الثبات لدى حسن العلوي عدم الثبات
حميد العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد العبيدي

كثيرة هي التقلبات التي يقوم بها الكاتب حسن العلوي طيلة رحلته
السياسية منذ عهد النظام السابق وحتى يومنا هذا ، لا يوجد استقرار سياسي بمعنى
المبادئ والثبات عليها وانما هناك الكثير من المتغيرات التي طرأت على تصرفاته
السياسية وهذا النوع من التحوّل للأسف لا يعطي المصداقية الحقيقية في القول والفعل
عندما يخوض في قضية سياسية تهم البلد في جميع جوانبها تكون مجروحة في التحليل
والنقل كم يقول فقهاء رجال الحديث .
والسيد العلوي اعطى نموذجا غريبا في طريقة طرح مفاهيمه السياسية
فوجدنا المتغير السياسي عنده انطلق منذ عهد تواجده مع نظام حزب البعث وتحديدا مع
صدام حسين الذي اختلف معه على قضايا لم تكن معروفة الى العلن حتى يومنا هذا فهل
كان خلافه مع صدام ايديولوجي أم انه خلاف مصالح سياسية تتعلق بأمور الدنيا ؟ وهل
كان العلوي يطالب الديكتاتور بالحريات العامة لشعب العراق ويدلي عليه رأيه بكل
شجاعة ليقول له انك تجرم بحق ابناء البلد ؟ أو انه كان يقول له انت رئيس عبثي تلهو
بالحروب الخارجية والداخلية وتدمر البلد بكل طاقاته وبناه التحتية ؟ أنا شخصيا لا اعتقد ذلك لأننا جميعا نعرف من هو
صدام وكيف يتعامل مع اقرب الناس اليه فيما لو خالفه الرأي أو وبّخه على فعل من
أفعاله ، بالتأكيد ترك السيد العلوي كل ذلك واتجه لمجاملة هذا الطاغية وهو بكل
تأكيد على حساب حرية الفرد العراقي .
ثم انتقل ما بعد العام 2003 من القائمة العراقية التي دخلها مع السيد
علاوي ليخوض غمار السياسية ويصل الى مجلس النواب العراقي وبعد ان وصل اعترض على كل
ما تقوم به القائمة العراقية ولب الخلاف يكمن في قوة المنصب والزعامة التي تحاصصها
قادة التوجهات المذهبية في القائمة ولم يبقى سبيل الى الوصول لما يريد وهو الامر
الذي دفع به ان ينتقل من العراقية الوطنية الى تشكيل العراقية البيضاء وهو تغيير
الولاء الفوري من قائمة الى قائمة اخرى .
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل نراه اليوم يتحول الى التيار الصدري
الذي اصبح اليوم على صفيح ساخن بعد اعتزال زعيمه السيد مقتدى الصدر مع اعترافه هو
بنفسه (العلوي) انه لا يعرف الكثير عن خفايا هذا التيار وكيف يفكرون ويتصرفون ومع
ذلك قبل ان يكون بينهم ومن المؤكد سوف لن يكون ذا منصب قيادي في هذا التيارفبماذا
وُعد السيد العلوي من كتلة التيار الصدري لينقلب هذا الانقلاب وبهذا التحول الكبير
حتى اصبح يُنظّر ويثقف لهم سياسيا في أوساط الدول العربية وحكوماتها وكأنه يعمل على تصدير برنامجهم السياسي
من اجل القبول به عربيا واقليميا .
لا أجد ان هناك ثباتا عند السيد العلوي في مواقفه السياسية وانما هو
عدم ثبات في الموقف من كل عهد سياسي وهذا
ما يضفي عدم الصدقية السياسية في مواقفه تجاه الاخرين الذين معه على الساحة
العراقية عندما ينتقدهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat