العراقيون والشخصية المزدوجة
عامر هادي العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن العراقيين عند الكثير من علماء النفس والاجتماع يحملون شخصيتين متناقضتين تماما إحداهما يستخدمها صاحبها في الحياة اليومية وفي الكفاح اليومي لكسب لقمة العيش وتحقيق المصالح الخاصة المعنوية والمادية وهي مراوغة ومخادعة ومنافقة و لا تتردد عن الكذب والغش والخيانة والقسوة والوحشية إذا اقتضت الحاجة إلى حد القتل بل والتمثيل بالضحية ,,أما الأخرى فهي مسالمة مؤمنة تقية نزيهة صادقة يستخدمها صاحبها نظريا في المجالس الخاصة والعامة خارج أوقات العمل ومن أهم سماتها نقد المجتمع والنقمة عليه وعلى القيم المنحرفة السائدة فيه والدعوى للإصلاح والتغييرواعادة المجتمع الى جادة الصواب مهما كلف ذلك حتى إذا عاد هذا المتمشدق للعمل نسي محاضرته ودعاواه كلها وعاد لشخصيته الأولى .. إن الشخص الذي يحاول تطبيق المبادئ النبيلة التي ينادي بها الأفراد في أوقات فراغهم والالتزام بها عمليا في الأسواق وفي غيرها يبدو للآخرين مغفلا وغبيا وطرطورا ومسكينا يستحق الشفقة وقد يطلقون عليه مسميات من قبيل ( فقير ,تعبان ,بهل , خبل , قشمر . زوج , فطير . ) والى آخره,,
وقد ينبري احد فيسال بهذه الطريقة ...كيف استطاعت شخصيتان متناقضتان الى هذه الدرجة التصالح داخل نفس بشرية واحدة ؟؟؟ وكيف لم ينفجر ذلك الصراع فيؤدي بصاحيه الى الجنون ؟؟والجواب لان المجتمع العراقي بشكل عام متسامح مع سلوك الشخصية الأولى فيعتبر الكذب مثلا الذي يؤدي الى الربح شطارة وذكاء وحكمة وفي نفس الوقت يتقبل الشخصية الثانية ولا يحاول تعرية صاحبها وهكذا لا يشعر الشخص بالتناقض أو عقدة الشعور بالذنب ..
وبعد سقوط النظام المباد ودخول الديمقراطية (المسلفنة) الى أسواقنا السياسية وما رافقها من دورات انتخابية لم يكن المجتمع متهيئا لها من حيث درجة الوعي والتطور وجدت اغلب النخب السياسية المهيمنة اليوم أن من مصلحتها العمل على إلغاء الشخصية الصالحة واجتثاثها تماما من عقول الناس وتشجيع القيم المنحرفة التي تسهل لهم كسب الأصوات وبالتالي تسهل احتفاظهم بالسلطة مهما كانت خارجة عن جادة الصواب وقد ساعدهم في تنفيذ مهمتهم تلك بعض وعاض السلاطين الذين يزعمون بان الإنسان يستطيع أن يفعل جميع المحرمات والموبقات ثم يلجا بعد ذلك للتوسل بالأولياء والصالحين كي يشفعوا له عند الله وحاشا أن يشفع الحسين ع مثلا لإنسان يسرق أموال الشعب بدعوى انه يحب الحسين ع... وهكذا أصبح الكثير من العراقيين لا يخجلون من النصب والرشوة والسرقة والاحتيال ومد الأيدي الى ما ليس لهم ...
إن مجتمعا بهذه المواصفات لا يمكن أن ينتج إلا حاكما مستبدا ظالما قاسيا ماكرا يعجز عن مجاراته حتى الشيطان ..انك وأنت تراقب أداء اغلب المرشحين الذين يخوضون اليوم الحملات الانتخابية البرلمانية وهم يستخدمون المال الحرام ويبعثرونه هنا وهناك من اجل شراء الذمم لا تملك إلا أن تتصبب عرقا من الخجل ومع ذلك يتساهل المجتمع معهم وقد تجد من يشد على أيديهم تحت لافتة عجيبة غريبة في بلد العجائب والغرائب مفادها بان السارق الذي يعيد جزئا من المسروقات الى أصحابها سارق (شريف )يستحق أن يعود أن الى قبة التشريع والرقابة ,,
وهكذا أصبح الحاكم العادل في العراق حلما بعيد المنال ويكاد يكون مستحيلا وإذا حدث في التاريخ في غفلة من العراقيين وان تربع احد العظماء على عرشهم تدور عليه الدوائر ,,,الم يقل علي ع (لقد ملأتم قلبي قيحا ),,,
الم نسحل نوري السعيد ؟الم نحرم عبد الكريم حتى من القبر ؟؟؟
وحبن قال احد الطغاة (والله لأخذن البريء بالمذنب والمقبل بالمدبر )طاطا الجميع رؤوسهم وأطاعوا وأخيرا ..
كم أسرف الحجاج في إذلالهم وعلى عليًٍ كم بغت أذناب
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عامر هادي العيساوي

إن العراقيين عند الكثير من علماء النفس والاجتماع يحملون شخصيتين متناقضتين تماما إحداهما يستخدمها صاحبها في الحياة اليومية وفي الكفاح اليومي لكسب لقمة العيش وتحقيق المصالح الخاصة المعنوية والمادية وهي مراوغة ومخادعة ومنافقة و لا تتردد عن الكذب والغش والخيانة والقسوة والوحشية إذا اقتضت الحاجة إلى حد القتل بل والتمثيل بالضحية ,,أما الأخرى فهي مسالمة مؤمنة تقية نزيهة صادقة يستخدمها صاحبها نظريا في المجالس الخاصة والعامة خارج أوقات العمل ومن أهم سماتها نقد المجتمع والنقمة عليه وعلى القيم المنحرفة السائدة فيه والدعوى للإصلاح والتغييرواعادة المجتمع الى جادة الصواب مهما كلف ذلك حتى إذا عاد هذا المتمشدق للعمل نسي محاضرته ودعاواه كلها وعاد لشخصيته الأولى .. إن الشخص الذي يحاول تطبيق المبادئ النبيلة التي ينادي بها الأفراد في أوقات فراغهم والالتزام بها عمليا في الأسواق وفي غيرها يبدو للآخرين مغفلا وغبيا وطرطورا ومسكينا يستحق الشفقة وقد يطلقون عليه مسميات من قبيل ( فقير ,تعبان ,بهل , خبل , قشمر . زوج , فطير . ) والى آخره,,
وقد ينبري احد فيسال بهذه الطريقة ...كيف استطاعت شخصيتان متناقضتان الى هذه الدرجة التصالح داخل نفس بشرية واحدة ؟؟؟ وكيف لم ينفجر ذلك الصراع فيؤدي بصاحيه الى الجنون ؟؟والجواب لان المجتمع العراقي بشكل عام متسامح مع سلوك الشخصية الأولى فيعتبر الكذب مثلا الذي يؤدي الى الربح شطارة وذكاء وحكمة وفي نفس الوقت يتقبل الشخصية الثانية ولا يحاول تعرية صاحبها وهكذا لا يشعر الشخص بالتناقض أو عقدة الشعور بالذنب ..
وبعد سقوط النظام المباد ودخول الديمقراطية (المسلفنة) الى أسواقنا السياسية وما رافقها من دورات انتخابية لم يكن المجتمع متهيئا لها من حيث درجة الوعي والتطور وجدت اغلب النخب السياسية المهيمنة اليوم أن من مصلحتها العمل على إلغاء الشخصية الصالحة واجتثاثها تماما من عقول الناس وتشجيع القيم المنحرفة التي تسهل لهم كسب الأصوات وبالتالي تسهل احتفاظهم بالسلطة مهما كانت خارجة عن جادة الصواب وقد ساعدهم في تنفيذ مهمتهم تلك بعض وعاض السلاطين الذين يزعمون بان الإنسان يستطيع أن يفعل جميع المحرمات والموبقات ثم يلجا بعد ذلك للتوسل بالأولياء والصالحين كي يشفعوا له عند الله وحاشا أن يشفع الحسين ع مثلا لإنسان يسرق أموال الشعب بدعوى انه يحب الحسين ع... وهكذا أصبح الكثير من العراقيين لا يخجلون من النصب والرشوة والسرقة والاحتيال ومد الأيدي الى ما ليس لهم ...
إن مجتمعا بهذه المواصفات لا يمكن أن ينتج إلا حاكما مستبدا ظالما قاسيا ماكرا يعجز عن مجاراته حتى الشيطان ..انك وأنت تراقب أداء اغلب المرشحين الذين يخوضون اليوم الحملات الانتخابية البرلمانية وهم يستخدمون المال الحرام ويبعثرونه هنا وهناك من اجل شراء الذمم لا تملك إلا أن تتصبب عرقا من الخجل ومع ذلك يتساهل المجتمع معهم وقد تجد من يشد على أيديهم تحت لافتة عجيبة غريبة في بلد العجائب والغرائب مفادها بان السارق الذي يعيد جزئا من المسروقات الى أصحابها سارق (شريف )يستحق أن يعود أن الى قبة التشريع والرقابة ,,
وهكذا أصبح الحاكم العادل في العراق حلما بعيد المنال ويكاد يكون مستحيلا وإذا حدث في التاريخ في غفلة من العراقيين وان تربع احد العظماء على عرشهم تدور عليه الدوائر ,,,الم يقل علي ع (لقد ملأتم قلبي قيحا ),,,
الم نسحل نوري السعيد ؟الم نحرم عبد الكريم حتى من القبر ؟؟؟
وحبن قال احد الطغاة (والله لأخذن البريء بالمذنب والمقبل بالمدبر )طاطا الجميع رؤوسهم وأطاعوا وأخيرا ..
كم أسرف الحجاج في إذلالهم وعلى عليًٍ كم بغت أذناب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat