حرية العقل تعني الله العقل الحياة
مهدي المولى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهدي المولى

والغاء حرية العقل يعني الغاء ل الله للعقل للحياة
لهذا نرى المستبدين والمجرمين والظلامين من اول اهدافهم هو الغاء حرية العقل ووضع القيود والاغلال عليه ومنعه من اي حركة من اي اطلاع وتجعل من الانسان دون الحيوان منزلة لا يملك بصر ولا بصيرة انه مجرد الة بيد اولئك المستبدين المجرمين تجعل منه مجرد عبد قن او الة صماء عمياء بكماء
يصبح الانسان لا يملك قيم ولا شرف ولا خلق ولادين ولا ضمير كل هذه يضعها تحت قدم السادة المجرمين كل ما يريده ويرغبه ان يرضي سيده ان لا يغضب سيده قيل ان الطاغية المعروف الحجاج بن يوسف الثقفي هذا المجرم الذي سفك دماء عشرات الأ لاف من العراقيين اطفالا ونساءا وشبابا واغتصب اكثر من ذلك من العراقيات حتى انه كان يتلذذ بدماء العراقيين ولحومهم لكنه في نفس الوقت يقبل قدم الطاغية عبد الملك بن مروان ويقول له انا يدك اليمنى
واراد عبد الملك ان يرى خضوع هذا المنحط وانحطاطه الاخلاقي فطلب منه زوجته وان يأتي بها بنفسه ويقدمها له بيده وفعلا اسرع وحقق طلبه بسرعة ودقة وهذه طبيعة كل العبيد والمجرمين في كل مكان وفي كل زمان
لهذا نرى الصراع بين من يدعوا الى حرية العقل التي هي رسالة الله ارادة الله وبين من يدعوا الى عبودية العقل لانها ارادة ورسالة الشيطان لا شك ان ارادة ورسالة الله هي المنتصرة وهي الفائزة
يقول الامام علي وهو اول من دعا الى حرية العقل الى حرية الانسان واول من اعتبر الخلاف في الفكر في الرأي ضرورة من ضرورات الحياة الاساسية فكانت صرخته في وجوه كل الذين فرضوا العبودية والذين اقروها واعترفوا بها
لا تكن عبدا لغيرك وقد خلقك الله حرا كانت اول صرخة ضد العبودية
اضربوا بعض الرأي ببعض يتولد منه الصواب
الله ما اعظمك يا ابا الحسنين كيف ادركت هذه الحقيقة قبل اكثر من 1400 عام هل تدري ياسيدي نحن الى الان دون هذا المستوى لا نعرف هذه الحقيقة الى الان نحكم على الذي يؤمن بهذه الحقيقة بانه كافر والكافر يقتل
لا شك ياسيدي انهم ذبحوك لانك كافرا في جهلهم في عبوديتهم في عدائهم للعقل الحر
يعني على الانسان ان يطلع على كل الاراء وكل الافكار ومن خلال تضارب وتلاقح هذه الافكار وهذه الاراء تتولد الحقيقة يولد الصواب يولد شي جديد
اقرأ كل شي تكون شي
يعني الرأي الواحد مهما كان ذلك الرأي لا يولد منه الصواب ابدا لاتولد منه ايجابية لا يولد شي جديد فالوصول الى الصواب الى النجاح الى الحقيقة الى شي الا عن طريق مشاركة مجموعة من العقول الحرة من الافكار الحرة وكلما كانت تلك الاراء تلك العقول اكثر كلما توصلنا الى الاكثر صوابا الى الاكثر حقا
فكل ما حدث وما يحدث في الارض من وحشية وظلم وانتهاك لحقوق الانسان وقتل وتدمير كان نتيجة للرأي الواحد لحكم الفرد الواحد الحزب الواحد الدين الواحد
فالاختلاف في الرأي في الفكر هي التي منحت الانسان هذه القيمة وهذه الاهمية ولولا هذا الاختلاف لاصبح الانسان كأي شي اخر في هذا الوجود مثل اي شجرة اي حيوان اي حجرة فكل ما حدث في هذا الوجود من تطور وتقدم واكتشاف واختراع وما حدث من خير ونور وعلم ومعرفة وقيم انسانية ودعوة الى الحب وعشقا للحياة الا نتيجة لهذا الاختلاف فالذي يحرك الحياة الى الامام ويرتفع بها الى السمو والارتقاء هو الاختلاف في الرأي والاختلاف في الرأي لا تنتجه الا العقول الحرة
فالعقول الحرة تنموا وتنضج في الاختلاف ولا يحدث من هذا الاختلاف الا الخير والرقي والتطور والتجدد على خلاف الاختلاف في العقول المقيدة التي لا يحدث منها الا الشر والظلام والانحطاط والفساد
لهذا نرى الطغاة والبغاة في كل التاريخ وفي كل مكان هدفهم واحد هو احتلال عقول الناس في غزواتهم وفي حروبهم لانهم بهذا الاحتلال يحتلون كل شي ويسيطرون على كل شي وبيدهم كل شي لا يوجد محتل حرر عقول المحتلين ومنحهم الحرية في ما يفكرون ويطلعون لانهم بذلك يفتحون عقول الشعوب على سلبياتهم ومفاسدهم وبالتالي ينتفضون ضدهم
الله خلق الانسان حرا من خلال حرية عقله فكل من يحتل عقل الانسان ويقيده فانه يعلن الحرب على الله
بل ان الله سبحانه وتعالى اعتبر الاختلاف في الرأي امر ضروري في القضاء على الفساد ولولا هذا الاختلاف في الرأي في وجهات النظر لفسدت الارض
فالله اطلق على الاختلاف في الرأي اسم الدفع حيث قال
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat