لا لمُصادرة حُكم الشعب: كل حزب سياسي، إسلاميّ بطبيعته وعالميّ بنزعته
محمد الحمّار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هيهات. لم يعُد لمنطق الاستعلاء على إرادة الشعب مكانا لا على الساحة الفكرية ولا الإيديولوجية ولا السياسية. في كل من تونس ومصر قد قال الشعب كلمته وانتهى. رغم كيد الكائدين وبالرغم ممّا قيل ويُقال عن محاولات ومبادرات اختطاف الثورة العربية من طرف جهات استخباراتية عالمية.
ولمّا قال الشعب كلمته لا داعي إلى العودة به إلى منطق الاستخفاف بهويته العربية الإسلامية. فحتى اليهود أو المسيحيون الذين يعدّهم شعب تونس واليهود و الأقباط الذين يعدهم شعب مصر لا ينكرون انتماءهم إلى الثقافة العربية الإسلامية. وإلا فعلى الدنيا السلام.
أمّا الشيوعيون واليساريون العلمانيون عندنا فحريّ بهم أن يعدّلوا عقارب ساعاتهم على ساعة الثورة، لأنها كانت وستكون ثورة حقا. والمنطق الثوري ينبثق ويتجدد من منطق الشعب. والشعب مسلم أبوا ذلك أم كرهوا. وعلى أية حال فهم أقلية كانوا يسعون إلى إسقاط مفاهيم وإيديولوجيات مستورة، وحريّ بهم أنّ قانون الأغلبية في الديمقراطية التي نحن بصدد الانتقال إليها تحبذ ما تأصل وتجذر في النسيج الثقافي المحلي والوطني والقومي والإسلامي والعالمي في الآن ذاته ولم يعُد هنالك شك في أنّ كل إسقاط يُمارَس على هذه الشخصية التواقة إلى مزيد من التحرر سوف لن يؤول سوى إلى عرقلة عملية التحرر ذاتها.
فبالله عليكم يا مناضلي الأحزاب الكرتونية ونافخي الريح على مراكب قرر رَبابينها، في تونس17 ديسمبر- 14 جانفي/يناير وفي مصر 17 يناير، أن تجري على وتيرة الرياح التي يألفونها في المناخ الذي ولدوا فيه ونشئوا فيه وعانَوا فيه الأمَرّين، تفضلوا بالنزول عند رغبة غالبية الشعب لكي تقووا ويكون لكم باع.
لا ضير في أن تكون كافو الأحزاب في البلاد العربية متحدة حول الثقافة العربية الإسلامية، ناهيك أنّ هاته الثقافة ما فتئت، بقوة قانون الثورة أن ارتقت إلى العالمية. والأجدى بمناضلي الأحزاب، بفضل رفضهم الالتفاف على ثورة شعوبهم وبقرار التفافهم حول إرادة هذه الشعوب، أن يرصدوا المخاطر الجسيمة التي يتسبب فيها ويجسدها أسياد ما يسمى باللائيكية والعَلمانية العالمية، والتي تتمحور حور مخططات الاستقواء على حساب الشخصية العربية الإسلامية العالمية، وتستهدف تفتيت هويتها واستغلال خيراتها الإنسانية والطبيعية، على غرار ما يحدث في ليبيا الشقيقة الآن.
فلن يغرنا الكلام المعسول وثوب الإنسانية المدلسة الذي وطأت بواسطتهما أقدام أسياد الحرب والدمار أرض العروبة والإسلام في ليبيا والمغرب العربي. لا يغرنا ذلك لأننا لا نؤمن بربّ يسلب باليد اليمنى ما يعطيه باليسرى، يرسل صواريخ الدمار الشامل ليخلف الفناء للإنسان والتلوث للبيئة، بدعوى مساعدة المقهورين ببصيص من الأمان، مع أنه أمان مقايَض بالحرية والأمن الوطني والإقليمي والعالمي.
نحن شعوب تحررت، لا لتورّثَ أحزابا تقايضها التمثيل السياسي بالتلويث العقدي والفساد الاستراتيجي، وإنما لتختار وكلاء على تطلعاتها لا أوصياء على ضمائرها وإرادتها. نحن شعوب نؤمن برب واحدٍ أحدٍ اسمه الله، إذا أعطى لا يندم وإذا افتكّ لا يندم. نحن نؤمن بالله، الذي علمنا العطاء لمن يستحق والجهاد ضد من يستحق.
وخير الأحزاب الطامعة في تمثيلنا لن تكون تلك التي تعلمنا كيف نعطي ونفتكّ في الآن ذاته، بل سوف تكون تلك التي نُعلمُها، نحن الشعوب،كيف تجسد، بواسطة البرامج والمخططات، إرادتنا في أن نعطي العالم المُنهار أسباب إنقاذه من الهلاك، وعزمنا في أن نخلصه من نزعات الإجرام باسم الحق والعدل والحرية، وحرصنا على مجابهة النفاق بفضل المعاني الأصلية للحق والعدل والحرية.
الاجتهاد الجديد
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد الحمّار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat