رجل الدين والدين في خدمة الانسان
مهدي المولى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهدي المولى

نعم الدين ورجل الدين في خدمة الانسان ومن اجل الانسان اما اذا اصبح الانسان في خدمة الدين ورجل الدين فيتحول الدين الى طغيان ورجل الدين الى طاغية او في خدمة الطغيان والطغاة واذا كان هذا الوضع المؤلم له بعض السيادة والنفوذ لا شك ان استمرار هذا الوضع بهذا الشكل اي ان الانسان في خدمة الدين ورجل الدين فعلى رجل الدين والدين الفاتحة يعني بداية النهاية للدين ولرجل الدين فالانسان الان يريد من يزيل الامه ومعاناته وفقره وجهله يريد ان يعيش بدون خوف بدون ذل بدون اهانة بدون جوع بدون الم بدون ظلم يريد علم وعمل وعلى الدين ورجل الدين ان يحقق ذلك والا لا مكان لا للدين ولا لرجال الدين
هذا ما اكده ودعا اليه بابا الفاتيكان فرنسيس الاول المعروف عنه بدفاعه عن العدالة الاجتماعية عن الدفاع عن الفقراء والمظلومين عن حبه للسلام والمحبة
فكان ينتقد الرأسمالية انتقادا شديد ويطلق عليها الرأسمالية المتوحشة الجامحة كان يسخر من النظام الرأسمالي ويؤكد بأن النظام الرأسمالي لا يحقق العدالة الاجتماعية
قال كنا نعتقد عندما يملأ الكوب بالكامل سيفيض ومن ثم يفيد الفقراء لكنه ما حدث هو خلاف ما كنا نعتقد فعندما
يملأ الكوب بالكامل يكبر بشكل سحري لا يفيض منه اي شي انه يدعوا الى القضاء على الفقر على العوز الى توزيع الثروة على الناس جميعا
انه يسعى بكل جهده وقدرته من اجل جعل الكنيسة الكاثوليكية كمؤسسة لنشر الرحمة والحب والتسامح
وكان يقول اشعر بالخوف عندما يفقد المسيحيون الامل والقدرة على الحب والتعانق والتسامح
فكان يلتقي بالفقراء بالمرضى بالمهمشين بالحفاة من مختلف الطوائف والاديان ويتناول الطعام معهم ويغسل اقدامهم بيده وكان من ضمن الذين غسل اقدامهم طفلة مسلمة
كما انه رفض الاحتفال بعيد ميلاده ال 77 باحتفال خاص باقامة قداس بل انه دعا في هذااليوم 4 من المشردين الذي لا ماوى لهم وتناول الفطور معهم
فالدين جاء لسعادة الانسان في الحياة اولا واخيرا فالذي يريد التقرب الى الله من خلال تقربه الى الناس فالذي يريد محبة الله عليه ان يحب الناس ويضحي للناس كل الناس بمختلف الوانهم واطيافهم ومعتقداتهم فكل الناس ابناء الله احباب الله خلقهم الله من روحه وجعلنا فيه من روحنا
فهذا الاسلام يؤكد انه رحمة للعالمين اي للناس جميعا بمختلف معتقداتهم وفي كل مكان ليس هدفه نشر الاسلام ولا الايمان بالله او عدم الايمان بالله بل ان هدفه ان يسعد الانسان ويحترمه ويدافع عنه فالفقر كفر والجهل كفر واهانة الانسان كفر ومنع الانسان من طرح رأيه كفر وفرض دين رأي على الانسان كفر وظلم الانسان كفر
هل تصدقون ان مقولة الامام علي معلقة على عمارات وفي ساحات الصين وهي لو كان الفقر رجلا لقتلته وكانت الحكومة الصينية قد اتخذت من هذه العبارة شعارا لها ونهجا تسير بموجبه
كما ان الامم المتحدة اعلنت وبكل فخر واعتزاز بعدالة الامام علي حيث اصدرت لجنة حقوق الانسان قرارها قبل عشرة اعوام الذي يقول
يعتبر خليفة المسلمين علي ابن ابي طالب اعدل حاكم ظهر في تاريخ البشر
ثم قامت اللجنة القانونية في الامم المتحدة وبطرح قول الامام علي ابن ابي طالب يا مالك ان الناس صنفان اما ا خاك في الدين او نظير لك في الخلق
وعرضت هذه الوصية على الدول في المنظمة الدولية وصوت لصالح الوصية واعتبرت بانها احد مصادر التشريع
من هذا يمكننا ان نقول ان الدين واحد لا اختلاف في النهج وفي الهدف الجميع تدعوا الى خدمة الانسان الى ىنشر الحب والتسامح الى نبذ العنف والحروب في كل مكان من الارض والدين الاسمى هو الذي يخدم الانسان اكثر هو الذي ينشر الحب والسلام بين اكبر عدد من الناس هو الذي يدعم الاخوة الانسانية اكثر
فالعدل والصدق ونكران الذات هي عمود واساس الدين ومن لا يكون عادلا ولا صادقا ولا ناكرا لذاته لا يمت للدين باي صلة بل انه عدو للدين ولاهل الدين
للأسف الشديد ان الدين اختطف من قبل اعدائه وجعلوا منه وسيلة لتحقيق اهدافهم وغاياتهم المعادية للدين وهكذا جعلوا من الدين مصدر للعنف والجهل والحروب والحقد والعدوان والفساد والقتل والسلب وكل الموبقات وقوة للطغاة ضد الابرياء المؤمنين المظلومين
لهذا على اهل الدين والمتمسكين بقيمه ان يوحدوا جهودهم لمواجهة اعداء الدين الذين اختطفوه وجعلوا من انفسهم صوته وصورته وكشف حقيقتهم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat