صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

الهبات السخية
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في خطوة مفاجئة, زار قبل أيام, رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة, محافظة الانبار والتقى ببعض شيوخها وبعض قادتها الأمنيين.
تلك الزيارة جاءت متأخرة, فقائد عام لقوات مسلحة, وقواته تخوض حربا ضروس, ويمضي أكثر من خمسون يوما, دون أن يزور قطعاته, ليشد من أزر مقاتليه, ويمنحهم الدعم المعنوي, إضافة إلى الإشراف على الخطط, والإمكانات المتاحة, والخيارات في تلك المعركة.
هذه الزيارة تبدو لمن ينظر لها, بعين التمحيص, يجدها إذلال وخسارة وكسر لهيبة الدولة العراقية.
فالسيد المالكي بدا مرتبكا, مشتت الذهن, وفاقد للتركيز, واعتقد أن ذلك كله بسبب المعلومات المغلوطة, التي كانت تصله من قادته الميدانيين, عن آخر مستجدات المعركة, أو بسبب محاولته إرضاء الطرف الآخر, بأي شكل, لغرض الحصول على مكاسب سياسية.
فقد رأينا رأي العين, كيف أن أمير الدليم, ماجد العلي سليمان كيف يملي على رئيس الوزراء, ويقاطع حديثه, ورئيس الوزراء يجيب بكل سخاء " صار تدللون كلشئ تردونه سووه" ولعمري إن هذه تعد اكبر اهانة, يتعرض لها زعيم عراقي أو حتى عالمي.
السيد المالكي وخلال زيارته, قدم بسخاء كل شئ لأهل الرمادي, أعلن بأنه سيحقق كل مطالب المتظاهرين, وانه سيقوم بدفع مئة مليار "دولار" نعم مئة مليار دولار للرمادي, وان ادعى البعض, إن الرئيس اخطأ بالرقم, فهذه طامة كبرى, أن يخطأ الرئيس في مثل هكذا أمر, خصوصا أن تكذيبا أو تصحيحا لم يصدر منه لحد الآن.
أيضا وافق المالكي, على إعادة الضباط المقيمين بالخارج, من أزلام النظام السابق, وحل المشاكل معهم, كما أعلن العفو عن "الداعشيين" المغرر بهم -حسب قوله- وأعلن عن دمج الصحوات, ومقاتلي العشائر في القوات الأمنية, وتجهيزهم بأحدث العدة والعتاد, كما أعلن دمج بعضهم, وإعطائهم رتب عسكرية, مع دورة بسيطة –كما قال-
كما أعلن عن الموافقة المبدئية, لنقل محاكمة العلواني إلى الرمادي.
كل هذه الأمور تحدث عنها الكثير, وحتى المرجعيات الدينية, طالبت ومنذ اندلاع تظاهرات الرمادي, بضرورة تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين, والإسراع بتنفيذها, لكن أصر رئيس الوزراء على تصعيد الموقف, وصرح بتصريحات نارية, أججت الموقف أكثر, وهنا نتساءل "ما حدا مما بدا" لكي يوافق الآن سيادته.
ثم وبعد حصول الأمر الواقع, وحدثت المعارك في الانبار, تعالت الأصوات لحلحلة الموضوع, واتخاذ الحل السلمي, مع الحفاظ على المعركة مع داعش والتنظيمات الإرهابية فقط, لكن دون جدوى فالرئيس لم ينصت.
انطلقت مبادرات كثيرة, لحل الأزمة, وأهمها كانت مبادرة  السيد عمار الحكيم "انبارنا الصامدة" والتي كانت تهدف, لحقن دماء أبناءنا, من منتسبي القوات المسلحة.
 لكن المالكي وائتلافه, رفضوا, بل اخذوا يطبلون ويسوقون, على أن عمار الحكيم, أعطى أربعة مليارات لأهل الرمادي, وصورا الأمر على أن السيد عمار الحكيم "داعشي" حسب زعمهم- وكانت الأبواق الإعلامية لائتلاف دولة القانون, توجه حربها ضد الحكيم, حتى صارت معركة الانبار عسكرية ضد الدواعش, وإعلامية ضد الحكيم.
والآن نرى إن تلك الأبواق سكتت, والألسن خرست, فلم نرى من يدين أو يستنكر إعطاء 100 مليار دولار, لأهل الرمادي دفعة واحدة, وهي أكيداً مئة ضعف عن أربعة مليارات, في أربع سنوات, كما إن دمج سبعة عشر ألف منتسب للصحوات, في صفوف القوات الأمنية, هي أضعاف الخمسة آلاف التي طالب بها الحكيم.
نعم أثبتت زيارة المالكي الأخيرة للرمادي, أثبتت بما لا يقبل الشك, انهزامية الدولة وتخبطها, وضياع الرؤية الستراتيجية, في كل خطوة تقوم بها الحكومة. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/23



كتابة تعليق لموضوع : الهبات السخية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net