"عجيب أمور غريب قضية"!
"أكو مطر نستغيث"
"ما كو مطر نستغيث"
هذه عجيبة من عجائب سلوكنا المتوارث , والموثق في أغانينا وفلكلورنا وأشعارنا , وحتى قصيدة "أنشودة المطر" للسياب فيها هذه المشاعر السلبية عن المطر.
وكأن المطر حالة غريبة وغير مستحبة في مجتمعاتنا.
ومجتمعات الدنيا بأسرها تريد المطر , وفي بعضها ينزل المطر في كل فصول السنة , وإذا أنقطع لبضعة أسابيع , فأنها تستغيث وتشكو وتتوسل بالسماء أن تأتي بالمطر.
ومراسيم إستنزال المطر معروفة منذ القديم , فكانت في سومر وما قبلها , وكان للمطر إله إسمه "إشكور".
وفي جميع الحضارات السالفة , وكذلك الأديان هناك ما يسمى بسلوك الإستسقاء , أو صلاة الإستسقاء , أو دعائه .
وهو تفاعل روحي ونفسي مع إرادة السماء لإستقدام المطر , وعند المسلمين توجد "صلاة الإستسقاء".
فلا حياة من غير الماء , وأهم مصدر له عرفته البشرية هو المطر , الذي يسقي الأرض ويروي الأنهار والبرك والبحيرات ويرسم الإبتسامة على وجه الصحراء.
وهناك علاقة ما بين الحالة النفسية للبشر والمطر , وما بين اللون الأخضر والمطر , إذ أن الأنواء النفسية والبيئية تساهم في ديناميكية صناعة المطر.
وفي بلادٍ كانت تسمى "بلاد السَواد" , لابد للإنسان أن يستبشر بالمطر ويستثمر فيه , لا أن يستغيث منه ويشكو , حتى ينفر منه المطر!
فكيف لنا على مدى القرون لم نتعلم كيف نتوقى من المطر , ونستثمر في مياهه لصناعة الحياة؟
فهل نضبت أفكارنا وأحلامنا وتطلعاتنا وقدراتنا , وأصبح ينطبق علينا المثل "خلصنا تتن"؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat