الخطاب الديني ومتطلبات الواقع
السيد ابوذر الأمين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد ابوذر الأمين

ضمّني ومجموعة من الشباب مجلس في احد الأماكن لمستُ فيه بُعدهم عن روح الاسلام ، ووجدتهم متمسكين ببعض الظواهر التي نص عليها كتاب الله سبحانه دون الإلتفات الى أبعادها ومعطياتها الحقيقية .وجدت فيهم حباً للاسلام و نظامه ، لكن شوشتهم ممارسات المتأسلمين الذين جعلوا انفسهم ممثلين عن الاسلام وهم ابعد ما يكون عنه . فكرت ملياً في كيفية جذب هؤلاء الشباب لروح الدين التي لم يذوقوا لذتها ، ولم يدركوا اهميتها ..وجدت أنهم- للأسف- قد ملّوا الخطاب الديني القديم ، وكيف لا يملوا ان كنت انا مللت منه ، اسمع قصة تطرق سمعي لالف مرة ، وحكمة دخلت اذني الاف المرات ، وكذا نوع الخطاب وكيفيته ووقته ......الخ .
وجدت انه يجب تجديد الخطاب الديني الذي يوصل روح الدين للشباب المسلم ، لما يتناسب مع متغيرات الزمن ، يجب ان تكون لغة ذلك الخطاب يفهمها هؤلاء الاحبة . وهذه هي مهمتنا ومهمة الخطباء والدعاة ، بل جميع المفكرين والمثقفين .
لا يقول لي احد أنك تريد تبديل الدين !!! ولئلا لايُفهم القصد غير مانقصده وتذهب المذاهب لخلاف مانعنيه ، نقول:
ان من الواضحة انّ الدين لايمكن تبديله ولايمكن ان يُقال انه صار قديما بالياً انّما كلامنا عن الخطاب الديني بما هو عليه من الجمود والقدم في طريقته السرّدية وابتعاده الشاسع عن روح الحياة الاسلامية ومتطلبات العصر والحياة اليومية الواقعية .. يجب تبديل الخطاب الديني فقط ، فالدين ثابت والخطاب الذي يجب ان يتبدل مع متغيرات الأيام ويكون مسايراً لواقع الأزمان . وهذا مانجده عند اهل البيت عليهم السلام فهم كانوا يغيرون صيغة الخطاب في كل فترة تقتضي التغيير وتتطلب التبديل .. فكلام الامام الرضا عليه السلام في التوحيد يختلف عن كلام رسول الله صلوات الله عليه واله وسلم وهكذا ..
نحن نحتاج وقفة حقيقية لكي ننهض بواقع الخطاب الديني ، وننتشله من واقع التراث الى واقع الحاضر ، وان شاء الله هناك من العلماء من يعمل على ذلك نسأل الله لهم التوفيق والسداد
انه نعم المولى ونعم النصير .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat