1
تَتَمَايَلُ الْأَوْرَاقُ تَكْبيرَاً،
وَتَسبيحَاً، وَحَمْدَاً
حينَ تَنْتَشَرُ الْحُروفُ عَلى السُّطُورِ،
فَتَهْبِطُ النَّجْمَاتُ مِنْ فِرْدَوْسِهَا فَرَحَاً،
وَتَرْقَصُ حَيْثُ تَبْتَسِمُ الْمَعَاني،
تُلْهِمُ الْأَرْوَاحَ، وَالأَبْدَانَ
أَسْرَارَ الْكَوَاكِبِ، وَالْغَيَاهِبِ،
ثُمَّ تَصْطَحِبُ النَّدَى الْمَسْكوبِ
مِنْ سِرِّ الْبَقَاءِ،
تَهيمُ عَابِرَةً بِهِ شَوْقَاً
لِعُشَّاقِ الْجَمَالْ
2
مَا أَفْصَحَ الصَّمْتَ الَّذي
يَلْهو بِأَجْنِحَةِ الْكَلَامِ مُرَدِّدَاً
مَا سَوْفَ تَرْضَاهُ الْبَواطِنُ
حينَ تَسْمَعُ مَا يُريدُ،
وَحينَ تَقْرَأُ مَا يَوَدُّ،
فَرَغْبَةُ الْمَطْلوبِ رَغْبَةُ غَالِبٍ،
حَثَّ الْخُطَى طَلَبَاً،
وَآمَنَ أَنَّ أَصْوَاتَ الْمَحَبَّةِ، وَالْهُدَى
لُغَةٌ يُفَسِّرُها السُّكونُ،
فَيَضْحَكُ الْمَغْلوبُ إِيمَاناً
بِميلَادِ الْمُحَالْ
3
بِشَواطِئ الْآيَاتِ
أَغْرِسُ غَايَتي حَجَراً،
يَبوحُ فَسَائِلاً جَذْلى،
فَأَنْحَتُ في ظِلَالِ ثَوابِهَا قَمَرَاً،
أَعومُ بِضَوْئِهِ مِنْ نَجْمَةٍ عُلْيَا
لِبَسْمَةِ نَجْمَةٍ أَحْلَى،
فَمَا الْآفاقُ إِلَّا رَغْبَةٌ،
هَدَمَتْ جِدَاراً كَانَ يَرْسمُهُ
الَّذي قَبِلَ الْهَزيمَةَ
عِنْدَ أَوَّلِ هَمْسَةٍ حَمْرَاءَ،
جَادَ بِهَا عَلى عَجَلٍ سُؤَالْ
4
بِعَفَافِ أُنْثَى الْمَاءِ
تَبْدَأُ قِصَّةُ النَّهْرِ الَّذي اغْتَسَلَتْ
بِنَذْرِ ضِفَافِهِ الْأَيَّامُ،
فَابْتَهَلَتْ قَوَافي الْعُمْرِ،
وَهْيَ تُقيمُ طَقْسَ صَلَاتِهَا
بِخِضَاب أَفْئدَةِ الصَّبَايَا،
حَيْثُ تَغْفو الْأُمْنِيَاتُ عَلى صُدُورٍ،
لا يُفَارِقُهَا هَديلُ حَمَامَتَيْنِ،
تُرَفْرِفَانِ هَوَىً،
تُرَدِّدُهُ الْمَوَاويلُ الَّتي
انْهَمَرَتْ لِتَبْتَكِرَ الظِّلَالْ
5
الْقَمْحُ نَادَاني تَعَالْ،
وَصَبَاحُ شَمْسِ الْبُرْتُقَالْ،
وَالْمَفْزَعُ الْمَخْبوءُ حُلْواً
في أَهَازيجِ الْجَنوبِ،
وَفي أَنَاشيدِ الشَّمَالْ
مَنْ قَالَ: لَا؟
فَالْحُبُّ في تِلْكَ الْقُرَى
في الطِّينِ، في الْأَكْوَاخِ،
في جَمْرِ الْمَوَاقِدِ،
في السَّنَابِلِ، في الْمَنَاجِلِ،
فَوْقَ أَضلَاعِ الْمَنَازِلِ،
في مَضَايِفِ آلِ جُودٍ،
عِندَ آلْـ...
آتٍ إلَيْكِ
لِأَرْتَوي قُبَلاً مِنَ الْحُبِّ الْحَلَالْ
***
من مجموعتي "من طقوس المعنى"
البصرة في أيار، 2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat