الوردي ووهم التشخيص ... عشائر الانبار والخيانة
مازن الغراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مازن الغراوي

يتكرر مشهد الدماء تارة بعد أخرى وبفترات زمنية قصيرة ويتضح يوماً بعد يوم خسة ودناءة الإرهاب في قتله للابرياء ، وطبيعة قتله للابرياء ليست بالمواجهة وجها لوجه وانما طعناً بالخلف. وفي جريمة من جرائم "داعش" يتضح مدى إنحسارهم وخستهم مما يدل على عدم عروبيتهم لانهم لايحملون تلك القيم العربية الاصيلة ، فمشهد مقتل الجنود الاربعة في الانبار خير دليل وأفضل صورة عن مدى تدني قيم أولئك .علي الوردي في كتابه "دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" يتطرق الى دراسة طبيعة المجتمع العراقي من البداوة والريف والحضارة ، وعندما يصل الى توصيف طبيعة حياة المجتمع البدوي يصفه بأوصاف رائعة "كالطيبة والكرم والشجاعة وعدم الخيانة" وغيرها من الصفات والدلائل الايجابية لذلك المجتمع ، وينسب الوردي مدينة الانبار الى الطبيعة البدوية ، لذا فيجب ان تكون الانبار قد تطبق عليها كل تلك الاوصاف. لكن للأسف قد أتضح عكس ما ذهب اليه الوردي في كتابه فقد رأينا الغدر والتنكيل بالضيف وإنعدام الغيرة ، فـ "شيخ البوفراج" اعطى صوراً جلية عن مدى الخسة والدناءة التي يتمتع بها وبعض شيوخ العشائر من على شاكلته في الانبار ، في حادثة إستدراج الجنود بخدعه لهم ان أحد نساءه عاسرة الولادة ، فهب الغيارى والكرماء لنجدته ليجدوا شيخ النذالة قد سلمهم الى ذئاب الصحراء لينهشوا من لحومهم.
وعن الكرم فكثير ماشاع مثل يشير الى خداع الكريم حيث يقول "إن الكريم إذا خدعته أنخدع" وهذا المثل لاح لنا بوضوح عن مدى الخدعة التي وقع بها الجنود ، فالكريم تأخذه المروءة والنخوة عندما "تنخاه" إمرأة ، لكنهم لايعلموا بأن شيخ القذارة والنذالة سيسلهم الى اجلاف الصحراء الذين لايعرفون للكرم من صفة. فما تلك الحادثة الا وصمة عار في جبين عشائر الانبار التي لم نسمع منها اي إستنكار او شجب لتلك العملية الجبانة.عذراً ايها الوردي ، عذراً ياطبيب الاجتماع ، ان دراستك التي أجريتها على طبيعة المجتمع العراقي يجب ان تعاد صياغتها وتكتب من جديد لان كثير من الوصف الذي ذكرته ظهر بالمقلوب فهاهي بعض من عشائر الانبار قد بانت خيانتهم الخيانة فهاهي وباعت الشرف للغرباء وتنازلت عن كرمها ونكلت بضيفها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat