هل تنفع تونس قُبلة الحياة؟
محمد الحمّار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد يحس كل من يملي عليه إيمانه بأنّ العمل الفكري بواسطة الكتابة يعتبر غذاءً للسياسة أنّ هذه الأخيرة في تونس، على عكس ذلك، قد تجاوزت منذ زمان طور المرض السريري الذي اسمه "المؤقت" وأضحت جثة هامدة إلى درجة أنه نادرا ما تنفعها حتى قبلة الحياة، ناهيك أن ينفعها العمل الفكري.
لنضرب مثالا على ذلك: تصوروا أن أستاذا تطوع لإلقاء درس شاهد (نموذجي) لطلبة السنة النهائية للمرحلة الإعدادية أو الثانوية، لكن لسببٍ أو لآخر لم يحضر لا الطلبة المعنيون ولا متفقدو المادة ولا الأساتذة المدعوّون للمعاينة وللمشاركة بالنقاش وبالنقد من أجل تطوير منظومة الدرس، وأنه قد طُلب من الأستاذ أن يؤجل إنجاز الدرس إلى يومٍ غير مسمَّى وحتى إشعارٍ أخر.
فهل عندما يحين الأجل الجديد وبالرغم من تغيّر الظروف والشروط، وربما أيضا بتغيير الطلبة والمتفقدين والأساتذة ، سيُنجَز الدرس بنفس المضمون وبنفس المقاربة وبنفس الطريقة وبنفس الجدوى وبنفس الفعالية التي كان قد خُطط لها جميعُها والتي كان من المزمع تنفيذها آنذاك وِفقا لمسارٍ دراسي مُعيّن أم أنّ المدرّس سوف يكون مجبرا إمّا على تصميم درسٍ جديد لا يُعرف مآله هو الآخر وإمّا على اعتزال التصميم والتخطيط وحتى التدريس؟
قد يعطي هذا التشبيه صورة لمآل كل مشروع فكري يرمي إلى تطوير الفكر السياسي في تونس اليوم وللطريقة التي يحرث بها الفكر في ماء السياسة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد الحمّار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat