموضوع : حكاية عمو حسن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net