صفحة الكاتب : السيد ابوذر الأمين

الاداب المعنوية لزيارة الاربعين
السيد ابوذر الأمين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
  بسم الله الرحمن الرحيم
ان علماء العرفان اشاروا ان لكل فعل عبادي ادبا وحكمة وسر وزيارة الاربعين من الامور العبادية والتي يجب ان نصل الى سرها تخلقاً و تحققاً لا تفلسفاً نظرياً . لذا وجب مراعات آدابها ومعرفة أسبابها لتفتح ابوابها .

وان من اهم اداب الزيارة هو:
مراعاة ظاهر الشريعة بالالتزام الفقهي المذكور في موارد الاختلاط ، من الالتزام بالحجاب بالنسبة للنساء والابتعاد عن الضحك لانه قد يجر الى المحرم من الغنج او الريبة ، كما ان الضحك بين الرجال والنساء ينافي الحياء .
 والالتزام الفقهي يُعد من الأمور التي يجب مراعاتها بصورة دقيقة ، لاسيما الاحتياط في موارد الشبهات لانه يحجم الانسان عن الوقوع بالمحرمات كما روي عن الامام الصادق عليه السلام ( اخوك دينك فإحتط لدينك ) . وهذا الكلام من معدن الطهارة والعصمة لعمر الله ينجي الانسان من المهالك و يورده طيب المسالك . كما يجدر الانتباه ان الوصول الى التحقق بالأنوار ومعرفة الأسرار لا طريق له الا اذا حصل الالتزام بظاهر الشريعة فانتبهوا لذلك وتفكروا حتى تفلحوا .
ومن الأمور المهمة  الحجاب بين الرجل والمرأة :
الحجاب هو ان تستر المرأة جسدها عن الناظر من الرجال ، وليس فقط ستر شعرها كما هو منتشر بين صفوف المجتمع ، فالمرأة تضع القماش على شعرها و تلبس الملابس الضيقة وتقول انا محجبة ! ، وهذا امر غير صحيح قطعا ، الحجاب كما عرفناه هو ستر المرأة جسدها عن الناظر من الرجال سواء أكان صبي مميِّز او شاب او رجل او عجوز ، فكلهم يعتبر الحجاب عند لقائهم ..
 و كما هو معروف ان الحجاب يخص المرأة ، لكن في الحقيقة ان هذا الامر غير صحيح بالدقة !! . وذلك لان الرجل أيضاً عليه حجب عورته عن غيره وعليه ان لا يظهر اجزاء جسمه التي ليس من المعتاد إظهارها كلصدر والبطن وما فوق الركبة ، فهذا الامر غير صحيح والمرأة الناظرة محرم عليها ذلك النظر حسب آراء الفقهاء . كما على الرجل أرتداء الملابس الوقورة التي تبرز سمو شخصيته ، لا ان يرتدي ما يضيق على عورته كما هو منتشر هذه الأيام حيث ان ملابسهم تبرز العورة وتجسمها وهذا امر محرم شرعاً ، كما عليه الابتعاد عن الملابس التي تظهر الثقافة الفاسدة للغرب او لغيره من الدول التي تسعى لنشر ثقافة الانحلال بين أبناء المجتمع الاسلامي .
 اخوتي أخواتي الأعزاء هذه زيارة الأربعين قد قربت فعلينا ان نجعلها مرحلة في الحياة تغير مجراها بالكامل ، وما مر هو من آداب الحياة الاسلامية التي يجب على المسلم التحلي بها فضلا عن زيارة ابي الأحرار الحسين الذي بذل الغالي والنفيس للصلاح في هذه الأمة ، فعلينا أعزائي ان نكون عند حسن ظن الامام عليه السلام .
 ثم اعلموا نوركم الحق بنوره ان الانسان عندما تفارق نفسه البدن تكون اكثر إحاطة بالعالم الذي فارقته ، وخصوصا النفوس القدسية كنفوس الأنبياء والأولياء فلهم هيمنة على عالم الناسوت والدنيا ، وهذا ما ثبت بالأدلة النقلية الواردة عن النبي أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين  والعقلية التي شد وثاقها وحصن صروحها الحكماء قدس الله أسرارهم ، أذن فالأمر ثابت عقلا و نقلا .
 و ابو عبد الله الحسين عليه السلام لهو من اعظم الأولياء وهو التجلي التام للذات الإلهية كما يقول العرفاء ، يعلم من يسلم عليه ومن يأتي قبره ومن يهدي له ثواب وأي شيء يتعلق به عليه السلام ، وذلك بسبب تلك الهيمة على العوالم ، لأنهم اي المعصومين قطب عالم الإمكان فهم العالمون بما يجري فيه بإذن الله سبحانه ... فمن يحضر قبره الشريف عليه ان يعلم ان سلامه وكلامه مسموع و دعاءه ليس مقطوع بإذن الله تعالى ، وعليه يجب الانتباه للتصرفات والحركات والسكنات بل حتى الالتفات الى الخواطر الباطنة فإنها ظاهرة عندهم سلام الله عليهم ...
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابوذر الأمين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/19



كتابة تعليق لموضوع : الاداب المعنوية لزيارة الاربعين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net