سرْ في خطاكَ فأنتَ الفخر لم تخــبْ
و اصحر عدوك تسحق نزوة الشغبِ
ياابن العراق بما أنّ النوى كلــــف ٌ
والنارُ اذْما تعدْ في الكون تلتهـبْ
قمْ وأرمق القمةَ الشماء عن كثـــبٍ
تخبرْكَ حبلى الليالي في دُنا العجبِ
كنْ رائداً في عصورٍ جـلها بـــرمٌ
لا يخدعنَّك إعصارٌ من الـــتربِ
ولا يهمكَ مــــن شمطاءَ كالحـةٍ
ولا يهمك طولَ الصدِ واللـــغبِ
من عهدِ كسرى وعــهدِ الرومِ بيرقُنا
أضوى من الشمسِ إن غابتْ فلم يغبِ
تبقى الأصالةُ عنواناً لأمـــــتنا
على المدى فوقَ هامِ الدهرِ والحقبِ
قـد اشرأبت بهــــا الأكوارُ ألقتاً
مهما تناءتْ بها الأيامْ تنتـــصبْ
كــم بينَ مفترقِ الظلماءِ نائبـــةٍ
أسدتْ ربانا ولكن تذوي عن وصبِ
أمستْ عواذُلنا سكرى بــــلا ثملٍ
يكلها الجرحُ بعد النهبِ والســلبِ
حالتْ أمانيُهم عشواءَ مـــــظلمةٌ
هاتيكَ منها بما يأتيكَ من عجـبِ
الدارُ قفرٌ وأهــلُ الحيِّ فــي ضنكٍ
والعيشُ ضيزى بلا روحٍ ولا قُشبِ
تقمَصوها وكانَ الزيفُ مــــنطقَهم
عنها بأنَّ العلى اذْما يشأْ يجــبِ
غرائزٌ ملئتْ ارضَ اليبابِ ومــــا
كادتْ تقلُّ سوافيها من الريــبِ
ظنوا بلعبتِهم دينًا ومـــــكرمةً
بل إنها صبغة من زخرفٍ كـذبِ
قد طرزوا الليلَ أوهاماً ومــا علموا
لطارقِ الليلِ يوماً صولةُ الغضـبِ
أقوالهم زعموا في آي مــــنزلةٌ
لا يرتقي شأوها سبعٌ من الشهـبِ
ويلٌ إذا نطقتْ عنهم صحــائفهم
تباً فماذا سوى الخسرانِ والنكـبِ
الصبحُ أقبلَ والأيامُ حــــــافلةٌ
فليشهد الدهـرُ انْ كادوه ينقلـبْ
قالوا وقلنا وكنا شوكةً غُرســــتْ
في أعينِ الكفر بل ناراً على الخُطُبِ
تاللهِ لم تفتترْ يوماً عزائمُنـــــا
وان طوانا النوى وطراً من الحقبِ
هذي الرماحُ التي من عزمنا صُنعتْ
قد سجروها بقلبٍ حاقدٍ غـَـضبِ
أدرى هو الدهر ما صغنا به ســلفا
وما نثرنا به من شهدنا العــذب
هذي السماء العلى سبع علــى طبق
والنجم يعلو بها تترى ذوي الذنـب
والليلُ أشطاره شُقتْ علـــى شططٍ
لما تٌقشع أسرابٌ من الســُـحبِ
حتى تفجـرَ ذاتُ الفجــرِ واقتحمتْ
للنصرِ شمسٌ على الآفاقِ لم تـغبْ
عصاةُ موسى بَدتْ تقتات مــا أُفكو
وخابَ فرعون ما أبداهُ من شـجبِ
أمَـــا علمتمْ بانا صيدُ قاحلـــةٍ
أنَّى ومهما فلمْ نعبأْ بمنكـتبِ
الشاعر مسلم نعمة سعد الغرابي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat