الرد على شبهات المنحرف أحمد القبانجي ( 1 )
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابواحمد الكعبي

هذا القرآن الحكيم هو معجزت الازمان والدهور واعجوبة الاعاجيب وهذه الآيه الكريمه التي هي مبتدأ سورة الجن تنبؤنا كيف أنّ الجن تعجبوا حين استمعوا الى هذا القرآن وقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا ، وغير خاف على احد انا بهذه الاعجوبه نتحدى الامم وانا نعتبرها معجزت الاسلام الخالده انا سمعنا قرآنا عجبا لماذا يعد القرآن اعجوبه ؟ ولم ندعي هذا في اطاما نفتخر به امام الامم ؟
ظهر علينا أحد المنحرفين الذين تزيّوا بلباس الدين وسعوا لهدم الإسلام من الداخل، إذ تناول هذا المنحرف - في عدة جلسات - كتاب الله العزيز بالنيل منه بالاستهزاء والاستخفاف
وسوف نحاول الرد حول كل نقطة أثارها من شبهات.
وفيما يلي تسلسل أقوال المنحرف وتعقيباتنا عليها:
• ما الدليل على أن جبرئيل قد أتى إلى النبي (صلى الله عليه وآله)؟!
حيث استهزأ الرجل بالقول: ”هل طلب النبي ممن أتاه جنسيته أو بطاقته التموينية كي يتأكد بأنه جبرئيل؟ لعله ليس بجبرئيل وإنما شخصاً آخر جاء من الجن فأوحى إليه! “
تعليق : ”هذا يعتبر جهلا بأبسط الأمور التي يعرفها أصغر طالب علم، إذ ما نطق به هذا الرجل هنا هو الكفر الصريح برسول الله (صلى الله عليه وآله)“.
• القرآن يحتوي على تهافت بلاغي!
تعليق : ”فضلا عمّا سنورده من ردود على ادعاءات هذا الرجل، أنا تتبعته فوجدته لا يستطيع أن يلفظ الآيات القرآنية بشكل سليم، إذ هو ينصب المرفوع ويجر المنصوب وما إلى هنالك من التهافت، فكيف لهذا أن يخوض في المباحث البلاغية، وهو لا يعرف حتى التحدث باللغة العربية بشكل سليم؟! ثم أين هو عن علماء البلاغة من غير المسلمين، كالشاعر نقولا يوسف حنّا والأديب بولس سلامة؟! واللذان اعترفا بأن القرآن الكريم معجزة، كما أن من الملفت للنظر هو أن هذا الرجل جاهل حتى بمعنى البلاغة، فتراه يقدّم في كثير من الأحيان نماذجا يطرح فيها إشكالا معنويا ويسمّي ذلك إشكالا بلاغيا، وهذا ما سنوضحه بردّنا على نماذجه المطروحة“.
• لا يوجد مسحة من البلاغة في قوله تعالى: «وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ • الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ • يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ • كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ • وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ • نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ • الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ • إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ • فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ»!
حيث علّق هذا الرجل على هذه السورة قائلا: ”أنها سورة تتوجه إليها عدة إشكالات، مما يدل على ضعف المضمون البلاغي في القرآن – على حد زعمه – فمثلاً: الآية الأولى هنا تدين الهُمزة اللمزة ثم تفسر الآية التالية ذلك بأن المدان هو الذي يجمع المال ويعدّده، فالسؤال: هل أن جمع المال جريمة؟ كل إنسان حينما يحصل على المال فإنه يجمعه ويحسبه ليرى كم عنده من الأموال، فما ربط الآية الثانية بالآية الأولى؟! لا ربط بلاغي بين الآيتين، ولا داعي لكل هذه الشدة في الإدانة! فهذا من التهافت البلاغي!“.
تعليق : ”الهمّاز هو الذي يكسر الناس حيث يقصد باغتيابه كسر شخصياتهم، واللماز هو ذاكر العيوب، ولكن على أي حال إشكال هذا الرجل سخيف، لأنه من قال له بأن الآية الثانية تفسّر الآية الأولى، كيف استنتج ذلك؟ لو كان هذا الرجل يفهم معنى البلاغة لقال أن هذه الآية في قمّة البلاغة؛ لأن الله (جلّت عظمته) لم يقل (ويلٌ لكل همّاز لمّاز) مع أن هذا هو المراد، وكلمة ”كل“ هنا تفيد الحديث عن كل كسرة وطعنة واغتياب، فهذه بلاغة في الوصف، أو في توصيف حال الشخص الذي هذه عادته، فمثلا الشخص الكثير الضحك يقال له ”ضحكة“ ولا يقال له ”ضحاك“، والشخص الكثير اللعب يقال له ”لعبة“ ولا يقال له ”لعّاب“ وهكذا، وعليه فالشخص المدان في السورة هو الذي يكون هذا الفعل عادة له، فضلا عن أنه ورد عندنا عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن الهُمزة المقصود به في هذه الآية هو الشخص الذي يؤذي الناس بكلامه ويستحقر الفقراء، واللمزة هو الذي يلوي عنقه ويغضب ويتأفف حينما يشاهد الفقير والمسكين. (تفسير القمي - الجزء2 - الصفحة 441).
فعلى أي حال، لو أن القرآن قال (ويل لكل هماز لماز) لكان لأحد أن يشكل على ذلك، ولكنه استخدم تعبيرا بلاغيا في قمة الروعة، ثم أن الآية التالية ليست تفسيرا للآية السابقة وإنما هي متابعة لها في توصيف هذا المدان والمذموم، ولا اختلاف في أن جمع الإنسان ماله وتعديده لا ذنب فيه، ولكن المراد هنا بيان خسة هذه الصفة في سياق الذم، فلو أنك وجدت شخصا عنده مبلغ من المال وفي كل ليلة وكل صباح أو كل أسبوع يأتي ويجمع ماله ويعدده لقلت أن هذا من خسة النفس والافتتان والشغف بالدنيا؛ فهذا الانحطاط هو الذي أدانه الله (عز وجل) بهذه الشخصية التي هي تحديدا شخصية الوليد بن المغيرة (لعنه الله) الذي كان من ألدّ أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ كان يهمز ويلمز في شخص النبي الأكرم ويفتري عليه ويؤذيه بإشاعة الكلام عليه في مكة المكرمة مشعلا أجواء الطعن في نبوّته فنزلت هذه السورة في ذمه، وهناك قول آخر بأنها نزلت في حق الأخنس بن شريق والذي كان أيضا من عتاة مشركي قريش.
بالإضافة لهذا فقد ورد عن إمامنا الصادق أن المقصود بهذه السورة هم الذين يهمزون آل محمد ويلمزونهم حقهم ويجلسون مجلسهم أي أمثال: أبي بكر وعمر وعثمان وبني أمية وبني العباس ومن شابههم. (تأويل الآيات الظاهرة لشرف الدين الاسترآبادي - الجزء2 - الصفحة854)“.
• هنالك ضعف بلاغي في الآية: «يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ»؛ إذ هذا بعيد عن الواقع لأنه لا يوجد شخص يحسب أن ماله سيخلده بل الكل يعلم أنه سوف يموت!
تعليق : ”هذا الإشكال لا يمكن تسميته إشكالا بلاغيا، بل هذا إشكال معنوي لكن هذا الجاهل لا يعرف الفرق بينهما، إذ أن البلاغة قد أوصلت إليك المعنى فما عليك إلا أن تناقش في هل أن هذا المعنى صحيح أم لا؟
فعلى سبيل المثال لو أن شخصا أتى بعبارة بليغة عن الثالوث المقدس لدى النصارى (الآب – الابن – الروح القدس) يوصل بها المفهوم الذي يريده، فإن البلاغي لا يقول له أن كلامك ليس بلاغياً لأن التثليث باطل، وإنما يقول له: الإشكال في صدق انطباق المعنى من عدمه.
ولو دقق هذا الرجل في الآية لوجد أن الكلام فيها بليغ ومؤدي لمعاني عميقة، فلو تفهّم طبيعة الأغنياء – بعد استثناء من يكون منهم عزيز النفس – لوجد أن الثري الذي عنده عادة جمع المال وتعديده يكون منهوماً بالمال وجمعه إلى درجة أنه ينسى حياته ويشعر بأنه كلما جمع المزيد فإنه سيُخلّد أكثر أو يعيش أكثر، فهذه المسألة بديهية فضلا عما يعززها في ثقافة العرب الجاهليين إذ أنهم كانوا يعتبرون الخلود في أمرين: المال والبنون؛ ولذا خلد بعضهم اسمه بالجود كحاتم الطائي وغيره في تلك الأزمنة حيث كانوا ينشدون الخلود بهذا المعنى.
فهنا يأتيهم الجواب الإلهي أن: كلا، لا فائدة في جمع المال للعيشة المادية للبدن أو المعنوية للاسم والذكرى مع الكفر، إذ النتيجة ستكون «لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» أي السقوط في النار التي سوف تحطم رأس الثري الكافر الملقى بها“.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat