صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

هل النزاهة والبرلمان يتستران ..!؟
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من بداهة القول أن هيئة النزاهة والبرلمان هما التوأمان الحارسان لأموال الدولة والمحافظة على ديمومة القيم والأصول ,  وتحقيق العدالة والحرص المتزايد على مستقبل الوطن والمواطن , وان هيئة  النزاهة يجب أن تجسد بكل الشرف والنقاء والأصالة روحية النزاهة المطلوبة ,  فالنزيه حقا والملتزم قولا وفعلا بنظافة اليد والضمير يجب أن يبلور مفهوم النزاهة بفاعلية فاعلة وخلاقة ومبدعة ,  ولكن الأمر والواقع المعاش يعكس أن هذا الرافد المهم والفعال يحاط بالشكوك والتقولات والطروحات التي تثلم جوهره ورسالته المنشودة .

 وان البرلمان والذي هو وليد إرادة وقناعة وثقة الشعب العراقي كان المفروض ويجب عليه أن يلتزم التزاما تاما وحرفيا بما ينشده الشعب من انجازات وعدالة وإخلاص ونقاء وبناء , ولكن الذي نشاهده ونجده أن هذا الثنائي ( النزاهة والبرلمان ) يتصرفان ويندفعان حسب أهوائهما  ورغباتهما متجاهلين صوت الشعب وطموحاته . إذ ما معنى هذا اللغط المتصاعد وهذه المقترحات الشائنة التي تشاع ويتناقلها العقلاء والمخلصون بكل أسف ومرارة وذلك بالتفكير بإصدار عفو عن مزوري الشهادات التي استغلوها لتحقيق مأربهم الخاصة .. ان هذا المقترح جرثومة فتاكة تفتك بكل الطاقات المبدعة ,  وتبعثر وتهين كل العناصر التي تمتلك الشهادات الأصولية النقية الخالصة التي حصلوا عليها بالدراسة الجادة , والسهر الطويل ,  والاجتهاد المتواصل ,  والكثير منهم بل الأكثر يفترشون بساط الضياع والتجاهل والإهمال والبطالة ..!! في حين أن مزوري الشهادات يحتلون المواقع المتقدمة في الدولة ,  وان دساتير وقوانين كل العالم سواء أكانت منزلة أو وضعية تستنكر بشدة ,  وتدين بعنف وضراوة ,  هذه الممارسات التي لا يرتضيها لا الله ولا شرع  ولا نبي ولا أي إنسان يمتلك ضميرا ورأيا وشرفا وأصالة . 
 إن هؤلاء المزورين يجب أن تقطع أيديهم لا أن يدس فيها كل ما يبتغونه من دولارات وامتيازات على حساب هذا الشعب المبتلى والصابر والمقهور .
 ثقوا يا أولي الأمر إنكم إذا أقدمتم على إصدار عفو عن كل مزور وخادع ونصاب فأنكم ترتكبون جريمة كبرى بحق القانون والنظام والكفاءات ,  وان معاضدتكم وتستركم على هذه العناصر المزورة تدل دلالة واضحة على أنكم لا تأبهون بالقيم ,  ولا تكترثون بالشهادات ,  ولا تقيمون وزنا لشرف المهنة ومهنة الشرف ,  فمن أين أتيتم بهذه الإجراءات التي لم يسبقكم بها احد ..؟ إن هنالك من يقول أن  هؤلاء المزورين لا بد وان تربطكم بهم روابط عائلية أو شخصية أو اجتماعية أو مصلحية أو حزبية لذلك نصبتم من أنفسكم حماة ورعاة لهذه الجوقة الضالة والافاكة والتي لا تمتلك ذرة من التزام أخلاقي أو ديني أو اجتماعي ,  وثقوا بان قراركم هذا - العفو عن المزورين -  إذا نفذ هو فساد مفضوح ,  وإفساد شنيع لكل الشعب ,  وثقوا بأنكم ستحاسبون حسابا إلهيا وقانونيا واجتماعيا إذا ارتكبتم هذه الخطيئة الخاطئة . أن الشعب كل الشعب ينتظر منكم (( يا قادتنا الكرام )) أن تنزلوا اشد العقوبات بالمزورين للشهادات مهما كانت درجتها ,  فان أي تستر وأي تبرير لهذه الظاهرة هو تشجيع لكل من تسول له نفسه ارتكاب كل السوءات والخطايا بحق شعبنا المنتهك بهذه الأساليب الرديئة المتردية التي تكافئ الجاني وتهمل وتعاقب البريء النقي , فمن به حاجة إلى الضحك أو البكاء فليبكي وليضحك معا على هذه المهازل الغير مسبوقة والتي ما انزل الله بها من سلطان .  إن كل عراقي فطن ويقظ وواع يرصد بدقة أي شاردة او واردة ولا ولن يسكت على الخروقات والتجاوزات التي تبدد وتمزق هيبة القانون ,  وهيبة الشهادات الحقيقية التي يحملها الأفذاذ والمتوقدون والذين افنوا أعمارهم بالبحث والتنقيب والدراسة والإبداع .
واساكم بالله هل العراق الكبير يظل مستباحا لهذه الدرجة الهابطة ..؟ وان الذي يتداوله المواطنون في جلساتهم المتنوعة وفي أحاديثهم الكثيرة وفي نقاشاتهم المحتدمة وتساؤلاتهم الشاخصة .. لماذا ندرس ونتابع الدراسة بكل جد ونشاط ..؟ وما قيمة الشهادات التي ينالها المبدعون وهم يجدون أنفسهم مهمشين غائبين عن الوظائف والمناصب التي يستحقونها بأحقية وجدارة ..؟ إن الآلام والأوجاع تعتصر القلوب عندما نحس ونشعر ونجد أن الشرفاء والاصلاء وحملة الشهادات يلعقون علقم الصبر متأسفين ونادمين على جهودهم المبدعة التي ضاعت سدى في ضباب حملة الشهادات المزورة . فتبا وسحقا لهذا الواقع المر المرير ,  وتعسا وندامة لهذه الحياة التي أضحى الموت أهون منها. فهذا الواقع الذي لا يكافئ العباقرة والخلاقين وصناع المواقف الشريفة والنظيفة يدع إلى اليأس والسخط والتذمر ,  فقد بلغ الظلم والتردي أقصى مداه ,  وبلغت الفجيعة والتوجع إلى أعلى قساوتها ومرارتها القاتلة ,  فهل من يقظة إزاء هذه التراكمات التي تتزايد بكل بشاعة وفظاظة ..؟ والأنكى والأمر أن هيئة النزاهة والبرلمان يساهمان في تراكم السلبيات واختلاق الأعذار والمعاذير والتبريرات لكل ما هو مرفوض ومتخلف , فهل من يقظة ..؟ وهل من انتباهه  لأفواج المهمشين الذين يعانون ويقاسون العذابات والمرارات والتعاسة والحرمان ..؟ والذي نعتقده بل نجزم به بان رحم الأيام سيفرز مفاجآت أخرى اشد قسوة من مقترحكم القاسي على كل الأكفاء بتقيمكم وحمايتكم لأصحاب الشهادات المزورة ,  وعندي الكثير الذي سأقوله بمقال لاحق عن حالات اشد وطأة وأكثر ألما من إصدار عفو على الذين زوروا الشهادات المهلهة  ..!! .
ولن ننسى أولئك المشعوذين واللصوص والمتلاعبين الذين  سطوا على ممتلكات الدولة واستباحوا الكثير من المحرمات الوطنية كاستحواذهم على الأراضي بدون مسوغ قانوني , وسيطرتهم  على قصور صدام التي هي ملك الدولة ,  وهيمنتهم على الدور والفلل والشقق الحكومية .
 وقد طرقت إسماعنا إشاعات مفادها بان الحكومة والبرلمان يفكرون بإطفاء الديون من سلف وقروض فهل هذه الأموال هي أموالكم الشخصية كي تتكرمون بها على الآخرين ..؟ إنها أموال الشعب يجب الحفاظ عليها وستحصالها حسب القوانين المرعية كي توظف وتصرف للبطاقة التموينية أو للعاطلين أو لذوي الشهداء والمتضررين من الإرهاب الأسود ,  فالشعب أحق من أي فئة أو حزب أو ائتلاف وهذه حقيقية لا تحتاج إلى بيان أو تبين .
واعلموا جيدا أيها القادة بان كل مواطن عراقي حر وغيور بدا يفكر ويقول : ماذا جنيت من نظافة تاريخي المشرق ..؟ وماذا حصدت من وطنيتي الحقة ..؟ وماذا ربحت من التزامي الأكيد بحرمة أموال الدولة ..؟ علما بان الذين زوروا وحوسموا وسرقوا ونهبوا وهربوا وارتشوا وسمسروا واختفوا تحت واجهات ضمنت لهم الحماية بأثمان معروفة ومفضوحة , وأنهم الآن في مواقع لا يحلمون بها ويتنعمون برواتب ضخمة وامتيازات كبيرة وهم حملة الصولجانات والمباخر في مواكب أهل المصالح والمواقع والاستئثار . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/19



كتابة تعليق لموضوع : هل النزاهة والبرلمان يتستران ..!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net