التيار الديمقراطي المدني موجود
مهدي المولى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهدي المولى

نعم التيار الديمقراطي العلماني المدني موجود لكنه ضعيف لكنه مشتت تسوده ميزة التعالي على الاخرين على الشعب معتبرا الشعب متخلف ليس بمستواه ويطلب من الشعب الصعود اليه كما تسود بعض عناصره التكبر و الانانية و كل واحد يريد ان يكون هو الاول والاكبر وهذه من اهم الامراض التي اهلكته وشرذمته الى مجموعات صغيرة وحتى افراد لا يعرف ولايسمع بها احد
على التيار الديمقراطي اليساري المدني ان يقر بفشله لانه لم يستوعب جماهير الشارع ونتيجة لهذا الفشل ولدت الحركات الاسلامية واستطاعت السيطرة على الشارع فالشارع اصبح ملك لحركات اخرى وخاصة الحركات الاسلامية المتطرفة يعني عليه اي التيار ان يعترف به ويبحث عن الاسس وكيفية التعامل مع هذا الواقع الجديد الذي لا يمكن رفضه او الغائه لا شك ان هذه الحركات واسعة ومتعددة بعضها قريبة وبعضها بعيدة وعلى التيار ان يدرس حقيقة الحركات الاسلامية من هي القريبة منه ومن هي البعيدة كما ان الحركات الاسلامية لا يعني انها وحدة واحدة بل هناك خلافات وصراعات واسعة بينها لهذا يتطلب التقارب بل حتى التحالف مع الحركات الاسلامية القريبة من الخطأ ان يقف ضد الحركة الاسلامية بأجمعها وخاصة في الوقت الحاضر فالمرحلة التي نعيشها غير مستقرة بل اقرب الى الفوضى لكنها ملائمة لتحرك القوى الديمقراطية بين الجماهير وكسب تأييدها
لهذا يتطلب من التيار الديمقراطي المدني ان يعترف ويقر بالامر الواقع هذا هو مستوى الشعب وهذا هو وعيه ومهمة التيار تغيير هذا الواقع نحو الافضل ورفع مستوى الشعب الى الاعلى محاولا بكل جهده ان يبعد نفسه عن اي نوع من الا صطدام بهذا الواقع بل عليه الانطلاق من نفس الواقع فالاصطدام في مثل هذه الظروف وفي هذا الوقت ليس في صالح التيار الديمقراطي المدني
يعني على التيار الديمقراطي ان لا ينطلق من أية
ايدولوجية بل ينطلق من هموم ومتاعب المواطن من احلامه ورغباته مثل التقاعد البطالة الفساد الاداري والمالي الرشوة استغلال النفوذ المحسوبية والمنسوبية الخدمات المختلفة الماء الكهرباء العشوائيات ازمة السكن التفاوت الحاد في كل شي بين ابناء الشعب بين اقلية تملك كل شي ولها كل شي وبيدها كل شي وبين اغلبية لا تملك شي وليس لها شي الالتزام والتمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية تمسكا كاملا والتزاما تاما حتى لو كان هناك بعض السلبيات وبعض التقصير لا يعني الاقرار بالسلبيات والتقصير والعجز بل يجب معالجة السلبيات وما يحدث نت تقصير وعجز في الدستور او المؤسسات الدستورية ولكن وفق الدستور ايضا
على التيار الديمقراطي المدني ان يسعى بكل جهده من اجل ان يضم كل العراقيين من مختلف الالوان والاشكال من مختلف المذاهب والاديان والاعراق ومن كل المحافظات وتشكيل جبهة عراقية هدفها الديمقراطية واعتقد هذا هو الطريق الوحيد الذي يمكننا به انقاذ العراق من الاصطفاف الطائفي والعرقي من الاوضاع المزرية التي يعيشها فشعاره وصوته انا عراقي عراقي انا يعني يضم الكردي والعربي والتركماني يضم المسيحي والمسلم والصابئ يضم السني والشيعي يضم ابناء الانبار والموصل وابناء السليمانية واربيل وابناء البصرة والنجف
حقا اني ضحكت عندما طلب احد السياسيين الذي يصنف نفسه من ضمن التيار الديمقراطي العلماني الليبرالي من البرلمان ان يمنح التيار العلماني الكوته كما منح الكوته للمكونات الصغيرة هل هذا معقول
فالمعروف جيدا ان اهم اهداف التيار الديمقراطي المدني هو الغاء الكوته لان الكوته ثمرة من ثمرات النظام الطائفي العنصري نظام المحاصصة فالنظام الديمقراطي المدني لا ينظر الى الشعب على اساس دينه قوميته طائفته وانما على اساس انه انسان انه مواطن عراقي فقط اما دينه عرقه مذهبه منطقته نفوذه فتلك امور خاصة به لا علاقة للدولة به لان اي انسان من الممكن ان يغير رأيه وجهة نظره دينه مذهبه
على التيار الديمقراطي ان يكون هدفه الاول والذي لا هدف غيره هو نجاح العملية السياسية السلمية هو ترسيخ ودعم الديمقراطية وخلق قيم واخلاق ديمقراطية لدى الجماهير العريضة ولا يهمه نتائجها
لا يمكن تأسيس دولة القانون دولة المواطنة دولة الانسان الا بالديقراطية والديمقراطية لا تنجح الا اذا تخلق الشعب بقيم واخلاق الديمقراطية ومن اخلاق الديمقراطية هو شعور المواطن بان شرف الانسان وكرامته هو صوته فلا يتنازل عنه امام اي اغراء او اكراه مهما كان ذلك الاغراء وذلك الاكراه ولا يصوت الا وفق قناعته الذاتية الا ما يقول له عقله وما يأمره به ضميره
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat