صفحة الكاتب : زهير الفتلاوي

في صالون ، د امال كاشف الغطاء الثقافي... دراسه عن حياة العلامة محمد الحسين ال كاشف الغطاء...
زهير الفتلاوي
•       كان المصلح  يؤمن بان اهم وظائف الرجل الديني وواجباته الاولى هي معالجته الشؤون السياسية والتدخل فيها،
•       الامام الراحل  ثـروة وطنية نـادرة و تجربــةاجتماعية  رائـــدة
 
 
* يرى بان المعني بمفهوم السياسة هي الوعظ والارشاد والنهي عن الفساد للحاكمين بل لعامة البلاد والتحذير من الوقوع في حبائل الاستعمار والاستعباد.
*افتى العديد من رجال الدين في النجف بوجوب مقاتلة البريطانيين وكان العلامة الامام  في طليعة العلماء الذين افتوا بوجوب مقاتلة البريطانيين.
* شجع االطلبة  على الاعتماد على النفس في البحث والتعليم وان لا يجعلوا الهدف من التعليم هو الحصول على الوظيفة التي تؤدي الى قتل الطموح وتقييد الحماس  
 
 
زهير الفتلاوي ..
قدم الدكتور والباحث "عبد الامير العكام" دراسة موسعة   في صالون د امال كاشف الغطاء عن حياة العلامة  والشيخ"محمد الحسين ال كاشف الغطاء " بمناسبة الذكرى    "59"لرحيله و .الذي اغنى المكتبات العراقية بمؤلفات كبيرة وذات قيمة انسانية ودينية فضلا عن انه شخصية وطنية بارزة قاوم الاحتلال البريطاني وزار فلسطين ورفض حضور مؤتمر عن تقسيم فلسطين  ويعد العلامة ال كاشف الغطاء شخصية اصلاحية نتمنى ان تكون بهذا الزمن لكونه رجل اصلاحي ذكي جدا وعالج الكثير من القضايا الشائكة في زمنه ...وبدأ الباحث عبد الامير العكام محاضرته قائلا " في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين شهدالعراق  حركات اصلاحية كما في  العالم اجمع، وخصوصا اوربا ومنطقة الشرق الاوسط في نهايات الدولة العثمانية، التي شهدت حركات اصلاحية منها، في تركيا في حزب الفتاة وعدة شخصيات برزت، وقد انعكس  الامر على العراق، ومن ضمن الشخصيات التي دخلت هذا المضمار الاصلاحي و، الاجتماعي، والسياسي التي جمعت ما بين الفقه والدين والاصلاح، هو الشيخ" محمد الحسين  ال كاشف الغطاء" وهو مانحتاج اليه اليوم ، اذ يعيد التاريخ  العديد من الاحداث والمواقف التي    حصلت في تلك الحقبة الماضية  " 
واضاف الباحث بمستهل حديثه  : نتشرف ان نكون في حضرة هذة الاسرة العريقة وان تكون امسيتنا تحمل عنوان   (الامام المصلح محمد الحسين ال كاشف الغطاء ودوره السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاصلاحي )، ولد الشيخ محمد الحسين في مدينة النجف الاشرف عام 1294 هجرية 1876 ميلادية، وهو محمد حسين ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى بن الشيخ جعفر صاحب كتاب كاشف الغطاء ومنه جاء لقب الاسرة، وتنحدر هذه الاسرة العلمية العربية العريقة في نسبها الى قبيلة بني مالك، من قبائل العراق المعروفة بال علي، وينتهي الى مالك بن الحارث الاشتر صاحب امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، رافقت هذه الاسرة تاريخ النجف الزاهي وتزعمت الحركة الدينية نحو مائة وثمانون سنة، اي منذ ان هاجر جدها الاعلى الشيخ جعفر المالكي الى النجف من بلدة جناجة جنوب مدينة الحلة، وخلف بعده ولده الشيخ جعفر الكبير صاحب" كتاب كاشف الغطاء" المعروف ومن ثم اخوته وابناءه واحفاده الذين كثر فيهم العلماء الاعلام والمجتهدون الاكابر والادباء والجهاد  حتى وصلت النوبة الى صاحب هذه الترجمة، بعد ان اكمل الشيخ محمد الحسين دراسة المقدمات المتعارفة في الوسط العلمي في النجف، اقبل على حضور حلقات علماء عصره، فكان يتلقى معارفه الاصولية على يد الشيخ محمد كاظم الخراساني وحضر في الفقه على الملا رضا الهمداني والسيد كاظم اليزدي، وفي الاخبار والحديث على الميرزا حسين النوري، كما اجازه المرجع النوري بالحديث والكلام، وفي الحكمة والكلام على الشيخ احمد الشيرازي والميرزا محمد باقر والشيخ محمد رضا النجف ابادي ولما كان يتمتع بموهبة ذكاء حاد، والمعية وقادة، فقد برز بين جماعته وطبقته في زمن قصير،"
واكد الباحث العكام  عن تجربة سفر وزيارات العلامة ال كاشف الغطاء قائلا " كان لرحلاته اثرا في تنوع مصادر دراسته وسعة معرفته من خلال ما توفر له من لقاءات في العديد من العلماء والمفكرين في البلدان التي زارها، وكانت اولى رحلاته ف غرة شهر شوال 1328 وقد قصد الحجاز لاداء فريضة الحج ومن هناك سافر  الى  دمشق وبيروت وبقى يتنقل بينهما نحو شهرين ثم اقام في صيدا بضعة شهور، وكان في جميع هذه البلدان نشطا وعاملا، حيث التقى العديد من الوطنيين السوريين واللبنانيين" كاحمد عارف  الزيد" وعبد الكريم الخليل " وغيرهم، فضلا عن تأييده ودعمه لمواقفهم الوطنية وتجلى ذلك فيما كتبه من مقالات في الصحف السورية التي تمجد تلك المواقف،   بعد ذلك سافر من صيدا  ومنها الى القاهرة وبقى فيها اكثر من ستة اشهر، كان يستمع فيها الى علماء الازهر، ثم القى عدة محاضرات على طلاب العلم والمعرفة  في الازهر وبعض الخطب في الكنائس مفندا مزاعم المبشرين من المنافقين .
 
(حضور المؤتمر الاسلامي من اجل القدس )
وفي سنة  1932 سافر الى فلسطين  لحضور المؤتمر الاسلامي الذي انعقد في مدينة القدس والتقى بعدد من الشخصيات التي مثلت بلدانها فيه امثال الشيخ" نعمان الاعظمي "  محمد بهجت الاثري"  محمد رشيد رضا" واخرين، وكان لحضوره دور فاعل في انجاح المؤتمر من خلال دعواته المسلمين الى وحدة الكلمة والصف ونبذ التعصب الطائفي، وتجول بعد ذلك في مدن فلسطين كحيفا ونابلس ويافا، ثم قام بعدة زيارات الى ايران وتجول خلالها في مدنها الكبرى، وفي جميع هذه المدن كان يقيم صلاة الجمعة والاجتماعات العامة ويلقي الخطب التي يدعو فيها الى التمسك بمبادئ الاسلام وعدم الانجراف في التيارات الحضارية الغربية، كما استطاع خلال زيارته ان يتصل بالكثير من علماء ايران وشخصياتها البارزة، وفي سنة 1952، دعته حكومة باكستان لحضور المؤتمر الاسلامي فيها وعند حضوره والقى  عدة خطب وشارك رجال المؤتمر في معالجة الاوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة في البلاد الاسلامية وبعد   انتهاء  المؤتمر زار الشيخ عدة مدن باكستانية والقى الخطب وتبادل الاراء وقدم العديد من الارشدات والمقالات التي توصي بالاهتمام بأوضاع المسلمين بشتى ارجاء المعمورة ."
فيما اوضح الباحث عن دور العلامة ال كاشف الغطاء الوطني والاصلاحي قائلا "لقد كان المصلح كاشف الغطاء يؤمن بان اهم وظائف الرجل الديني وواجباته الاولى هي معالجته الشؤون السياسية والتدخل فيها، وفهمها حق الفهم وكان يرى بان المعني بمفهوم السياسة هي الوعظ والارشاد والنهي عن الفساد للحاكمين بل لعامة البلاد والتحذير من الوقوع في حبائل الاستعمار والاستعباد وهو يقول في انشغاله بالسياسة، انا غارق فيها الى هامتي، وهي من واجباته واراني مسؤولا عنها امام الله، ولذلك فانه ساهم في مختلف الحركات الوطنية التي طرأت على العراق خاصة والبلاد العربية والاسلامية عامة، وكان له في اكثر تلك الحركات نصيب وافر ورأي صائبة، فبعد اعلان الثورة الدستورية في 5 اب عام 1906، من قبل مظفر الدين شاه فقد ادى هذا الى انقسام حاد بين رجال الدين في النجف، بين مؤيد للدستور ومعارض له. اذ التف المصلحون حول محمد كاظم الاخوند وبينما وقف المحافظون مع السيد كاظم الطباطبائي وكان موقف الشيخ محمد حسين بالوقوف الى جانب المعارضين للدستور نظرا لان امن بحرية الفكر وتأثره بالافكار والنظريات التي لا تتعارض مع التعاليم الاسلامية، وما ان بدأت الحرب العالمية الاولى، سارعت بريطانيا الى ارسال قواتها لاحتلال العراق، الذي كان تحت السيطرة العثمانية، فاصدر علماء النجف فتاوى الجهاد ضد الغزاة البريطانيين، على الرغم من معاناة العراقيين من قسوة الاتراك وتعرضهم لاجراءات تعسفية واحكام قاسية وصلت حد الشنق والسجن والابعاد، لا لشيء لمطالبتهم بحقوقهم المسلوبة، فاصدر السيد محمد الطباطبائي فتوى بضرورة الجهاد ضد البريطانيين الكفرة، ودعا كل متمكن للدفاع عن الوطن وامر" الشيخ محمد الحسين  كاشف الغطاء" بنشر دعوة الجهاد وتهيئة العشائر للقتال والاتصال بالحكومة العثمانية لتهيئة المستلزمات الضرورية للمقاتلين، وقد توجه كاشف الغطاء بنفسه مع قافلة من المجاهدين الى بغداد، ومنها الى جهات القتال حيث توجهت قافلته الى الحويزة وبعد معارك بين القوات البريطانية والعثمانية والمجاهدين تمكن البريطانيين من احتلال العراق"
واشار الباحث العكام الى دور العلامة وموقفه الوطني من احداث 1941 وحكومة الكيلاني قائلا "(موقفه من حركة 1941)
 
في 1 شباط 1941، الف الوزارة طه الهاشمي، وقد نشأ نوع من الخلاف بين مجموعة من ضباط الجيش وعلى رأسهم رشيد عالي الكيلاني وبين طه الهاشمي وقد اضطروه الى الاستقالة، لقد تخلص الوصي الامير عبد الاله من هذا المأزق الحرج في الانتقال خفية من الحبانية ومنها الى البصرة وبعدها الى الاردن، وعلى اثر ذلك تألفت حكومة مؤقتة هي حكومة الدفاع الوطني برئاسة رشيد عالي الكيلاني وفي 10 نيسان اجتمع مجلس الوزراء ووافق الحاضرون بالاجماع على اقتراح رشيد عالي بتنصيب شريف شرف وهو احد افراد العائلة المالكة وصيا على العرش بدلا من الوصي الامير عبد الاله واخذ على الاثر يمارس مهام الوصاية، فكان اول ما قام به قبول استقالة طه الهاشمي وتكليف رشيد عالي الكيلاني بتأليف الوزارة، ولقد استمرت حكومة رشيد عالي الكيلاني في الحكم زهاء 50 يوما، من 10 نيسان الى 29 مارس 1941 احرزت خلالها على عددا لا يستهان به من الرأي العام، الا انها اخفقت في علاقاتها مع بريطانيا مما ادى الى قيام الحرب بين العراق وبريطانيا والتي دامت 4 اسابيع، من 2 الى 29 ايار، انتصر فيها الجيش البريطاني وفر فيها رجال الحكومة الى ايران، لقد اثار الاعتداء البريطاني الرأي العام العراقي واعلن تأييده لموقف حكومته وافتى العديد من رجال الدين في النجف بوجوب مقاتلة البريطانيين وكان العلامة الامام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في طليعة العلماء الذين افتوا بوجوب مقاتلة البريطانيين واكد في فتواه على وجوب مساندة الجيش والحكومة العراقية للمحافظة على كرامة البلد من الاجنبي الذي يريد احتلاله ونهب ثرواته، واهاب كاشف الغطاء بالمسلمين جمعيا بالوقوف مع الشعب العراقي في دفاعه قضيته العادلة التي تهدف الى طرد المحتلين الاجانب من البلاد ونتيجة لفتواه ودعوته اعلن العديد من رؤساء القبائل ووضعوا جل امكاناتهم للتضحية والفداء في سبيل اعلاء كلمة الله، وحماية الوطن وقد اثارت فتاوى كاشف الغطاء ردة فعل طيبة لدى حكومة الكيلاني الذي عبر عن شكره وتقديره لموقفه النابع من ايمانه بحب وطنه وضرورة الدفاع عنه بوجه كل محتل، من جهة اخرى رفض الشيخ كاشف الغطاء طلب الوصي اصدار فتوى بتكفير القائمين بالحركة واثارة العشائر ضدها وقد نقل الطلب الموفد من الوصي ومعه مبلغ من المال قدره 20 الف جنية  ، الا ان الشيخ رفض ذلك وامر الوفد بايداع المبلغ في خزينة الدولة. 
   ( دعوة الشيخ  لاصلاح التعليم )
لقد دعا كاشف الغطاء الى اصلاح التعليم ومناهجه الموضوعة من المستعمرين الذين استهدفوا تحجيم ابناء البلاد من تحصيل العلم والمعرفة وقد دعا الشباب الى عدم الاقتصار على ما يأخذونه من تلك المناهج، بل شجعهم على الاعتماد على النفس في البحث والتعليم وان لا يجعلوا الهدف من التعليم هو الحصول على الوظيفة التي تؤدي الى قتل الطموح وتقييد الحماس والاندفاع في العمل ولم يكتف بذلك.
 
 (  اهمية الحفاظ على سلامة اللغة العربية)
 
 وابدى الامام  صراحة وبشدة في مجال الدفاع عن اللغة العربية بوصفها موحدة للامة، فقد ابدى كل من تخلى عن الغة واللسان العربي وان كان في بلاد المهجر خائنا لله والوطن لان فناء الامة مرتبط بفناء لغتها وتقاليدها.
 
(الامام والاصلاح الديني)
 
دعا العلامة الشيخ الغطاء الى الاهتمام بالتعليم الحديث وكتابة العقيدة باسلوب بسيط قادر على الوصول الى كل المسلمين وتنقية الدين من كل ما لحق به من اضافات واباطيل جعلته عرضة للنفور وطلب ايضا في كتابة العقائد باسلوب حديث يتلائم مع روح العصر ولهذا ابتعد الشيخ في اسلوبه عن الغموض في اللفظ والمعنى وكثرة التأويلات المعيقة لفهم النص لتظهر كتاباته واضحة ومفهومة لمختلف الطبقات الاجتماعية وقد عبر عن رؤيته لاهمية الاصلاح الديني وقدرته على رفع الجهل، وتمكين الدين الصحيح في النفوس وتخليص العقيدة من الدجل الذي ساهم في تغلغل الروح الغربية الى الجسد الاسلامي، ودعا الشيخ علماء الامة وفلاسفتها ومفكريها لتشكيل لجنة تتولى تخليص العقيدة مما لحق بها من شوائب لتقبل النفوس عليها وترتضيها. ودعا الشيخ لتأسيس مدارس مرادفة للمدارس الحكومية تأخذ على عاتقها النهوض بالواقع العلمي منطلقا في هذا المجال، لان اكثر المناهج التي وضعها المستعمرين تهدف الى نشر ثقافة التحلل بين صفوف الشباب وعلى اساس ما تقدم وصف الشيخ التعليم بانه اداة فاعلة في بناء شخصية الفرد وسلوكه الانساني، لهذا اكد هدف المدارس والتعليم وتربية الجيل تربية اخلاقية ودينية ووطنية وتأكيدا لهذا المنهاج فقد جدد الشيخ مدرسة ال كاشف الغطاء وتولى مهمتها واصلاحها وادخال العلوم الحديثة اليها، وقد حصلت هذه المدرسة على اعتراف الحكومة واقرت نظامها الدراسي ومناهجها وانضم اليها طلاب من مختلف الجنسيات، وطالب كاشف الغطاء بنشر الوعي الثقافي والديني من خلال الصحف والمجلات واكد رفضه التعصب المذهبي والاحتكام الى العقل.
 
(الامام كاشف الغطاء و دعمه للمرأة)
 
من المسائل الاجتماعية التي دار حولها النقاش الفكري واثارت اهتمامات المصلحين هي قضية المرأة، فقد ركز على جانب الاصلاح الاجتماعي من خلال تأكيده مكانتها في المجتمع، وطالب بتعليمها وتهذيبها وعالج الشيخ كاشف الغطاء هذه القضية بموضوعية وبروح اسلامية بعيدا عن الجمود وانتقد بشدة الذين اعتبروا المرأة سلعة تباع وتشترى، فقد يؤدي ذلك الى الحرمان من المجتمع من خبرتها في مجالات قد تبدع فيها وتتفوق على الرجال، لقد عد الشيخ المرأة اعظم مخلوق بيده خير المجتمع وشره وصلاحه وفساد سلوكه وهبوطه وطالب بان يرسم للمرأة طريق الصلاح والبناء ويهيئ لها اسباب التعليم، وحثها على التخلص من الامية لانها لها دور في بناء المجتمع ودعاها ايضا للقيام بدورها الفاعل في نهضة البلاد والثورة ضد الظلم والظالمين واكد حق المرأة في المشاركة في القضايا السياسية التي تخص بلدها، وطالبها بان تقف موقف المحاسب والمراقب من الحاكمين وموقف الثائر ضد المستعمرين كما شدد على التزام المرأة بالقيم والاخلاق وطالبها بان تكون من اوليات اعمالها هو رعايتها لبيتها وزوجها واولادها.
 
( الامام وقضايا اجتماعية واقتصادية)  وعلل الباحث 
 
انتقاد  الامام العديد من الظواهر السلبية التي عانى منها المجتمع العراقي ودعا الى محاربة العادات الاجتماعية السيئة التي باتت تنخر في المجتمع العراقي واكد ان كل طبقة من طبقاته بحاجة الى تغيير واصلاح جذري، فانتشار الرشوة والفساد الاداري تشكل خطرا يهدد كيان المجتمع كما ان انتشار الملاهي واباحة الخمور ومعدات الفسق والفجور في البلاد هي من مكائد الاستعمار واكد دور الشباب المثقف الواعي في التصدي لهذه الظواهر فهم السلاح الجاهز للامة وقوتها وعدتها عند الشدائد،
 
(الاستقلال السياسي ودعم المجتمع )
 
 والمح الباحث تأكيد الامام " كاشف الغطاء" على اهمية الاستقلال السياسي والاجتماعي، فالتبعية الاقتصادية والاعتماد على الاخرين وعدم الاكتفاء الذاتي وذهاب ثروات البلد تلغي وبشكل صريح الاستقلال السياسي ويصبح استقلالا شكليا ودعا الى بناء اقتصاد قوي من خلال الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس ودعم المنتوج الوطني والاهتمام بالبنى الاقتصادية للبلاد  وهذا لا يتحقق الا من خلال الصبر والمثابرة ووجود رجال قادرين على صنع هذا الاستقلال، لقد اكتسبت نظرة الامام ( كاشف الغطاء) للاقتصاد العراقي بشيء من الشمول فهو يؤكد بان العراق غني بثرواته التي لم تستغل بعد فالعديد من الاراضي البوار يمكن تحويلها الى أراضي زراعية لو استطاعت الحكومة استصلاحها وزراعتها لتشغيل الاف العاطلين عن العمل مساهمة منها في تخليص الكثير من العراقيين من حالات الفقر:
 
وختم الباحث العكام بقوله :ان الامام كان قد ابدى اسفه لعدم نجاح هذا المشروع بسبب  عدم جدية الاستعمار بتقدم وازدهار البلاد  لان نجاحه يساعد في تحقيق الاستقلال الاقتصادي. واكد على ضرورة الاعتماد على الصناعة المحلية ونبذ السلع المستوردة، لان الامة التي تعتمد على غيرها في كل كبيرة وصغيرة يذهب عزها وتفقد استقلالها منذ اليوم الاول التي اعتمدت فيه على غيرها، فتنهار تجارتها وزراعتها وصناعتها وبين الشيخ ان البريطانيين على الرغم من استقلال العراق شكليا فقد سعوا الى استغلال موارده خدمة لمصالحهم، كما انتقد بشدة اجراءات الحكومة بفرضها الكثير من الضرائب لتغطية العجز في ميزانية الدولة. في تلك الحقبة  .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/11



كتابة تعليق لموضوع : في صالون ، د امال كاشف الغطاء الثقافي... دراسه عن حياة العلامة محمد الحسين ال كاشف الغطاء...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net