صفحة الكاتب : هشام حيدر

القطار الامريكي ...نزل علي السعدي وصعد خالد الاسدي! !
هشام حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عام 1963 وقف علي صالح السعدي وزير داخلية حكومة البعث الانقلابية مفتخرا متبجحا بعيد انقلاب شباط الاسود وصرح قائلا (لقد جئنا بقطار امريكي).....!!!

كان السعدي ونظام البعث اول الصاعدين الى هذا القطار والنازلين منه الى سدة الحكم ! ثم عاد القطار الامريكي في 30 تموز بالبعثيين من جديد بعد ان صعدوا على اكتاف عبد الرزاق النايف وفريقه البريطاني في 17 تموز الاسود .....وقد اعترف كل من النايف وحردان التكريتي لاحقا بالدور الامريكي في عودة البعثيين للسلطة ! واقر بهما معا..الطائفي عدنان الباججي مؤخرا في برنامج شاهد على العصر من على قناة الجزيرة ! كما صرح بذلك وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس نقلا عن الرئيس المصري جمال عبد الناصر حيث ذكر ان عبد الناصر كان قد اخبره عام 1969 بان صدام رجل امريكا الاول في المنطقة ...رغم انه لم يمض على انقلاب تموز الا اشهر قلائل ظهر فيه صدام كرجل حماية يحمل بندقية كلاشينكوف ويقف ....(على صفحة)!!

لكن عبد الناصر يعرف عم يتحدث....فقد نشأ صدام وترعرع في القاهرة على يد الامريكان ....كما ان سفارة عبد الناصر في بغداد هي التي رعت عملية انقلاب عارف على قاسم بتمويل كويتي ودعم اردني وتوجيه....امريكي! دارت الايام وصنعت امريكا من البعث شرطيا جديدا للخليج بمجرد ان ازاحت الثورة الايرانية ...الشرطي الايراني رضا شاه بهلوي! وبعد ان نفذ لها كل ما ارادت ورسخ اقدامها في المنطقة بصورة لم تحلم بها من قبل ازاحته كما يزيح المرء حشرة ضارة تقف على راحة يده !  وادعت امريكا انها تريد ......(اجتثاث البعث )!!!

برغــــم انف امريكا ....او برغــــبتها .....حل محل البعث حزب جديد بطريقة ديموقراطية رغم ان الانتخابات والوقائع اثبتت ان رصيده في الشارع العراقي لايساوي الا صفر على الشمال !

لكن هذا الحزب وباستخدام بعض (ملاعيب ) السياسة وفرقعات الاعلام (الحر)... تربع على ظهر العراق مرة ثانية ولكن...بتغيير بسيط .....تبديل الرجل الاول الذي رفضته امريكا وبريطانيا ومهدت لرفضه من قبل الجميع بما فيهم ....حزبه هو !

كما يتضح لاحقا !

لكن هؤلاء جميعا......ورغم رفضهم لمرشح الحزب ....لم يرفضوا الحزب ووافقوا على صعود البديل ...ودعموه !

بل تبين لاحقا ...وبشهادة مدير مكتب رجل الحزب السابق (القوي الامين)....ان البديل كان في جملة المعارضين لبقاء سلفه وان العلاقة بينهما لم تكن على مايرام !

(راجع كتيب –الحرب على حكومة الجعفري لمؤلفه سليم الحسني مدير مكتب الجعفري)!

وخلال ذلك اخذت تنمو نواة جهاز امني جديد هو الاول في ظل عراق مابعد اجهزة صدام الامنية القمعية !

لكن مايميز الجهاز الجديد هو انه نشأ في حضن الحزب الحاكم الدافىء منذ الصرخة الاولى ودون اعتراض الجميع !

لم نسمع من يقول ان هذا حزب طائفي او انه يمتلك مليشيا ...رغم انه (دمج) في صفوف الاجهزة الامنية اكثر من غيره !

ورغم ان الحملة ضد (صولاغ) لم تنته حتى هذه الساعة على ستة اشهر قضاها في الداخلية !

كما لم نسمع عن حملة مشابهة ضد خلفه البولاني رغم ان بغداد اخذت تحتضر طيلة اكثر من سنتين في ظل الوزارة البولانية لكن احدا لم يسم الشرطة بالشرطة البولانية كما سميت بـ(الصولاغية)!

نعود فنقول ...ورغم تبدل رجل الحزب وتبدل الحكومة الا ان وزارة الامن ظلت تنعم بدفء الحزب ورعاية الجميع ورضاهم !

بما فيهم .....من هم من امثال (الاخ ابو عمر) السفير زلماي خليل زادة الذي كان يتحرق لوجود حقيبة الداخلية بيد الزبيدي ويعلن عن رفضه لوجود الحقائب الامنية بيد (الطائفيين واصحاب المليشيات)!

ثم شرع رجل الحزب الجديد بتشكيل عدة هيئات وتشكيلات عسكرية بامره هو ودون علم البرلمان كما يقتضي الدستور ...لكن احدا لم يعترض كذلك لا زلماي ولا علاوي ولا عدنان الدليمي او صالح المطلك او الشرقية او العربية !

فتشكل لواء بغداد الذي يناهز عدد افراده تعداد فرقتين عسكريتين !

كما تشكل جهاز مكافحة الارهاب الذي تلقى افضل التدريبات والتجهيزات على يد القوات الامريكية (الصديقة) !

وتشكلت الوية وافواج (الاسناد)!

واخذ رجل الحزب يقضم موازنات التجارة والكهرباء والنفط والتربية وغيرها ليمول بها اجهزته ورجالاته ...ودون ان يعترض احد !نعم قد يعترض البعض على مايحول لحسابات الخارج !!

 

 تجاهل رجل الحزب البرلمان تماما في تعيين قادة الفرق جميعا ! وتجاهل مجالس المحافظات في تعيين قادة الشرطة في محافظاتهم !

حتى وصل الامر الى تعيين (عبود قنبر) بمنصب نائب رئيس اركان الجيش دون الرجوع لاحد رغم ان التعيين جاء على خلفية تحميل الجميع لـ(قنبر)مسؤولية مسلسل (ايام بغداد الدامية) اذ كان بمنصب قائد عمليات بغداد !

فعاقبه بمكافئته بنقله لهذا المنصب !

رغم ان (قنبر) كان مشمولا اصلا بقانون اجتثاث البعث !

لكن تبين لاحقا ان كل مفاصل الملف الامني لاسيما في بغداد بيد البعثيين !!

متحدث عبقري مثل (كمال الساعدي)...يبرر ذلك (لان البعثيين اصحاب خبرة واحنة ماعدنة خبرة) !!

http://www.youtube.com/watch?v=DYXaUJd4iN4

ويعضد دعواه ربيبهم محمود المشهداني بقوله (فكبار البعثيين داخل المنظومة الحاكمة يقودون أخطر ملف وهو الملفالامني، ولا نستطيع الاستغناء عنهم، وهم حرفيون قاموا بدور رائعولديهمكفاءة كبيرة ولم يتلوثوا بأجندات خارجية،)ويمكن نسخ العبارة ولصقها في محرك البحث للاطلاع على المواقع والصحف التي نشرتها!

 لكن اين المشكلة لما ان هؤلاء البعثيين وجلاوزة امن الطاغية وجلادي زنازينه يعملون الان في (مكتب ابونا واخونا دولة السيد الرئيس).....فهل سنكون (معولا) يهدم في كيان سيادته لمجرد ان مكتبه يعج بالبعثيين وجلاوزة الاجهزة القمعية السابقة كما يرى شاهد الناصرية هذا ؟!

http://www.youtube.com/watch?v=0br5W0tMybY

ولانريد ان نطيل في سرد الاحداث التي لم تنته باستعراض الفرقة العاشرة في السماوة امام السيد الرئيس على انغام نشيد (باقر الصدر منا سلاما)...بعد خطاب حماسي لسيادته عبر شاشة العراقية يدعو فيه الجميع الى( تحييد المؤسسة العسكرية وابعاد كافة انواع التدخلات الحزبية عن هذه المؤسسة )!

والنتيجة.....لم يعترض احد ....الى حد ان غالبية القراء ستسمع عن هذه المعلومات لاول مرة ! النتيجة....ان (الدريل) كما يبدو كان من اختصاص (صولاغ)....دون غيره ...وربما كان السبب هو ان الاجهزة التي نتحدث عنها قد استخدمت وسائل اكثر تطورا من ...(الدريل)! و......مانطولهه عليكم ... اخذ الاعلام (الحر) ينفح في صورة الرجل الضرورة بتناغم عجيب ليهيمن صاحبنا على كل مفاصل الدولة بما فيها مفوضيتها (المستقلة) لاسيما بعد (مكرمته)السخية في( الوزيرية) لتنجب انتخابات مجالس المحافظات مولودها البكر (دولة القانون) ! وبعد عام واحد ليس الا ...وللضرورة الشعرية...انجبت توأم (يخبل)...دولة (القانون) و(العراقية)! واحد حملت به حمدية الحسيني والاخر كان من حصة امل البيرقدار رغم انه ووفقا لتحاليل انتخابات 2009 المعدة في قسم الطوارىء فان نتيجة مثل هذه تعد من المستحيلات لان كلتا السيدتين تجاوزتا سن الانجاب!

http://drhusham.jeeran.com/election.htm

كما ان الكل يعرف ان التوائم انما تولد من ....رحم واحدة ! ولكن.....دي امريكا ياصدام !ولاندري كيف تعثر العراق في (وكفة الباب الشرجي) ليجد نفسه وسط (عركة حرامية) لايستطيع الخروج منها ..فقد احتوشوه من جميع الجهات وكل ينهب على حدة ! اخذ (العراق) يشتم البعث ...والقاعدة...لانه متيقن ان من فبرك هذه (العركة) ليس الا هذين الاثنين ! لكنه ظل يراقب صمت (الصديق)الامريكي وتفرجه....بل واعلان انسحابه وكان شيئا لم يحدث ! وسط كل هذه (الفوضى الخلاقة)......اخذت تطفو على السطح همسات من هنا وهناك ثم اخذت تعلو شيئا فشيئا...! اول من تكلم بصوت عال كان (كاكا محمود عثمان) معلنا التدخل الامريكي الضاغط لحكومة شراكة وطنية (مالكية علاوية)! وشيئا فشيئا ...اشرقت الشمس على اللصوص وقد كتب على زاوية العرض ....برعاية...(بايدن للتنمية والتخطيط) ! بات الكل يتحدث علنا عن الضغط الامريكي ليس لتحالف  (التوأمين) هذه المرة.....بل لدوام الحال على ماهو عليه ! ضاربين بعرض الحائط مقولة (دوام الحال....من المحال)! زميلي من على مقعد الدراسة الى منصة التدريس ......اعاد وللاسف الشديد حالة سادت في حقبة الستينات كانت تفرض على من يريد ان يقال عنه انه (مثقف)....ان يقول ( انا شيوعي).......و....(يسكر)!! فبعد حملة التشويه والتسقيط لساسة التيار الاسلامي بسبب افعال البعض فعلا وبسبب افعال بعض القنوات (الليبرالية)...اخذ البعض يبحث عن بديل...( لا اسلامي ولا ..علماني)....واذا بحزب الدعوة الاسلامية يعلن عن تغيير اسمه الى اسم جديد لامع ...اخر موديل...(دولة القانون)! سالته ..(زميلي).....(شتنتخب؟)! اكو انسان يعيف القانون ؟ اكو احسن من القانون ؟!اجبته....اي ! اكو !!!

حزب الله !بما ان القضية تنحصر بالتسميات !! ضاع القانون واصبح في خبر كان ونسي الجميع امره وارتفعت الاصوات واختلطت (علاوي لو المالكي)....واذا بصوت صافرة القطار ترتفع معلنة قرب وصوله الى المحطة !

غطى صوت القطار على جميع الاصوات واجبرهم على السكوت !

حتى اذا توقف في المحطة فتح باب عربة الدرجة الاولى ليشرف منه عضو دولة (القانون)....خالد الاسدي ! لوح بيده للصحفيين الذين تسابقوا في مد المايكروفونات اليه بانتظار أي تصريح ...

فقال الرجل جملة واحدة.....(جئنا بقطار امريكي)!!!

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نكتة لتلطيف الاجواء الملتهبة

مالك دوهان الحسن يقول ان الضغط الامريكي للتجديد للمالكي باعتباره حلا وسطا يرضي جميع الاطراف!

 

 

هشام حيدر

الناصرية



قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/21



كتابة تعليق لموضوع : القطار الامريكي ...نزل علي السعدي وصعد خالد الاسدي! !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net