صفحة الكاتب : مصطفى جواد البكري

الاحتلال الأميركي في العراق ساعد القاعدة للاستيلاء على أكبر مخازن الأسلحة لتنفيذ عملياتها الإرهابية
مصطفى جواد البكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  سلطت صحيفة \"الجارديان\" البريطانية الضوء على كتاب يعرض كيف أتاحت الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة وضع يده على ترسانة من الأسلحة الفتاكة ومحاولتها التكتم على الأمر، حيث إن قوات الاحتلال الأمريكية لم تعر اي اهمية لحماية مصانع الأسلحة بعدما هجرها حراسها العراقيون، حيث أتهم المولف الجيش الأميركي في العراق بأنه تصرف على نحو غير مسؤول وساعد تنظيم \"القاعدة\" في الاستحواذ على أكبر مخزن للأسلحة في العالم، ولدى اكتشاف ما حصل جرت محاولات للتغطية على التقصير الأميركي ومنع تسرّب المعلومات عنه إلى وسائل الإعلام.

وعرضت الصحيفة جزءًا مختصرًا من كتاب حمل عنوان \"تاريخ للعالم منذ 9/ 11\" الذي كتبه دومينيك ستريت فورد، وأوضح فيه أنه بعد ظهيرة الاجتياح الأمريكي للعراق في 3 أبريل 2003، أصبح أكبر مصنع متفجرات في الشرق الأوسط متاح أمام الوافدين كافة، وهو ما أكده تقرير استراتيجي كشف مؤخرا أن غالبية التفجيرات التي حدثت في العراق جرى الحصول عليها من مصانع ومخازن الأسلحة العراقية. (لا كما تحاول وسائل الاعلام الامريكية الايحاء بان الاسلحة قادمة عبر الحدود العرقية).
وأشارت الصحيفة إلى أن المصنع يقع على مساحة 36 كم بالقرب من منطقة اليوسفية جنوبي العراق، ويضم 1100 مبنى ويعمل به فريق مكون، مما يزيد عن 14 ألف موظف وتقني، حيث إنه يعد مدينة سرية مكتفية بذاتها قابعة في وسط الصحراء.
وقالت \"الغارديان\" إنه بعدما تسرب الأمر إلى الصحافة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي خاضها الرئيس الأمريكي جورج بوش والسيناتور الديمقراطي جون كيري، حيث هرع كارل روف، المستشار السياسي للرئيس بوش، إلى الصحفي الأمريكي ديفيد سانجر لتكذيب تلك الأخبار وإعلان أنها من اختراع حملة كيري.
وأضافت أنه بعدما اكتشف السكان المحيطين المصنع بدؤوا في بيع الأسلحة والمواد التفجيرية، مما أدر عليهم مئات الآلاف من الدولارات التي أنفقوها على حفلات الزفاف الفاخرة وشراء السيارات والمنازل، مشيرة إلى أنهم بعدما يأسوا من مساعدة القوات الأمريكية لإرساء الأمن وإمدادهم بالخدمات تحولوا إلى امداد تنظيم القاعدة بكنوز الأسلحة لاستخدامها في عملياتهم المسلحة.
يشار الى ان اغلب العمليات المسلحة التي ينفذها تنظيم القاعدة هي عمليات ضد المدنيين العراقيين وخصوصا الشيعة منهم, اذ تعتمد فيها حشوات الصواريخ والمدافع والمواد المتفجرة مثل \"سي فور\" الشديد الانفجار مع وضع القطع الحديدية لتوقع اكثر عدد من الضحايا.
وتابعت الصحيفة إلا أنه بعد ذلك بدلا من أن يبيع السكان الأسلحة والمتفجرات إلى المسلحين، أخذها تنظيم القاعدة عنوة من السكان وبمنتهى السهولة، بل أن تنظيم القاعدة أجبر المزارعين على تخزينها في قباء تحت الأرض، ومن ثم فرضوا سيطرتهم على المنطقة، مشيرة إلى القاعدة أنشأت في 2004 معسكراً لها داخل المصنع، وهو المكان الذي تحول إلى معسكر تدريب للإرهابيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن القاعدة كانت تقتل أي شخص يدخل إلى المصنع دون تصريح، فيما نشرت قصص الرعب حول أنشطتها داخلها، وأجبرت سكان المنطقة على التعاون معها، حيث خصصت حجرة إعدام نصبت داخلها المشانق، وكانت تقتل الأشخاص وتعذبهم بأبشع الطرق لتكسب التنظيم مزيدًا من التأثير، بجانب أن القاعدة كانت تصور عمليات التشويه والقتل وقطع الرؤوس وتنسخها وتوزعها على سكان المنطقة لتثنيهم عن مخالفتها.
وحصلت صحيفة \"الغارديان\" على حق نشر أحد فصول الكتاب الجديد الذي يروي فيه المؤلف كيف تمكن تنظيم \"القاعدة\" من الوصول إلى ترسانة الأسلحة في ربيع 2003، أي بعد أيام من سقوط نظام حكم صدام حسين.تبدأ القصة في قرية صغيرة اسمها اليوسفية تقع جنوب غرب بغداد، حيث فوجئ فلاحان عراقيان، أحدهما يدعى حقي محمد، كانا يعملان في أرضهما بجندي عراقي اقترب منهما فألقى بسلاحه وطلب منهما أن يمنحاه دشداشة فاستبدل بها ملابسه العسكرية ومضى راكضاً بين الحقول. كانت بندقية الجندي وملابسه تحمل علامة \"منظومات الأمن العراقي\". ويقول المؤلف أن اليوسفية قرية منسية تبعد عن بغداد 25 كيلومتراً ونحو30 دقيقة بالسيارة من مطار بغداد الدولي، ما جعلها صالحة كمخبأ، أو كمكان سري. لذلك في عام 1977، وقع اختيار الرئيس العراقي في حينه أحمد حسن البكر على اليوسفية، حيث أنشأ على بعد 15 كيلو متر منها مصنعاً ومخزناً كبيراً للذخائر. ونقل المؤلف عن خبراء يوغسلافيين عملوا على إنشاء المصنع أنه حمل في الأصل اسم \"البكر\"، إلى أن جاء صدام حسين إلى الحكم، فغيّر الإسم وأطلق عليه اسم القائد الإسلامي العراقي \"القعقاع بن عمرو\"، بطل معركة القادسية الثانية ضد الفرس في القرن السادس عشر. فيما نقل عن مفتشي الأسلحة الذين أوفدتهم الأمم المتحدة إلى العراق للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل بأنه \"أكبر مخزن أو ترسانة أسلحة رأوها في حياتهم\" فكانت مدينة قائمة بحد ذاتها ولم تكن بحاجة لأي شيء من الخارج لدرجة أنها كانت تتزود بالكهرباء من محطة خاصة بها لا علاقة لها بالشبكة الوطنية لكهرباء العراق، مما ساعد على بقائها موقعاً سرياً لمدة طويلة. كان صدام سعيداً بوجود هذا المصنع الذي أثبت فائدته عام 1980 لدى اندلاع الحرب مع إيران، ما دفعه لإنشاء مصانع وترسانات أسلحة سرية أخرى شبيهة في الصحراء ليس بعيداً عن اليوسفية. ويروي المؤلف أن صدام أمر خلال الحرب مع إيران باستيراد كميات هائلة من البارود والمواد سريعة الاشتعال والمتفجرة الأخرى من الخارج، حيث وصلت إلى العراق شحنات بمئات الأطنان من هذه المواد من شرق أوروبا وتشيلي. وأضاف أن المفتشين الدوليين الذين زاروا العراق بعد الغزو العراقي للكويت اكتشفوا هذه المواد المتفجرة فقاموا بجمعها وأمروا بوضعها في مخزن خاص تحت الأرض في الناحية الجنوبية الغربية من موقع القعقاع ويقدر وزنها بحوالي 341 طناً. كانت تلك عملية سرية لم تكشف الأمم المتحدة عنها مثلما تستر صدام ذاته عليها لأسبابه الخاصة. فسكان المنطقة لم يعرفوا عن هذا المخزن شيئاً مثلما أنهم لم يكونوا على اطلاع على ما يدور داخل الموقع، سوى أنهم مع مرور الوقت أدركوا أن الموقع عبارة عن ثكنة عسكرية لا أحد منهم يعرف بالضبط ما يجري فيها. في الثاني أو الثالث من أبريل 2003، وصل الجنود الأميركيون إلى القعقاع واحتلوا الموقع من دون مقاومة، إذ أن الجنود العراقيين الذين كانوا في الحراسة هربوا، تماماً مثلما فعل الجندي الذي وصل إلى اليوسفية وطلب الدشداشة من حقي محمد وأخيه. بالطبع عندما فرّ الجنود استيقظ حب الاستطلاع لدى مواطني اليوسفية الذين كانوا خلال السنوات الماضية ممنوعين من دخول \"موقع القعقاع\"، فبدأوا يتوافدون للتعرف على أسراره. فهدم الأهالي السور المحيط بالموقع من دون أن يعترضهم أحد. وبعد ساعات فقط، كان أكبر مخزن للأسلحة في منطقة الشرق الأوسط مفتوحاً أمام الجمهور والدخول إليه والخروج منه يتم بحرية تامة. حتى الجنود الأميركيين التابعين للفرقة 101 المحمولة جواً التي أقامت معسكراً قريباً لها من القعقاع لم تكن معنية بالتعرف على ما يحتويه الموقع. إذ أن الجنود الأميركيين كانوا منهمكين في ترتيب أمر وصولهم إلى بغداد والاحتفال بالنصر على صدام، ولم يعيروا اهتماماً لما كان مخزوناً بقربهم. وذلك دليل على أن القيادة العليا للجيش الأميركي لم تقدم للجنود معلومات دقيقة عمّا كان يصادفهم على الأرض. كان العالم ما زال مأخوذاً بالنصر السريع الذي حققه الجيشان الأميركي والبريطاني في العراق، حينما بدأت وسائل الإعلام تنقل أخبار الفوضى التي انتشرت في العراق وعمليات السلب والنهب. ونقل المؤلف عن حقي إبراهيم، الذي وصل إلى موقع القعقاع مع أخيه فوق سيارة تجارية رفعا فوقها علماً أبيض، أنه وجد باب الموقع مشرعاً والتقى فيه بالمئات من أبناء اليوسفية. وروى حقي كيف نهب المواطنون محتويات الموقع ولم يتركوا فيه شيئاً ليتحول إلى ما يشبه الخربة، بما في ذلك مخازن الأسلحة، مستعينين بالرافعات التي كانت موجودة في الموقع لسحب الآلات والمحركات أو الأسلحة الثقيلة التي تم نهبها. ولم يقتصر النهب على أهالي اليوسفية، بل انضم إليهم أهالي بلدة أخرى تقع إلى الشمال الشرقي للموقع تدعى المحمودية. يقول المؤلف أن \"موقع القعقاع\" نهب عملياً قبل سقوط صدام بيومين وكانت المنهوبات عرضت للبيع في أسواق المنطقة وجرى تبادلها بين الناس في شكل واسع. غير أن المواطنين الذين لم يتركوا شيئاً ونهبوه، لم يعثروا على المخزن الذي كانت المواد المتفجرة وشديدة الاشتعال مخبأة فيه. ويقول المؤلف أن هذه الحقيقة يعرفها الجميع لأن صحفيين أميركيين وصلا إلى الموقع في 18 أبريل وهما اللذان اكتشفا المخزن، وكتبا تقريراً حول المخزن السري. إذ قام الصحفيان اللذان رافقا وحدة عسكرية أميركية بجولة في الموقع واكتشفا المخزن. بل أن جاك بوتيه، رئيس فريق المفتشين الدوليين عن الأسلحة في العراق زار العراق بعد أسبوعين من سقوط صدام فوجد مخزن المواد المتفجرة مغلقاً فطلب من الجيش الأميركي أن يوفر حماية للمخزن الذي كان ما زال غير مكتشف من جانب الناس. ويروي أهالي اليوسفية والمحمودية أنه في ذلك الوقت المبكر بدأ مقاتلون عرب من جنسيات مختلفة ينتمون الى \"القاعدة\" يصلون إلى المكان. فهؤلاء المقاتلون هم الذين أبلغوا أهالي المنطقة بأن \"القعقاع\" يحتوي على ما هو أكثر من الأسلحة التقليدية التي عثروا عليها ونهبوها وبدأوا يبيعونها في الأسواق. 
إضافةً إلى ماتقدم فإن صحيفة بريطانية تكشف عن تجنيد قوات الاحتلال الاميركي مسلحيين أفغان لقتل المدنيين العراقيين، حيث نشرت الديلي تلغراف تقريرا يشار الى ان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع القوات الأمريكية نجحت في إحضار العشرات من المسلحين الأفغان لاستخدامهم في العمليات السرية بتدبير امريكي والتي شملت التفجيرات والاغتيالات التي استهدفت العراقيين من اطفال ونساء، في الاسواق او الرجال في المساجد والاماكن العامة .وقد تم الكشف عن تقرير أمريكا في وقت سابق يقول أن الشرطة العراقية قامت في عام 2007 بإيقاف شاحنة وجدوا بداخلها 30-40 من الأفغان التابعين لحركة طالبان. واثبتت التحقيقات حينها ان الافغان جُندوا إلى العراق لتنفيذ عمليات ارهابية ضد المدنيين العراقيين وتقوم القوات الأمريكية مقابل ذلك بدفع رواتبهم وأجورهم ويتم الإعلان عن عملياتهم تحت غطاء عمليات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين كما أشارت التسريبات إلى أن القوات الأمريكية سارعت على الفور بالوصول إلى جسر الكرادة وأرغمت قوات الشرطة العراقية على القيام بالإفراج عن الأفغان، ولم تكتف القوات الأمريكية بذلك وإنما جاء أحد كبار الضباط الأمريكيين وطلب من الشرطة العراقية إنهاء الموضوع بشكل فوري وعدم التطرق لذكره لا من قريب ولا من بعيد. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى جواد البكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/24



كتابة تعليق لموضوع : الاحتلال الأميركي في العراق ساعد القاعدة للاستيلاء على أكبر مخازن الأسلحة لتنفيذ عملياتها الإرهابية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net