الرد على شبهات المنحرف أحمد القبانجي ( 6 )
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابواحمد الكعبي

فيما يلي تسلسل ما قالة المنحرف احمد القبانجي وتعليقاتنا عليها
• يقول القرآن: «كل مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ • ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ»، فهنا يهدد أن سنفنيكم يا أهل الأرض يا معشر الجن والإنس، فكيف يمن عليهم بالموت؟ فهذا ضعف بلاغي.
تعليق: ”إنّ الفناء نعمة، أما للمؤمن فهو ينقله من سجن الدنيا إلى رحاب الجنة، وأمّا للعاصي فهو أيضا نعمة لأنه ينتقل من الدنيا إلى الآخرة قبل أن يزداد إثما بسبب عمره، فالعاصي أو الكافر الذي يموت وعمره ستون سنة حينما يقابل العاصي أو الكافر الذي مات عن عمر ثلاثون سنة يقول له: ليتني كنت مثلك ليكون عذابي أقل.
ثم أن هناك وجه ثاني وهو أن هذا التهديد بالفناء ينطوي على الحياة المسبوقة والتي كانت نعمة على الإثنين، ووجه ثالث وهو أن هذا التهديد بالفناء يرشد إلى ضرورة الالتفات إلى انقطاع الحياة يومًا ما، فعلى المتلقي اللجوء للتوبة والصلاح وتحصيل الثواب العظيم للفوز بجنة الخلد، فهذا التهديد هو من الآلاء، ولا إشكال بلاغيا في هذه الآية“.
• يقول القرآن: «سنَفْرُغ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ • فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، وهذا تشبيه بالإنسان كالذي يقول أنا لست فارغا لك الآن، فكأن القول أن الله مشغول حاليا وتاليا سيتفرغ لكم، ثم يمن عليهم، فهذا من التهافت البلاغي!
تعليق ”انظر إلى هذا الفهم السقيم للآيات من هذا الأبله، أولا: المعنى هنا كناية ومجاز أي أن الأمر الوحيد سيكون هو محاسبتكم ولا تدبير إلهي آخر غير الحساب وتوابعه بعد انقضاء الحياة الدنيا وانقضاء البرزخ، فهذا مجاز بلاغي ليستشعر المتلقي الرهبة من ذلك، وليس المعنى أن الله الآن مشغول وسيتفرغ لكم لاحقا.
ثانيا: المن هنا له وجهه، فالمؤمن سيجازيه الله على أعماله بالخير ويرزقه الجنة، وأما العاصي والكافر فأن هذا الزجر سيجعله من الآن يرتدع فيرجع إلى صوابه ويهتدي، بينما عدم النهي سيوقعه بالعذاب“.
• يقول القرآن: «يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ»، فسّر بعض مفسري المسلمين النفوذ من أقطار السماوات والأرض بالصواريخ، ولكن التتمة تقول: «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ • يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ»، والآن علماء الغرب قد طيّروا الصواريخ إلى القمر وإلى المريخ ولم تأتيهم شواظ من نار ونحاس فعليه هم قد انتصروا على القرآن، فليس في هذا إعجاز!
تعليق: ”هذا يحتج علينا بتفاسير متأخري المخالفين، ولكن لو رجع إلى تفاسير أئمتنا «صلوات الله عليهم» لاتضح له المراد، فالمقصود هنا بالنفاذ في السماوات والأرض لا هذه التي نستشعرها الآن، فهذه سماء الدنيا ولكل سماء أرضا تحيط بها وبينهما فجوة، فنحن نقول في الدعاء مثلا: ”اللهم رب السماوات السبع والأرضين السبع وما بينهما“ فهذه الحقائق لم تكشف بعد ولم يطلع عليها العقل البشري، وننتظر أن يكشفها لنا الإمام الحجة المهدي «عجل الله فرجه الشريف» في زمان ظهوره المبارك.
ثم أن سياق الآيات واضح إذ سبق هذه الآية قوله: «سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ» فهذه الآية تتحدث عن موقف خاص بيوم القيامة، وليس عن هذه الدنيا، إذ تشير روايات أئمة الوحي بأن الإنس والجان سيحاطون بالنيران ويقال لهم ما مضمونه أن انفذوا من النار إن كان لكم مهرب تستطيعون أن تفروا منه، ولا تنفذون إلا بسلطان أي إلا بشفاعة حجة الجواز على الصراط وهي ولاية علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهما)، فإن حاولتم النفوذ دونها يرسل عليكم شواظ من نحاس فلا تنتصران. (راجع تفسير مجمع البيان - الجزء 9 - الصفحة 342)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat