تفسير آيات من سورة المُدَّثِّرْ
مير ئاكره يي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نصوص الآيات الحكيمات :
{ وما هي إلاّ ذكرى للبشر (31) كلاّ والقمر (32) والليل إذْ أدبر (33) والصبح اذا أسْفَرَ (34) إنها لإَحدى الكُبَرِ (35) نذيراً للبشر (36) لمن شاء منكم أن يَتَقَدَّمَ ، أو يَتَأَخَّرَ (37) كلُّ نفس بما كسبت رهينة (38) المُدَّثِّرْ
التفسير : بعد أن تحدَّث الله تعالى في أول هذه الأية عن النار وأصحابها العاملين عليها من الملائكة وعددهم التسعة عشر حيث ذلك فتنة للمشركين من جانب ، وإستيقاناَ للذين أوتوا الكتاب من جانب ثان ، ولكي يزداد الذين آمنوا إيماناً من جانب ثالث ، وما الهداية إلاّ هي بمشيئة الله تعالى من جانب رابع ، ذكر الله سبحانه ، بالرغم من كل ذلك بأن جهنَّم ما هي إلاّ ذكرى وتذكرة للبشر ، أي بمعنى من شاء فليؤمن بها ، ومن شاء العكس فله ذلك أيضاً ! .
بعدها أقسم الله عزوجلَّ بالقمر وما فيه من عجائب ، حيث القمر يبدأ بالهلال ، ثم يكبر شيئاً فشيئاً الى أن يصبح بدراً ، ثم بعدها تكون الدورة العكسية له لكي يعقب نور النهار فيما بعد ، وذلك حينما يدبر وينتهي ظلام الليل ليبدأ الصبح بإشراقاته المضيئة للكون . وقد ذكر الله تعالى القمر واليل والصبح وما تحتويه هذه الآيات من إعجازات ودلالات بالغة وتغيرات منظورة كي يجلب أنظار المشركين الى التعقُّل والتفكير بما يقوله رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – من القرآن من جميع النواحي ، منها جهنم ، حيث هي إحدى الدواهي الكبرى في الآخرة ، التي هي نذيراً للبشر كي تكون عامل ردع وآرتداع عن الشرك والظلم والطغيان والعدوان والفساد في الأرض .
ثم بعدها أوضح الله تعالى بكل وضوح ان الخيار والإختيار هو بيد الإنسان اذا ما شاء وأراد أن يتقدَّم للإيمان فله ما أراد ، أو اذا ما شاء وأراد أن يتأخَّر فلا يؤمن ، فله ذلك أيضاً ، لأنه بالتالي كل إنسان ، وكل نفس هي مسؤولة عن أعمالها ، وهي رهنها ، في الدنيا ، وفي الآخرة . وقد جاء في حرية الإنسان وإختياره للإيمان كثيراً من الأيات القرآنية الأخرى ، منها : { فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر } الكهف / 29 . ذلك أن الإيمان من وجهة النظر القرآنية لايمكن أن يكون بالعنف والإكراه والقهر مطلقاً ، كما نقرأ في قوله تعالى : { لا إكراهَ في الدين } البقرة / 256
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مير ئاكره يي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat