رحلة البحث عن السراب
عباس ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رحلة الإلف ميل تبدأ بخطوة واحدة ومع الأمل تكون العزيمة والإصرار في المتابعة وحين ينطفئ بصيص النور في أخر النفق تموت كل تلك الخطوات ويبقى الإنسان واقف في مكانه مذهول لا يستطيع الحراك .
السيد وزير البلديات حول رحلة البحث عن وطن إلى رحلة البحث عن السراب بعد تصريحاته الأخيرة في جلسة مجلس النواب العراقي حين أعلن إن لا فائدة من تخصيص وتوزيع قطع أراضي على المواطنين المستحقين مبررا ذلك بأنه تم توزيع (27000) إلف قطعة ارض سكنية ولم يستفد منها سوى 2- 4% من إجمالي المواطنين بسبب عدم قدرة الدولة على توفير الخدمات في المناطق المأهولة أصلا فكيف بالمناطق الجديدة التخصيص حسب قوله ..
وسرعان ما سرى مفعول كلمته بعد يوم لتفعل في دوائر البلدية ولتتوقف عملية الفرز للمعاملات المستوفية لشروط التخصيص و العجيب انه بمجرد كلمة تم التنفيذ ولو كانت بصالح المواطن وراجع بعد أسبوع أو شهر لقيل له أن ما سمعه مجرد كلام ولم يصل إي كتاب رسمي وقد يستغرق الأمر شهور وسنوات كما حصل لمكرمة السيد معالي رئيس الوزراء بتخصيص قطع ألأراضي لموظفي الدولة ممن تنطبق عليه شروط المكرمة ..
المكرمة أعلنت سنة 2006 ولحد ألان يا سيادة رئيس الوزراء لم يحصل اغلب من شملتهم المكرمة على شبر واحد رغم مناداتهم وشكواهم المستمرة ..
يا سيادة الوزير أنا على يقين أن النسبة القليلة المستفيدة من مجموع التوزيع الذي حصل هم المستحقين والنسبة حقيقية أما الباقين فهم ليس بحاجة والدليل أنها معروضة في مكاتب العقار للبيع والتداول والفقير يبحث عن مكان في مزبلة ليسكن فيها بصفة حواسم .
أنت أوقفت التوزيع و لك حجتك وأنا لي حجة اطرحها أمام حجتك هل يعقل أن يعيش تسعة أفراد من أسرة واحدة في ما يسمى وطن مساحته 45 م2 لن أقول تفاصيله أنت مهندس ورسم خارطة للمكان بهذه المساحة ، أتعلم يا سيادة الوزير أن أفراد العائلة وحين عودتهم من الدوام وخصوصا البنات يبدلن ملابسهن في الحمام لعدم وجود مكان لتبديل الملابس ، أما النوم جماعي تراهم كعلب السالمون التي يتناولها المترفين ..
هكذا يعيش المواطن العراقي المفارقات والعقبات في رحلته التي قد لا تنتهي حتى ينتهي ما تبقى من عمره الذي أفناه في البحث عن وطن وقد يستنشق عبير الحرية في أخرته ..