رحى الموت دارت لتتركنا--رميما نمازج أصل التراب
نمسّك أطرافها عنوة--وتأبى الرحيل بغير أغتراب
تقاذفنا أيّ صوب ونمضي--بأطراف ذيل رقيق الثياب
فكلّ تهاوى ألى وجهة---ووحشة درب مخيف يباب
فذاك الذي حاله منعم ---وهذا الشقيّ بمرّ وصاب
طحنا سقتنا وأقطابها---سراعا توالت للوي الرقاب
كأنّا رماد تذريه ريح--وبيداء اصخت نعيب الغراب
فلا سهل مرتعه مخضر--ولاسيل ماء بزبد حباب
ولا جمع شمل بقى قائما--ولا أهل بيت رفيع الجناب
فكانوا كليل وغشاه صبح--وفجر توالته شمس السراب
فكلّ سقته المنون بكأس--لترويه نهلا بعذب التراب
فلا صحبة قد تطول لقوم--وكل اجتماع شتات الأياب