صفحة الكاتب : السيد حيدر العذاري

نبينا محمد(ص)....... ومقاماته قبل عالم الدنيا
السيد حيدر العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يوجد تصور خاطئ عند عامة المسلمين , اذ يتصورون أن النبي محمد (صلى الله عليه واله) بدأ بزمن معين وانتهى بزمن معين كذلك أو ما نسميه بفترة: (الحياة الدنيا) من الولادة حتى الوفاة , وانه (صلى الله عليه واله ) أثر في هذه المرحلة على المستوى : العقائدي والفكري والاجتماعي والسياسي..

وأحدث معادلة تغييرية شملت جميع مفاصل الحياة,كما شهد بذلك الموافق المخالف..

وبعبارة اخرى: ان هذا التصور يحسب أن الرسول(ص) له بُعد مربوط بالمكان والزمان المحدد..

والحقيقة التي يجب أن ندركها: أن القضية ليست كما نتصور بل ان لنبينا محمد (ص) محطة مهمة ومرحلة متقدمة اخرى غير محطة الدنيا ومرحلتها ..

وهذه المرحلة هي مرحلة ( ما قبل عالم الدنيا ) وهذا ما يبينه باب مدينة علم رسول الله(ص) وحامل اسراره الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) اذ يقول: ( ..الى أن بعث الله سبحانه محمدا رسول الله (ص) لانجاز عدته واتمام نبوته ...).

نفهم منها أن للرسول(ص) انجازات الهية قبل هذه الحياة -لانجاز عدته-.
واتمام مهمته _ اي انه كان بمهمة قبل هذه الحياة_ وهذا ما سنبينه في الحلقة القادمة..
اذن هناك صورة لنبينا(ص) في ذلك العالم لابد ان نتعرف عليها ونزداد معرفة به (صلى الله عليه واله)..

جاء في احدى الروايات : (( أن بعض قريش قال للنبي (صلى الله عليه واله) : بأي شيء سبقت الانبياء , وتفضلت عليهم ؟

وهذا السؤال يؤكده القرآن الكريم اذ يقول: (وفضلنا بعضهم على بعض).
وفي آية اخرى: ( ولا تكن كصاحب الحوت ) مع ان صاحب الحوت (النبي يونس) نبي رسول له مقامه وعظمته ...

فماذا كان جواب الرسول الاعظم (ص) لقريش؟؟؟

قال (ص) : إنّي كنتُ أول من أقر لربّي , وأوّل من أجاب حيث أخذ الميثاق من النبيين )) البحار:ج15/ص229.

والملفت للنظر هنا هو قوله (ص) : ( إنّي أول من اقر لربي , واول من اجاب ) مع العلم انه اخر الانبياء من حيث الوجود الزمني المرتبط في هذه الدنيا !!!

لكن قبل هذه الدنيا هو أول من أقر وأول المبادرين بالاجابة وبذلك يكون قد تقدم على كل الانبياء بل البشر ...

اما مقطع : ( حيث أخذ الميثاق من النبيين ) فهو اشارة لقوله تعالى : ( منك ومن اولي العزم ) .
وفي آية اخرى: ( واشهتهم على انفسهم ألست بربكم ؟ قالوا: بلى.....).

ونفهم من ذلك : أن قبل هذا العالم يوجد عالم وللنبي محمد (ص) مقامات فيه وادوار فاقت وسمت وعلت مقامات جميع الانبياء بلا استثناء ..

فهو (ص) أول من أقر بالربوبية والعبودية والطاعة وأول من أجاب حين دعا سبحانه مع وجود جميع الانبياء في ذلك العالم !

وبعبارة أدق:

حين دعا الله سبحانه للاقرار بربوبيته كانت هناك ثلاث فئاة أو طبقات هي :

1- عامة الناس.
2- انبياء اولي العزم.
3- الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله ).

وأول من أقر لربه من هؤلاء هو الرسول محمد (ص) .

وهكذا تكمل الصورة عندما نطالع هذه الرواية التي يرويها المفضل بن عمرو عن الامام الصادق عليه السلام ..

يقول الامام (ع) للمفضل: ( الله بعث الرسول (ص) وهو روح لأرواح الأنبياء قبل ( مئتي أو الفي عام) - الترديد من الناقل- دعاهم لتوحيد الله وطاعته والتزام أمره ) ..

عجيبة هذه الرواية ومع وضوحها فإنها تحتاج إلى وقفة تأمل وتمعن وتدبر..

وهنا سؤال يفرض نفسه وهو : هل يعقل أن وجود الرسول (ص) متأخر ثم بعث اليهم؟؟؟

بالتأكيد أن وجوده المقدس متقدم على وجود كافة الأنبياء ومرتبته أعلى وأرقى وأسمى وأرفع من جميع الأنبياء لذلك اختاره الله وبعثه لدعوة الأنبياء لتوحيده وطاعته والتزام أمره..

وعلى هذا فهو صلى الله عليه واله وسلم : (( نبي الانبياء )).

ومن هنا نفهم كلام مولانا امير المؤمنين عليه السلام حينما يصفه صلى الله عليه واله وسلم : ( بأن بعثه اتمام لنبوته ) التي سبقت وجوده الدنيوي المادي المحدود والمقيد بالزمان والمكان .. فهو (ص) نبي قبل الدنيا دعا الله تعالى لتوحيده ومعرفته وطاعته والتزام امره في بيان ولاية محمد وال محمد ..

فهو (ص) نبي قبل عالم الدنيا وفي عالم الدنيا كذلك..

ورب سائل يسأل ويقول : أين امير المؤمنين (ع) من هذا كله ؟ وهل له وجود معه (ص) في ذلك العالم ام لا ؟ الاجابة في الحلقة القادمة بعونه تعالى ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد حيدر العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/31



كتابة تعليق لموضوع : نبينا محمد(ص)....... ومقاماته قبل عالم الدنيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : الدكتور صالح الحلي ، في 2014/01/05 .

السلام عليكم ... نبهنا الكاتب السيد حيدر العذاري ولفت نظرنا الى رؤية جديدة مهمة زاد الله من توفيقاته ونرجوا طرح هكذا مواضيع هامة ... شكرا للكاتب وللموقع .. شكرا

• (2) - كتب : محمد الجبوري ، في 2014/01/05 .

السلام عليكم ... شكرا لموقع ( كتابات في الميزان ) على نشر هذا المقال القيم لسماحة العلامة الباحث السيد حيدر العذاري الذي نتابع مؤلفاته القيمة عن اهل البيت عليهم السلام ... شكرا لكم جميعا




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net