اثبت بما لا يقبل ادني شك ان الربيع العربي فشل من خلال فشل المرأة فحقوق المرأة تراجعت عما كانت عليه قبل حدوث الربيع العربي في كل الدول وهذا يعود في اعتقادي الى المراة نفسها
فالمرأة لا تزال تستجدي حقوقها استجداء مادة يدها وهي تقول من مال الله والصخي حبيب الله او انها لا تزال تقف خلف الرجل مساندة ومؤيدة للرجل معتقدة انه هو الذي يحقق لها اهدافها ويمنحها حقوقها وفي النتيجة تخرج خالية اليدين
فالمرأة وراء كل حركة ووراء كل تغيير وتجديد في كل التاريخ في كل مكان وفي كل مراحل التاريخ فالمرأة كانت وراء نهضة الاسلام حيث وقفت مواقف مشرفة في نشر الاسلام ونموه والدفاع فاول من اسلم امرأة هي الانسانة العظيمة خديجة الكبرى التي وقفت الى جانب الرسول العظيم وشجعته ودعمته معنويا وماديا من اجل نشر الاسلام ومواجهة اعداء الاسلام حيث ضحت بمالها وصحتها وتحملت الجوع والالم حتى استشهدت نتيجة للحصار التي فرضه اعداء الاسلام على الرسول واهله
والمرأة كانت اول شهيدة في الاسلام وهي سمية ام عمار زوجة ياسر حيث ضربت اروع امثلة الشجاعة والتضحية من اجل نشر النور والحرية وازالة الظلام والعبودية فكانت صرختها في رمضاء مكة ضد رموز الظلام والاستبداد هي التي هدت عروش البغي وحصون الظلام وما حقق الاسلام من انتصار الا نتيجة لتلك الصرخة لتلك التضحية لذلك الايمان
لكن النتيجة ماذا حصلت المرأة ففي غفلة من المسلمين اختطف الاسلام من قبل اعداء الاسلام وحكموا على المرأة مجرد جارية ملك يمين ناقصة عقل ودين مجرد سلعة تباع وتشترى وبقيت المرأة المسلمة تحت هذا الظلام والعبودية حتى عصرنا
والان تحاول الوهابية الظلامية بدعم من ال سعود ان تلعب نفس اللعبة مع الصحوة الاسلامية التي اطلق عليها الربيع العربي نفس اللعبة التي لعبتها الفئة الباغية في فجر الاسلام بدعم من ال سفيان
فاذا استطاعت الفئة الباغية بزعامة ال سفيان ان تختطف الاسلام وتفرغه من قيمه الانسانية الحضارية لا اعتقد ان الوهابية الظلامية بزعامة ال سعود قادرة على اختطاف الاسلام مرة اخرى فالمسلمون في حالة اخرى اكثر فهما واكثر وعيا واكثر معرفة بالاسلام وتمسكا بقيمه الانسانية
فالاسلام دعوة الصدق والمحبة والسلام دعوة الحرية دعوة للعلم والعمل لكل انسان سواء كان رجل او امرأة فمن يلتزم بذلك ويتمسك بها فهو مسلم ومن لا يتمسك بذلك فهو غير مسلم
الاسلام يعني الانسان
اما اذا كان الانسان غير ملتزم وغير متمسك بالصدق والمحبة والسلام والعلم والعمل سواء كان رجل او امراة فهو ليس بمسلم ليس انسان
العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة يعني الذي لا يقرأ ولا يكتب كافر لان العلم هو السبيل الوحيد لمعرفة الله ومعرفة اوامره ونواهييه لا شك بدون العلم لا يمكن للانسان ان يعرف الله ويعرف ما يريده وما لايريده
لهذا نرى الفئة الباغية بقيادة ال سفيان في اول الاسلام والفئة الوهابية بقيادة ال سعود الان تحرم العلم على المسلم وخاصة المرأة والهدف هو ان تبعد المسلم عن معرفة الله عن معرفة الحق عن معرفة الايمان
فشنوا حربا على العلم والعلماء ودور العلم حيث ذبحوا العلماء والمتعلمين على اساس انهم كفرة وفجروا دور العلم بحجة انها دور اوثان
لو دققنا في التغيرات التي حدثت في منطقتنا التي اطلق عليها الربيع العربي لأتضح لنا ان المرأة العربية ساهمت مساهمة فعالة في هذا التغيير الذي اطاح بأعتى انظمة الدكتاتورية والاستبداد فكانت اغلبية المتظاهرين والمحتجين والمعتصمين من النساء وكانت المرأة اكثر تحديا واكثر قوة وتحدي من الرجال
وفجأة تدخلت قوى الظلام والفساد القوى الارهابية المتخلفة واخترقت الثورة وتصدرتها ونشرت ظلامها وحرفت الثورة عن مسارها الطويل وتصدت لقوى الثورة وعزلها وابعادها بكل الطرق لانها تدرك ان المرأة نصف المجتمع وتعطيل نصف المجتمع يعني تعطيل المجتمع بكامله
حيث فرضوا قيم وعادات هدفها افساد المرأة وبالتالي افساد المجتع بكامله من خلال
منعها من العلم والعمل وذبح اي امرأة تذهب الى المدرسة ذبح المدرسات تفجير ا لمدارس
المرأة ناقصة عقل ودين
المرأة لا تصلح لتحمل المسئولية
المرأة لا رأي لها ولا موقف ولا عقل
وبدأت فتاوى غريبة عجيبة غير معقولة غايتها الاساءة للاسلام
لا يجوز لها الجلوس على الكرسي بحجة ان الجن يشتهون المرأة التي تجلس على الكرسي ويمارسون الجنس معها
كما انهم حرموا على المرأة التي لا يوجد معها زوجها في البيت تشغيل المكيف لان ذلك يدفع الرجال في الشارع الجيران يمارسون الجنس معها كما حرموا على المرأة تناول الموز والخيار لانه يثير رغبتها الجنسية
ومن الفتاوى المضحكة احد هؤلاء المتخلفين خاصة بعد المطالبة الشديدة من قبل المرأة في الجزيرة لقيادة السيارة لحماية نفسها وكرامتها من التجاوزات التي يقوم بها بعض المتخلفين ان قيادة المراة للسيارة يؤثر على مبايض المرأة
الاكثر غرابة واستغرابا ان هؤلاء المتخلفين اعداء الحياة والانسان قاموا بحملة تحرش جنسي بالمرأة في كل مكان حتى لو كانت في المسجد وهذه الحالة لم تحدث قبل مرحلة التغيير في ظل انظمة الاستبداد والدكتاتورية والشي الغريب ان الذين يتحرشون بالنساء هم اؤلئك الذين يتظاهرون بأسم الدين والتدين
نعم هناك حملة كبيرة وواسعة ضد شعوب المنطقة ومستقبلها من خلال عزل المراة وابعادها عن المساهمة في بناء الاوطان لهذا على المرأة ان تدرك الخطر الذي يحدث بشعوب المنطقة
لا شك المرحلة التي تمر بها شعوب المنطقة مرحلة صعبة ومحرجة اذا تركت وشأنها ستؤدي الى الفوضى والفوضى تؤدي الى الضياع لهذا على القوى الوطنية المخلصة وخاصة المرأة بالذات يتطلب منها ما يلي
اولا على المرأة ان تشكل لها تيار حزب خاص بها غير خاضع لاي حزب او جهة اخرى
ثانيا ترفض المطالبة بحقوقها بطريقة الاستجداء والتوسل بهذا الطرف او ذاك بل على المرأة ان تنتزع حقوقها بقوة وبدون اي خوف او مجاملة
ثالثا على المرأة النشطة والتي تريد انقاذ المرأة ان تنزل الى المرأة وتكون معها في كل مكان في منزلها في عملها في مدرستها في مجالس افراحها واحزانها وترفع من مستواها العلمي والعقلي وتعرفها بحقوقها واهميتها في بناء الوطن وسعادة الشعب
رابعا على المرأة النشطة ان تنطلق في رفع مستوى المرأة من واقعها من قيمها حتى لا تحدث ردة فعل ليس في صالحها مثلا تشجع المرأة على تعلم القراءة والكتابة والانطلاق من قول الرسول محمد العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة تشجيعها على العلم والعمل والانطلاق من قول الامام علي قيمة المرء ما يحسنه اي ما يعمله
خامسا على المراة ان تتصدر الصفوف في المطالبة بحقوقها ولا تسمح لغيرها ان يتكلم بأسمها مهما كان فمن يرغب في الوقوف الى جانبها ويطالب بحقوقها عليه ان يدعمها اي يقف الى جانبها ان يقف ورائها
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat