صفحة الكاتب : نزار حيدر

نـزار حيدر لقناة (الفيحاء) الفضائية: تصريحات السياسيين دعاية انتخابية مبكرة
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

   في حديث مباشر لقناة (الفيحاء) الفضائية اليوم، الاثنين، علقت في نشرة الاخبار الرئيسية على خبرين، الاول عن اعتقال ارهابي في البصرة مسؤول عن تنفيذ خمس عمليات ارهابية، استشهد وجرح بها العشرات من الابرياء، والثاني عن تصريحات نائب في مجلس النواب عن رد البرلمان لقانون انصاف ضحايا الارهاب الذي قدمته الحكومة الى المجلس، حاول فيها اظهار حرص كتلته النيابية على تمرير القانون، والطعن بكتل نيابية اخرى قال بانها رفضت تمريره، فقلت في تعليقي على الخبرين:
   *ان سبب التدهور الامني في العراق هو غياب المعلومة الامنية، الدقيقة والسرية، ولذلك فان من الصعب على الجهات المختصة متابعة الارهابيين بشكل صحيح، لان الامن يعتمد، في الاساس، على المعلومة، فاذا غابت غاب الامن، كما ان هذه المعلومة اذا كان بامكان الارهابيين رصدها وهي في طريقها الى الجهات المختصة لم تعد، عندها، معلومة، فضلا عن كونها سرية، لانها ستكون مشاعة، وهي للاسف كثيرا ما تصل الى جماعات العنف والارهاب حتى قبل ان تصل الى الجهات الامنية المختصة، ولذلك لم يكن بوسع المنظومة الامنية التعامل معها بشكل سليم، والسبب في ذلك، كما هو معروف، كثرة حالات الاختراق في المنظومة الامنية من قبل عناصر تبيع وتشتري بالمعلومة الامنية السرية.
   *اما عن تصريحات النائب، فانا شخصيا لا اعير تصريحات المسؤولين كثير اهمية كلما اقتربت الانتخابات النيابية من موعد استحقاقها الدستوري، خاصة في الاشهر الستة التي تسبق الموعد، لان كل تصريحاتهم، ومع احترامنا للجميع، عبارة عن اكاذيب وهي دعايات انتخابية رخيصة الهدف منها تضليل الراي العام والناخب تحديدا، تختلط في كثير من الاحيان بالكذب والتسقيط والتزوير ونشر الغسيل القذر.
   نصيحتي لكل العراقيين هي ان لا يصدقوا احدا منهم من الان وحتى نهاية شهر نيسان القادم من السنة الجديدة، موعد اجراء الانتخابات النيابية، لان كل ما سيدلي به السياسيون من تصريحات وحوارات لا تعدو اكثر من دعاية انتخابية تصل في بعض الاحيان الى حد المزحة الثقيلة.
   ان كل سياسي يدلي باي تصريح خلال الفترة المحصورة بين هذين الزمنين، انما يدين نفسه اولا وقبل ان يوجه الادانة لغيره، فلو كان صادقا بما يقول فلماذا لم يتحدث عن هذه الفضائح او العرقلات او المشاكل التي افتعلتها هذه الكتلة او تلك لعرقلة تشريع هذا القانون او ذاك، لماذا لم يتحدث عن ذلك في الفترات السابقة؟ لماذا لم يدل بتصريحاته هذه حال وقوع الحدث او بعد ان تستنفذ كتلته البرلمانية، الحريصة جدا على مصالح العراقيين وخاصة ضحايا العمليات الارهابية، جهدها لاصدار هذا التشريع او ذاك؟.
   ربما يرد احدهم بالقول؛ ان المصلحة الوطنية العليا هي التي حالت دون الحديث عن مثل ذلك، واقول: وهل من المصلحة الوطنية السكوت عن عرقلة اصدار تشريعات تصب في صالح ضحايا الارهاب مثلا؟ ثم، لماذا تلجمك المصلحة الوطنية في حينها عن السكوت ولا تلجمك الان؟ ومن الذي يحدد وقت تحقق المصلحة الوطنية فيقرر السكوت او الحديث، اهي مصالحك ام مصالح كتلتك ام مصالح الناس؟ الا يعني ذلك بانك تحاول، بتصريحاتك اليوم، ان توظف ما جرى في السابق تحت قبة البرلمان كمادة اعلامية دسمة للدعاية الانتخابية؟ واسالك بالله عليك: لو تقرر تاجيل الانتخابات النيابية القادمة الى اشعار آخر، فهل ستدلي بمثل هذه التصريحات اليوم؟ ام انك ستحتفظ بها في كنانتك الى اليوم الموعود؟.
   نصيحتي للعراقيين هي ان (يغلسوا) بتشديد اللام، وان يعطوا للسياسيين (الاذن الطرشاء) كما يقول المثل العراقي، اما نصيحتي للسياسيين انفسهم، فهي ان يوفروا على انفسهم عناء التصريحات ومشقة الوقوف امام الكاميرا، فان العراقيين سوف لن يصدقونكم في كل كلمة تتفوهون بها، فلقد خبروكم كما انهم ملوا منكم.
   وفروا الوقت والجهد لانفسكم، واذا ما كان عندكم المزيد من كل هذا فاصرفوه في تحقيق ما يخدم العراقيين، اوليس ذلك افضل لكم ولهم؟ فبالانجاز ستكسبوا ثقة العراقيين وليس بالمهاترات الرخيصة.
    
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/03



كتابة تعليق لموضوع : نـزار حيدر لقناة (الفيحاء) الفضائية: تصريحات السياسيين دعاية انتخابية مبكرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net