الشعائر الحسينية (الحلقة الأولى )
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إحياء الشعائر الحسينية
إنَّ إحياء الشعائر الحسينية التي هي من الشعائر الدينية التي ورد الحث عليها متواتراً من طرق الفريقين أمر لاشك في مشروعيته، قال تعالى: )ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ(([1]).
والآية الكريمة لا تختص بالشعائر التي قد تعبَّدنا الله تعالى بها لكونها شعيرة؛ وذلك لأن كل عمل ورد في الشريعة، إذا لم يكن موضوعه قد عُين وحُدِّدَ من قبل الشرع فإن المتعارف لدى علماء الفقه والأصول – كمنشأ قانوني شرعي – أن يحمل على معناه اللغوي.
الشعائر الدينية لا تقتصر على شعائر الحج
وهنا في الآية الكريمة قد أضيفت كلمة شعيرة وجمعها (شعائر) أضيفت إلى الله تعالى، حيث أن معنى الشعيرة العلامة والدلاله، فهذا العنوان الذي أخذ من الآية أضيف إلى الله تعالى فكل ما يكون معلماً دينيا يؤهله ذلك لأن يكون شعيرة دينية، وإلا فالآية ليست مختصة بشعائر الحج مع أنها واردة في سورة الحج وتتكلم عن موضوع يتعلق بالحج.
مصاديق الشعيرة الدينية
الدعوى في الشعيرة أنها حقيقة شرعية، ولا بد فيها من التعبد, هو خلاف ما يذهب إليه فقهاء كل الفرق الإسلامية وعلماء الأصول، فإن هناك ما يسمى الحقيقة اللغوية للحقيقة الشرعية، ومقصودهم من الحقيقة الشرعية ذلك المعنى الذي أنشأه الشارع بتحديد وترتيب أجزاء معينة في أمرٍ معين كما في الصلاة التي لها معنى خاص بها، حدده الشارع وتعبد المكلفين به, وإذا لم يرد التعبد في أمرٍ معين ولم يرتب حكماً من الأحكام عليها، فحينئذ يبقى المعنى على حاله، فإذا كان الحال كذلك فأي مصداق يكون مؤهلاً لأن يكون من شعائر الله إضافة لتلك المصاديق التي جعلها الله كشعائر، ومن الطبيعي أنه يجب أن تكون هذه الشعيرة مباحة أو راجحة شرعاً، وليس من المعقول أن يكون هذا العمل المراد اعتباره شعيرة عملاً محرماً شرعاً؛ لأنَّ العمل المحرم يرفضه الشرع، ولا يصلح أن يكون علامة للدين باعتبار أن الشعيرة علامه.
تطبيق على المولد النبوي
إذن التحديد الموضوعي والقانوني لأي مصداق من مصاديق الشعائر أن يكون موضوعاً مباحاً في نفسه، ولذلك لم يتحرج أحدٌ من فقهاء المذاهب الإسلامية ــ عدا الشاذ النادر منهم ــ من اعتبار إحياء المولد النبوي المبارك أمراً حسناً وإيجابياً رغم أنه لم يرد على إحيائه بصورة خاصة دليل من الشرع، إلا أن المذاهب الأربعة فضلاً عن مذهب الإمامية لم تتحرج من الإحتفال بهذه المناسبة الكريمة؛ لأن الإحتفال بمولد النبي7 يحمل في طياته التكريم والتبجيل والتعظيم للنبي محمد7، وهذا الاحتفال يعتبر تعظيماً للدين ويكون مولده شعيرة من الشعائر الدينية.
تجديد الأساليب في إحياء الشعائر
إذن في الشعائر الدينية لا يرد الإعتراض على استحداث أساليب جديدة لإحياء الدين باعتبارها بدعة، وكل بدعة ضلالة، البدعة إنما تكون في ما لم يرخص به الشارع المقدس، وذلك لأن الشعائر الدينية لم تكن محددة بمصداق معين بحيث لا تنطبق على غيره، نعم هناك بعض العبادات محددة كالصلاة حيث حدد الشارع بدايتها بالتكبير، ونهايتها بالتسليم، وثلثها الركوع، وثلثها السجود، ولها كيفية معينة، أما إذا لم يحدد الشارع كيفية معينة فيستساغ إحياء الشعيرة بشرط كونها مباحة أو راجحة.
[1]) الحج: 32.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

إحياء الشعائر الحسينية
إنَّ إحياء الشعائر الحسينية التي هي من الشعائر الدينية التي ورد الحث عليها متواتراً من طرق الفريقين أمر لاشك في مشروعيته، قال تعالى: )ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ(([1]).
والآية الكريمة لا تختص بالشعائر التي قد تعبَّدنا الله تعالى بها لكونها شعيرة؛ وذلك لأن كل عمل ورد في الشريعة، إذا لم يكن موضوعه قد عُين وحُدِّدَ من قبل الشرع فإن المتعارف لدى علماء الفقه والأصول – كمنشأ قانوني شرعي – أن يحمل على معناه اللغوي.
الشعائر الدينية لا تقتصر على شعائر الحج
وهنا في الآية الكريمة قد أضيفت كلمة شعيرة وجمعها (شعائر) أضيفت إلى الله تعالى، حيث أن معنى الشعيرة العلامة والدلاله، فهذا العنوان الذي أخذ من الآية أضيف إلى الله تعالى فكل ما يكون معلماً دينيا يؤهله ذلك لأن يكون شعيرة دينية، وإلا فالآية ليست مختصة بشعائر الحج مع أنها واردة في سورة الحج وتتكلم عن موضوع يتعلق بالحج.
مصاديق الشعيرة الدينية
الدعوى في الشعيرة أنها حقيقة شرعية، ولا بد فيها من التعبد, هو خلاف ما يذهب إليه فقهاء كل الفرق الإسلامية وعلماء الأصول، فإن هناك ما يسمى الحقيقة اللغوية للحقيقة الشرعية، ومقصودهم من الحقيقة الشرعية ذلك المعنى الذي أنشأه الشارع بتحديد وترتيب أجزاء معينة في أمرٍ معين كما في الصلاة التي لها معنى خاص بها، حدده الشارع وتعبد المكلفين به, وإذا لم يرد التعبد في أمرٍ معين ولم يرتب حكماً من الأحكام عليها، فحينئذ يبقى المعنى على حاله، فإذا كان الحال كذلك فأي مصداق يكون مؤهلاً لأن يكون من شعائر الله إضافة لتلك المصاديق التي جعلها الله كشعائر، ومن الطبيعي أنه يجب أن تكون هذه الشعيرة مباحة أو راجحة شرعاً، وليس من المعقول أن يكون هذا العمل المراد اعتباره شعيرة عملاً محرماً شرعاً؛ لأنَّ العمل المحرم يرفضه الشرع، ولا يصلح أن يكون علامة للدين باعتبار أن الشعيرة علامه.
تطبيق على المولد النبوي
إذن التحديد الموضوعي والقانوني لأي مصداق من مصاديق الشعائر أن يكون موضوعاً مباحاً في نفسه، ولذلك لم يتحرج أحدٌ من فقهاء المذاهب الإسلامية ــ عدا الشاذ النادر منهم ــ من اعتبار إحياء المولد النبوي المبارك أمراً حسناً وإيجابياً رغم أنه لم يرد على إحيائه بصورة خاصة دليل من الشرع، إلا أن المذاهب الأربعة فضلاً عن مذهب الإمامية لم تتحرج من الإحتفال بهذه المناسبة الكريمة؛ لأن الإحتفال بمولد النبي7 يحمل في طياته التكريم والتبجيل والتعظيم للنبي محمد7، وهذا الاحتفال يعتبر تعظيماً للدين ويكون مولده شعيرة من الشعائر الدينية.
تجديد الأساليب في إحياء الشعائر
إذن في الشعائر الدينية لا يرد الإعتراض على استحداث أساليب جديدة لإحياء الدين باعتبارها بدعة، وكل بدعة ضلالة، البدعة إنما تكون في ما لم يرخص به الشارع المقدس، وذلك لأن الشعائر الدينية لم تكن محددة بمصداق معين بحيث لا تنطبق على غيره، نعم هناك بعض العبادات محددة كالصلاة حيث حدد الشارع بدايتها بالتكبير، ونهايتها بالتسليم، وثلثها الركوع، وثلثها السجود، ولها كيفية معينة، أما إذا لم يحدد الشارع كيفية معينة فيستساغ إحياء الشعيرة بشرط كونها مباحة أو راجحة.
[1]) الحج: 32.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat