صفحة الكاتب : السيد حيدر العذاري

انجازات ثورة المختار الثقفي في الكوفة ..قراءة تحليلية
السيد حيدر العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يمكن أن نلخص انجازات الثورة الشيعية في الكوفة رغم عمرها القصير بقيادة المختار الثقفي بنقاط عدة منها:
أولا: إرجاع الثقة للعقل الجمعي الشيعي المذهول من عظم فاجعة سيدهم وإمامهم الحسين وما جرى عليه وعلى الثلة الطيبة معه,وغرس فكرة أنهم قوة لها وجودها الفاعل في الساحة الميدانية والسياسية,وان سياسية بني أمية تجاههم لا يمكن لها محوهم مهما قست في اجتثاثهم واستئصالهم وتذويبهم,فهم وان كانوا قلة ولكن لها تأثيرها الفاعل..
ثانيا: تأسيس حكومة شيعية تستمد مبادئ دستورها من تجربة علي في الإدارة والقيادة , وتعتمد على منهجه في حكم البلاد ورعاية العباد,وتعتمد على مبدأ المودة والطاعة لآل النبي والبغض والرفض لأعدائهم..
ثالثا: رفع شعار يا لثارات الحسين..في زمن كل ما فيه يتجه نحو نسيان الحسين وطمس ذكره,واستطاع المختار أن يحقق تحت هذا الشعار القصاص العادل على قتلة سيد الشهداء وتطبيق هذا المبدأ القرآني ليشهد من عاصره ومن يسمع به عظيم صنع الله بالحسين ومكره بأعدائه..
رابعا: محاربة الشجرة الملعونة وأغصانها (بني أمية وعبيد الله بن زياد وجيش اهل الشام) وكسر شوكتهم وطمس طغيانهم وقتل عبيد الله بن زياد..
خامسا: تقديم الدعم للشخصيات المهمة كمحمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس...
    قال الطبري: وفي هذه السنة قدمت الخشبية مكة ووافوا الحج وأميرهم أبو عبدالله الجدلي ذكر الخبر عن سبب قدومهم مكة وكان السبب في ذلك فيما ذكر هشام عن أبي مخنف وعلي بن محمد عن مسلمة بن محارب أن عبدالله بن الزبير حبس محمد بن الحنفية ومن معه من اهل بيته وسبعة عشر رجلا من وجوه أهل الكوفة بزمزم ... وهربوا إلى الحرم وتوعدهم بالقتل والإحراق وأعطى الله عهدا إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به وضرب لهم في ذلك أجلا فأشار بعض من كان مع ابن الحنفية عليه أن يبعث إلى المختار وإلى من بالكوفة رسولا يعلمهم حالهم وحال من معهم وما توعدهم به ابن الزبير فوجه ثلاثة نفر من أهل الكوفة حين نام الحرس على باب زمزم وكتب معهم إلى المختار وأهل الكوفة يعلمهم حاله وحال من معه وما توعدهم به ابن الزبير من القتل والتحريق بالنار...
     فقدموا على المختار فدفعوا إليه الكتاب فنادى في الناس وقرأ عليهم الكتاب..
   وقال : قد تركوا محظورا عليهم كما يحظر على الغنم ينتظرون القتل والتحريق بالنار في آناء الليل وتارات النهار ولست أبا إسحاق إن لم أنصرهم نصرا مؤزرا وإن لم أسرب إليهم الخيل في أثر الخيل كالسيل يتلوه السيل حتى يحل بابن الكاهلية الويل ووجه أبا عبد الله الجدلي في سبعين راكبا من اهل القوة ووجه ظبيان بن عمارة أخا بني تميم ومعه أربعمائة وأبا المعتمر في مائة وهانىء بن قيس في مائة وعمير بن طارق في أربعين ويونس بن عمران في أربعين وكتب إلى محمد بن علي مع الطفيل بن عامر ومحمد بن قيس بتوجيه الجنود إليه فخرج الناس بعضهم في أثر بعض وجاء أبو عبدالله حتى نزل ذات عرق في سبعين راكبا ثم لحقه عمير بن طارق في أربعين راكبا ويونس بن عمران في أربعين راكبا فتموا خمسين ومائة فسار بهم حتى دخلوا المسجد الحرام ...
     وهم ينادون: يا لثارات الحسين حتى انتهوا إلى زمزم وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم وكان قد بقي من الأجل يومان فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم ودخلوا على ابن الحنفية فقالوا له خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير فقال لهم إني لا أستحل القتال في حرم الله فقال ابن الزبير أتحسبون أني مخل سبيلهم دون أن يبايع ويبايعوا فقال أبو عبدالله الجدلي أي ورب الركن والمقام ورب الحل والحرام لتخلين سبيله أو لنجالدنك بأسيافنا جلادا يرتاب منه المبطلون فقال ابن الزبير والله ما هؤلاء إلا أكلة رأس والله لو أذنت لأصحابي ما مضت ساعة حتى تقطف رؤوسهم فقال له قيس بن مالك أما والله إني لأرجو إن رمت ذلك أن يوصل إليك قبل أن ترى فينا ما تحب فكف ابن الحنفية أصحابه وحذرهم الفتنة ثم قدم أبو المعتمر في مائة وهانىء بن قيس في مائة وظبيان بن عمارة في مائتين ومعه المال حتى دخلوا المسجد فكبروا يا لثارات الحسين فلما رآهم ابن الزبير خافهم فخرج محمد بن الحنفية ومن معه إلى شعب علي ...
    ويستأذنون ابن الحنفية فيه فيأبى عليهم فاجتمع مع محمد بن علي في الشعب أربعة آلاف رجل فقسم بينهم ذلك المال .
سادسا: تشييد قبر الحسين في كربلاء .. يقول السيد حسن الأمين : إن المختار لما استتب له الأمر أرسل محمد بن إبراهيم الاشتر إلى كربلاء ليشرف على إشادة البناء الذي أمر ببنائه على قبر الحسين ويتخذ حوله مسجداً لإيواء الوافدين للزيارة ، وان ذلك البناء قد تم أواخر عام 65 هـ. 
  أقول: ثار المختار في 14 ربيع الأول سنة 66هـ,وقتل في 14رمضان سنة 67هـ,وقيل سنة68هـ ,وعليه إن إرسال محمد بن إبراهيم إلى كربلاء يكون بعد الثورة واستتباب الأمور,فالأرجح انه أتم ذلك أواخر سنة 66هـ,أما ما ذهب اله السيد الأمين وغيره فهو محض اشتباه.
سابعا: إرساء دعائم البيعة(الانتخاب) للحاكم الأعلى على أساس :
أ‌-    العمل بكتاب الله (القران).
ب‌-    العمل بسنة النبي,لا بسنة الشيخين واجتهاداتهم,ولا بسنة بني أمية وتحريفاتهم.
ت‌-    إنصاف اهل البيت وطلب حقهم .
ث‌-    جهاد المحلين ومحاربتهم.
ج‌-    الدفاع عن الضعفاء,واخذ الحق لهم.
ح‌-    إشاعة السلم الأهلي والاجتماعي ,وبسط الأمن والاستقرار في ربوع الدولة.
يظهر ذلك من خطابه الأول الذي ألقاه في جماهير المحتشدين حول المسجد والقصر في الكوفة بعد نجاح الثورة..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد حيدر العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/05



كتابة تعليق لموضوع : انجازات ثورة المختار الثقفي في الكوفة ..قراءة تحليلية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : الدكتور امين الامين - لندن ، في 2014/01/07 .

رؤية ثاقبة وتحليل موضوعي وقراءة صائبة قدمها الكاتب السيد حيدر العذاري في هذا المقال .. اوافقه على ما جاء فيه واقدم اعتزازي لسماحة العلامة العذاري على هذه الرؤى. الدكتور امين الامين عراقي مقيم في لندن.

• (2) - كتب : اسامة تاج الدين - لبنان ، في 2014/01/06 .

كم كنت اتمنى ان اتعرف على ثورة المختار بن ابي عبيدة الثقفي رحمه الله تعالى وما قام به من انجاز في الكوفة وقد رسم لنا الكاتب السيد حيدر العذاري لوحة علمية تحليلية رائعة جدا في مقاله المميز هذا .. شكرا له وشكرا لموقع ( كتابات في الميزان ) الذي ينشر هكذا مقالات نافعة لمفكرين وكتاب نحن بحاجة لما تجود به يراعهم ... اسامة تاج الدين من لبنان ..

• (3) - كتب : الدكتور سليم بشير ، في 2014/01/05 .

اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لسماحة العلامة السيد حيدر العذاري على هذه الرؤية التحليلة النافعة ... والشكر الجزيل لموقع : ( كتابات في الميزان ) على نشر هذا الموضوع النافع والجديد ......





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net