لاتُبنى دولةٌ يتحركُ رموزُها بالإشارات !!
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعدَ سقوط النظام البعثي عام 2003 تحت أقدام الأمريكان والإنكَليز وإنهارت الدولة ، إستدعوا المعارضين العراقيين الذين كانوا يراقبون الأحداث من بعيد وسمحوا لهم بالدخول الى العراق والمشاركة في بناء وطنهم ، بعد أن أضافوا الى الخراب الذي خلّفه النظام السابق خراباً آخراً ! فكانت تلك هي الإشارة الأولى التي تلقّاها رموز العراق أتتهم من الأمريكان ، ثمّ توالت بعدها عليهم الإشارات من الشرق و الغرب ، وكان مِن بين الإشارات المهمّة التي نحترمها تلقّاها المسؤولون العراقيون والتي كنّا نأمل فيها ومنها أن يعتمدها المسؤولون أساسا متيناً في بناء الدولة ، هي إشارة المرجعية الدينية للقادة العراقيين بضرورة الإسراع في كتابة الدستور ..وهومطلبٌ شعبيٌ ورسميٌ أجمع العراقيون على أهميته وضرورته في ضمان حق المواطن من خلال تشريع القوانين والإلتزام بها ..حتى ظنّ الجميع أنَّ الحلَّ والأمن والأمان وتنفيذ المشاريع وبناء الدولة وتسيير إمور البلاد والعباد مرهونٌ بكتابة الدستور ، وكان يمكن أن يكون كذلك وعلى علله وثغراته ! لو إلتزم الجميع بفقراته ومواده القانونية كما هو الحال في باقي الدول المتقدمة ، ولكنَّ الحقيقة المرّة أنَّ الدستور الذي هللنا وصفقنا له لم يعد دستورا ولم يساوي ثمن الحبر والورق الذي كتب عليه ، الى هذه الدرجة من الهوان بلغَ به الحال ! ولم يعد الفيصل في الأمور وهو لم يكن يوما كذلك ، وأول من خرقه أولئك الذين خطّوا حروفه بأيديهم ! كُتب الدستور لينظم حقوق وواجبات الفرد لاأن يُركل بأقدام ذلك العضو البرلماني أو ذاك الوزير بمجرد أن تلقّى الإشارة من رئيس كتلته الحزبية ! أين الولاء للوطن ؟ وأين شرف المهنة ؟ وأين القسم ؟ في بلاد (الكفر) ..القسم يرفع يده اليمنى فقط ويبرّ في قسمه ويلتزم به..في بلاد (المسلمين) يقسم بالقرآن والوطن والشرف والملائكة وكُلّها تزول بإشارة واحدة من رئيس الحزب أو الكتلة ! أي دين وأي مذهب انتم عليه ؟ تخرّبون البلاد وتهلكون العباد وتعبدون الأفراد؟ وللأسف كثير من المحللين والكتّاب والسياسيين يُضيّعون وقتهم يحلّلون ويحتملون ويتوقعون ويجادلون ويتجادلون على ما يجري من فوضى الإنسحابات والإستقالات .!!.وهو أمرٌ تافهٌ برمّتهِ لايحكمُه خُلُقٌ ولادين كما يدعون ولايستحق إهدار الوقت ..! إذا أُتهم أحدُهم بالإرهاب جاءت الإشارة للعراقية وإنسحبت من الحكومة والبرلمان ! يُعتقل العلواني بتهمة القتل إنسحب متحدون بأشارة من رئيس كتلتهم! صوّت بعض أعضاء الأحرار على المادة 37 سيئة الصيت أتتهم الإشارة بالإنسحاب وكأنهم يشتغلون بالصخرة !!! فقط في العراق الوزير لايرتبط بمجلس الوزراء ولايأتمر بأمر رئيس الوزراء وإنّما يمتثل لأوامر المضيف أو البرّاني ! كذلك باقي المسؤولين سواء كانوا اعضاءا ممثلين ( للشعب) أو في وظائف أخرى ! وسوف لن تُبنى الدولة ولن يكون هناك وطنٌ قوي مالم يتحرّر النائب والوزير وباقي موظفي الدولة من سلطة الأحزاب والكتل ويخضعون لسلطة الدستور والقانون ويكون ولاءهم للوطن فقط لاللأشخاص ! تُرى متى يتحقق ذلك ؟ الأمر متروك للشعب ...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صالح المحنه

بعدَ سقوط النظام البعثي عام 2003 تحت أقدام الأمريكان والإنكَليز وإنهارت الدولة ، إستدعوا المعارضين العراقيين الذين كانوا يراقبون الأحداث من بعيد وسمحوا لهم بالدخول الى العراق والمشاركة في بناء وطنهم ، بعد أن أضافوا الى الخراب الذي خلّفه النظام السابق خراباً آخراً ! فكانت تلك هي الإشارة الأولى التي تلقّاها رموز العراق أتتهم من الأمريكان ، ثمّ توالت بعدها عليهم الإشارات من الشرق و الغرب ، وكان مِن بين الإشارات المهمّة التي نحترمها تلقّاها المسؤولون العراقيون والتي كنّا نأمل فيها ومنها أن يعتمدها المسؤولون أساسا متيناً في بناء الدولة ، هي إشارة المرجعية الدينية للقادة العراقيين بضرورة الإسراع في كتابة الدستور ..وهومطلبٌ شعبيٌ ورسميٌ أجمع العراقيون على أهميته وضرورته في ضمان حق المواطن من خلال تشريع القوانين والإلتزام بها ..حتى ظنّ الجميع أنَّ الحلَّ والأمن والأمان وتنفيذ المشاريع وبناء الدولة وتسيير إمور البلاد والعباد مرهونٌ بكتابة الدستور ، وكان يمكن أن يكون كذلك وعلى علله وثغراته ! لو إلتزم الجميع بفقراته ومواده القانونية كما هو الحال في باقي الدول المتقدمة ، ولكنَّ الحقيقة المرّة أنَّ الدستور الذي هللنا وصفقنا له لم يعد دستورا ولم يساوي ثمن الحبر والورق الذي كتب عليه ، الى هذه الدرجة من الهوان بلغَ به الحال ! ولم يعد الفيصل في الأمور وهو لم يكن يوما كذلك ، وأول من خرقه أولئك الذين خطّوا حروفه بأيديهم ! كُتب الدستور لينظم حقوق وواجبات الفرد لاأن يُركل بأقدام ذلك العضو البرلماني أو ذاك الوزير بمجرد أن تلقّى الإشارة من رئيس كتلته الحزبية ! أين الولاء للوطن ؟ وأين شرف المهنة ؟ وأين القسم ؟ في بلاد (الكفر) ..القسم يرفع يده اليمنى فقط ويبرّ في قسمه ويلتزم به..في بلاد (المسلمين) يقسم بالقرآن والوطن والشرف والملائكة وكُلّها تزول بإشارة واحدة من رئيس الحزب أو الكتلة ! أي دين وأي مذهب انتم عليه ؟ تخرّبون البلاد وتهلكون العباد وتعبدون الأفراد؟ وللأسف كثير من المحللين والكتّاب والسياسيين يُضيّعون وقتهم يحلّلون ويحتملون ويتوقعون ويجادلون ويتجادلون على ما يجري من فوضى الإنسحابات والإستقالات .!!.وهو أمرٌ تافهٌ برمّتهِ لايحكمُه خُلُقٌ ولادين كما يدعون ولايستحق إهدار الوقت ..! إذا أُتهم أحدُهم بالإرهاب جاءت الإشارة للعراقية وإنسحبت من الحكومة والبرلمان ! يُعتقل العلواني بتهمة القتل إنسحب متحدون بأشارة من رئيس كتلتهم! صوّت بعض أعضاء الأحرار على المادة 37 سيئة الصيت أتتهم الإشارة بالإنسحاب وكأنهم يشتغلون بالصخرة !!! فقط في العراق الوزير لايرتبط بمجلس الوزراء ولايأتمر بأمر رئيس الوزراء وإنّما يمتثل لأوامر المضيف أو البرّاني ! كذلك باقي المسؤولين سواء كانوا اعضاءا ممثلين ( للشعب) أو في وظائف أخرى ! وسوف لن تُبنى الدولة ولن يكون هناك وطنٌ قوي مالم يتحرّر النائب والوزير وباقي موظفي الدولة من سلطة الأحزاب والكتل ويخضعون لسلطة الدستور والقانون ويكون ولاءهم للوطن فقط لاللأشخاص ! تُرى متى يتحقق ذلك ؟ الأمر متروك للشعب ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat