الختان بين الأديان .
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  

زمرة من المنافقين دفعتني لكتابة هذا البحث ، مجموعة من أقباط مصر المسيحيين يرفعون لافتة تندد بالختان ويعتبروه جريمة أخلاقة تمس الانسانية دول مسيحية أوربية تصدر قانونا بتحريم الختان. إلى كل هؤلاء اضع بين يديهم الحقيقة التي طالما اخفوها ظنا منهم أن الناس لا يقرأون . 

موضوع آخر أكثر جدلا واتمنى أن لايتعجل اصدقائي بالردود قبل أن يتمعنوا بقراءة الموضوع فالرد هو انعكاس لما فهمته العقول وهو خلاصة تأمل فيما وراء الكلمات. 

أجمعت كل نصوص الكتب المقدسة وما تركه لنا الأولون على مسلاتهم وجدارياتهم بأن الختان هو عهد الرب للإنسان بغفران خطيئة واحدة كبيرة أرتكبها أبو البشر آدم فعلها عندما كان في الجنة قبل أن يهبط للأرض بينما بقى إبليس الذي خدعه غير مختون ، وأهبط بغرلته إلى الأرض فكل من لا يُختتن في لحم غرلته فهو من أتباع الشيطان ، ولا يدخل الفردوس . ومن هنا نرى اتجاه الامم الوثنية لعبادة الشيطان فتمتنع عن الختان . 

الكتاب المقدس في العهد القديم التوراة يقول : بأن كل نفس لا تُختتن تُقتل : (( وقال الله لإبراهيم هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم كل ذكر يختتن في غرلته، ابن ثمانية أيام يختتن واما الذي لايُختتن فتقطع تلك النفس من شعبها أنه نكث عهدي)) سفر التكوين 17 : 14

لقد افتخر كل من اختتن امتثالا لأمر الرب وصار الأغلف كلمة تعبر عن الازدراء والسخرية وحرمت الأديان زواج المرأة من رجل غير مختون كما في سفر التكوين : (( لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر أن نعطي اختنا لرجل أغلف لأنهُ عارٌ علينا )) ولا أدري لماذا يلومون المسلمة عندما ترفض ان تتزوج من كتابي اغلف . وهم يُحرمون ذلك على بناتهم. 

وكذلك فإن الأغلف الغير مختون لايجوز له الدخول إلى الاماكن المقدسة كما في إشعياء النبي الذي سمع امر الرب بمنع كل اغلف من دخول فلسطين المقدسة لأن الأغلف نجس فقال : (( قال اشعياء مخاطبا اورشليم : لا يدخلك فيما بعد أغلف ولا نجس )) وهنا أيضا أقول لماذا يُعيبون على المسلمين عندما يمنعون الكتابي الغير مختون من دخول الاماكن المقدسة لديهم .

أما عيسى فقد اختتن وهو في عمر ثمانية أيام كما في إنجيل متى : (( ولما تم للصبي ثمانية ايام دعوه يسوع وختنوه )) إنجيل لوقا 2 : 21 

ثم أنبأ يسوع بأن كل من لا يختتن لا يدخل الجنة فقال : (( دعوا الخوف للذي لم يقطع غرلته فإنه محروم من المفردوس )) . 

وصف عيسى كل غير مختون بأنه أنجس من الكلب حيث قال في : (( فسأل التلاميذ يسوع عن الختان فقال : الحق أقول لكم أن الكلب أفضل من رجل غير مختون )) 

ثم ذكر لنا الكتاب قصة الختان وكيف حدثت فقال : (( قال يسوع أنه لما أكل آدم الإنسان الأول الطعام الذي نهاه الله عنه في الفردوس مخدوعا من الشيطان عصى جسده الروح ، فأقسم آدم قائلا تالله لأقطعنك . وحاول قطع جسده فوبخه الملاك جبريل على ذلك ولكن آدم قال لقد اقسمت بالله أن اقطع جسدي فلا أكون حانثا . حينئذ أراه الملاك جبريل الغرلة الزائدة فقطعها ودفنها في ارض الجنة ثم قال يسوع فكما أن جسد كل إنسان من جسد آدم وجب عليه أن يراعي كل عهد اقسم آدم ليقومن به )) 

وقد أخبر الله إبراهيم بحقيقة الختان وقال له يا ابراهيم . النفس التي لا تختن جسدها إياها أبدد من بين شعبي إلى الأبد . لأن ذلك عهد بين الله والانسان حيث قال في سفر التكوين : فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم )) سف التكوين الاصحاح 17 : 11 

ثم جاء الإسلام وأكد على ذلك وحث عليه على لسان النبي المرسل عليه مكارم الرب وأعاد ما ابطلته المسيحية وقد قال القرآن المكرم في سورة الحج : (( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ليكون الرسول شهيدا عليكم )) فماذا قال الرسول المكرم ؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم احفاء الشارب وقص الاظافر والختان . وكذلك قال النبي عليه مكارم الرب : من سنتي وسنة الأنبياء من قبلي النكاح والعطر والختان والسواك . 

الخلاصة : 

من كل ما تقدم فقد اكدت كتب السماء على ان كل من لايختتن يُقتل . وهو أنجس من الكلب كما جاء على لسان عيسى ، وانه لا يدخل الفردوس ، وأنه نجس وعار لا يجوز الزواج منه فكل الأنبياء اختتنوا وكل أتباعهم اختتنوا لا بل أن الرب عيّن عيسى الطاهر ليكون خادما للختان فقال في رسالة بولص إلى اهل رومية الاصحاح 15 : الفقرة : 8 (( إن يسوع المسيح قد صار خادم الختان )) وأكد على أن الختان هو هو الختم الذي يحفظ بر الإيمان فقال في رومية 4 : 11 (( وأخذ الرب علامة الختان ختما لبرِ الإيمان ))

لقد خان الناس العهد وعبدوا الشيطان الذي ينهاهم عن الختان وهكذا أصبح الأغلف علامة كل تابع للشياطين ومن هنا ترى البوذية والسيكية والهندوسية وغيرها يعبدون الاشجار والاحجار والافاعي والقرود والبقر لأنهم رفضوا علامة ختم الإيمان .

هذا ما وجدته أثناء مروري في دراساتي لعلم اللاهوت وهناك مقارنات أخرى كثيرة سنأتي لها في حينها . 

إلى الحقيقة المطلقة المجردة أهدي بحثي من دون النظر إلى معتقد ما.

الموضوع السابق إشكالية دفن الإمام الحسن (ع) مع جده النبي (ص)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat